رئيس «التجمع» لـ«الوطن»: خالد محيى الدين كان يرفض أن يناديه أحد برتبته العسكرية
![سيد عبدالعال](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20430801161443121661.jpg)
سيد عبدالعال
أكد النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، أن خالد محيى الدين أسس «حزب التجمع» ليجمع كل الشعب، ولم يكن يسارياً فى الأساس، وكان رجلاً هادئاً بطبعه فى اتخاذ القرارات، وكان يرفض أن يناديه أحد برتبته العسكرية. وقال «عبدالعال» فى حواره لـ«الوطن»، إن «محيى الدين» كان يرى أن الخصم السياسى داخل مصر ليس عدواً بل من الممكن أن يكون حليفاً، لكن العدو هو الاستعمار الخارجى والصهيونية وامتداداتهما فى الداخل من القوى الظلامية والجماعات الإرهابية مثل الإخوان.
وأضاف: «كانت علاقة محيى الدين وعبدالناصر جيدة وتجمعهما صداقة قوية، وكان يتناول الخلافات بينهما بشكل هادئ، لأنه لم يكن يريد حدوث أى صدامات، وخاض نضاله بجانب الشعب ضد العدوان الثلاثى».. وإلى نص الحوار.
«عبدالعال»: جمعته بـ«عبدالناصر» صداقة قوية ودعم مشروعه الوطنى
كيف ترى رحيل مؤسس حزب التجمع خالد محيى الدين؟
- مصر والأمة العربية جميعها فقدت رمزاً ومناضلاً ورجلاً وطنياً مخلصاً، محيى الدين صاحب تاريخ مشرف كان أحد أعضاء الخلية الأولى لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى ثار ضد الاستعمار والحكم الملكى البغيض، وناضل طوال حياته من أجل حرية بلاده وشعبه، واستقلالهما، وشجع النهضة الاقتصادية، ودافع بكل جهده عن العدالة الاجتماعية.
ما سبب خلاف «محيى الدين» الحقيقى مع مجلس قيادة الثورة؟
- كان «محيى الدين» متمسكاً بحق الشعب فى المشاركة فى الحكم، واختلف مع مجلس قيادة ثورة يوليو عندما اقترح عام 1954 على المجلس ضرورة أن يعود الجيش إلى ثكناته، وعودة الأحزاب مرة أخرى فى إطار إيمانه الكبير بالتعددية الحزبية، وأن يؤسس الضباط الأحرار حزباً سياسياً، لكن رفض مقترحه من المجلس وكان مؤيده فى هذا الرأى محمد نجيب، فرفض محيى الدين آنذاك أن يتمسك بالمنصب وتقدم باستقالته.
كيف كانت علاقة «محيى الدين» بـ«عبدالناصر» بعد أن استقال من المجلس؟
- كانت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر جيدة وتجمعهما صداقة قوية، وكان يتناول الخلافات بينه وبين «ناصر» بشكل هادئ، لأنه كان لا يريد أن تحدث أى صدامات، وخاض نضاله بجانب «ناصر» والشعب المصرى ضد العدوان الثلاثى، على الرغم من وجوده وقتها خارج البلاد فى سويسرا، إلا أنه قام بدوره الوطنى وتحرك بين القوى الاشتراكية فى العالم، ووقف مسانداً لناصر والشعب فى محنته ولم يترك أى قضية وطنية إلا أن وقف داعماً ومشاركاً فيها بكل قوة.
ناضل بشراسة دفاعاً عن مبادئه.. وكان يرى الإخوان والصهاينة والاستعمار أعداء الوطن الحقيقيين
ماذا بعد عودة محيى الدين إلى مصر مرة أخرى؟
- لم يتزعزع إيمان محيى الدين بالديمقراطية ولم يتوقف عن نضاله من أجل الحرية والدفاع عن مبادئه بشراسة، وفى نفس الوقت ساند المشروع الوطنى الذى تبناه الرئيس عبدالناصر فى تأسيس شركات القطاع العام، ودعم قضية العدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء من الشعب، باسترداد الأراضى من الإقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين، وكان يرى دائماً أن الحفاظ على هذا الوطن يتطلب التوافق بين الفرقاء والرفاق، وقام بحشد القوى السياسية، وفضل أن يعمل من بعيد فقام بتأسيس جريدة «المساء».
ماذا عن إدارة «محيى الدين» للحزب؟
- كان زعيماً تعلمنا جميعاً على يده داخل «التجمع»، وكان رجلاً هادئاً فى اتخاذ قراراته ويتعامل مع كل الأمور بهدوء تام، وكان يرفض أن يناديه أحد برتبته العسكرية، كان يوجه رسالة من خلال حزب التجمع بضرورة تجديد الدماء داخل كل القطاعات والمؤسسات فى الدولة، ولدينا الآن فى الحزب جيل من الشباب يتولى المناصب القيادية.
ماذا كان موقف «محيى الدين» من جماعة الإخوان المسلمين؟
- الزعيم محيى الدين علمنا داخل حزب التجمع أن العدو ليس الخصم السياسى فى الداخل فهو من الممكن أن يكون حليفاً، ولكن العدو الحقيقى للوطن والشعب المصرى هو الاستعمار الخارجى والصهيونية وامتداداتهما فى الداخل من القوى الظلامية والجماعات الإرهابية مثل الإخوان، وناضل سنوات فى مواجهة أفكار هذه الجماعة المتطرفة، وعندما أسس «التجمع» كان يرفض أى تحالف أو تنسيق مع الإخوان، وأتذكر له قوله لنا خلال أحد الاجتماعات بالحزب «أهم شىء خليكم حريصين دايماً على وحدة الشعب المصرى والوطن، الإخوان ليس لديهم هذا المبدأ، وبناء مصر يكون بالتحالف مع القوى الوطنية».