حكاية غنوة| "شهرنا السمح".. وديع الصافي "مسيحي غنى لفضائل رمضان"

كتب: عبدالله علي عبدالله

حكاية غنوة| "شهرنا السمح".. وديع الصافي "مسيحي غنى لفضائل رمضان"

حكاية غنوة| "شهرنا السمح".. وديع الصافي "مسيحي غنى لفضائل رمضان"

"شهرنا السمحُ قد بدا.. خيّرًا يغدقُ الندى، يمنحُ الطيبَ والسنا.. يرسلُ النورَ والهدى، يسعدُ المؤمنَ الذي.. نالَ بالصومِ مقصدا"، بهذه الكلمات تغنى معجزة الغناء اللبناني وديع الصافي قصيدته احتفاءً بقدوم شهر رمضان الكريم وقدمها أول مرة خلال الإذاعة اللبنانية، عام 1956 ميلاديًا.

"يسعدُ المؤمنَ الذي.. نالَ بالصومِ مقصدا، قال يا رب نجّني.. واستمع دعوة النِدا"، كلمات كتبها الشاعر اللبناني موفق شيخ الأرض، ولحنها "فنان الوطن والتراث" وديع الصافي، لتعبر عن سماحة الشهر الذي ينتظره المؤمنون، هو لحن كلاسيكي بني على مقام العجم مع تلوينات، وعلى قالب الطقطوقة المطورة المشكل من لحن ونص متكررين، متناوبين مع ألحان متغيرة، وذلك وفق ما ذكر في كتاب الأغاني الثاني، لمؤلفه دكتور سعد الله آغا القلعة.

كان وديع الصافي متسامحًا محبًا للأديان، رغم أنه لم يقبع في مدرسة دير المخلص الكاثوليكية سوى ثلاث أعوام فقط، ولكن قوة صوته ونقائه الذي قال عنه الفنان المبدع دكتور محمد عبدالوهاب: "مش معقول ولد بها العمر بيملك هالصوت"، رددها عنه حين سمعه لأول مرة وهو يشدو أغنية - ولو -، وكان وديع حينها في ريعان شبابه.

ولعل ما سبق هو الحافز الأقوى الذي دفع وديع الصافي، لتقديم أغاني إسلامية رغم اعتناقه الديانة المسيحية، وتعتبر "شهرنا السمح"، واحدة من ثلاثة أغنيات دينية إسلامية لوديع الصافي، وهي، نشيد "نداء الحق" عن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، و"رمضان" وهي أيضًا أغنية للشهر الكريم، وفيها تقرب من الله بالدعاء والصلاة والصيام.

"قال يا رب نجّني.. واستمع دعوة النِدا، إنني جئتُ أرتجي.. من تجلى وأرشدَ"، كلمات قرر وديع الصافي إعادة تسجيلها لصالح الإذاعة المصرية في فبراير 1969، وهي كلمات توصف حال الصالحين الذين يرجون ربهم خلال الشهر المبارك.

لحن وديع الصافي، الأغنية بمساحة صوتية نادرة في أغانيه، وصلت إلى 16 صوتًا، لتعبر عن رحابة شهر رمضان واتساعه، أداها وديع الصافي باقتدار، مع إضفاء تعبيرية واضحة، تعبر عن الرجاء.

"إقبل التوبة استجِب.. للذي جاءَ قاصدَ، بابكُ اليوم غايتي.. فاهدني انتَ من هدا، انتَ ذخري وموئلي.. من إذا شاءَ أنجد"، تحرص الإذاعة المصرية واللبنانية على إذاعة القصيدة الدينية بمناسبة شهر رمضان المبارك كل عام وحتى وقتنا الحالي، لتصبح جزاءً من طقوس الاحتفال برمضان.


مواضيع متعلقة