بروفايل| خالد محيى الدين.. «الآن أرحل»

بروفايل| خالد محيى الدين.. «الآن أرحل»
- أخبار اليوم
- الأوضاع السياسية
- الجيش المصرى
- الرئيس السابق عدلى منصور
- الرئيس عبدالناصر
- الراحل أنور السادات
- السلك الدبلوماسى
- أجانب
- أحمر
- أخبار اليوم
- الأوضاع السياسية
- الجيش المصرى
- الرئيس السابق عدلى منصور
- الرئيس عبدالناصر
- الراحل أنور السادات
- السلك الدبلوماسى
- أجانب
- أحمر
96 عاماً من العطاء، قضاها خالد محيى الدين، داعياً للديمقراطية وتداول السلطة، بدأها منذ أن كان عضواً فى مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، حتى رحيله صباح اليوم، فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى.
«الصاغ الأحمر»، كما لقبه زميله جمال عبدالناصر، فى إشارة إلى توجهاته السياسية اليسارية، خاض حرباً شرسة على مدار حياته لإرساء قواعد الديمقراطية، فاصطدم برؤساء مصر على اختلافهم، بداية من جمال عبدالناصر، مروراً بالسادات، وليس انتهاءً بمبارك، رافعاً لواء المعارضة الذى صحبه حتى مثواه الأخير، متخذاً من حزب التجمع الذى أسسه فى عام 1976 منبراً أتاح له رصد الأوضاع السياسية فى مصر لأكثر من 40 عاماً متواصلة.
من عائلة سياسية جاء خالد محيى الدين، ولد فى 17 أغسطس عام 1922، فى كفر شكر بمحافظة القليوبية، تخرج فى الكلية الحربية، وتعرف إلى جمال عبدالناصر الذى ضمه إلى تنظيم الضباط الأحرار، ذلك التنظيم الذى كان يعمل على إزاحة الملك فاروق عن حكم مصر، وتولى مقاليد الأمور، جاء اصطدام خالد بعبدالناصر بعد شهور قليلة من خلع الملك فى عام 1952، حين انضم للرئيس الأسبق محمد نجيب، مطالباً الجيش بالعودة إلى ثكناته، وترك الحكم، وإفساح المجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطى، لكنه دفع ثمن ذلك غالياً، بعدما استبعده الرئيس عبدالناصر من مصر، وأرسله لسويسرا فى العام 1954 ليعمل فى السلك الدبلوماسى.
بعد فترة من إقامته فى سويسرا استدعاه «عبدالناصر»، وأخبره أنه لا توجد مشكلة فى أن يعود لمصر وأن يؤسس صحيفة مسائية يستكتب فيها من يشاء، عاد محيى الدين بالفعل، وبدأ فى تأسيس جريدة «المساء»، مستعيناً بمجموعة من الكتاب والأدباء والمفكرين، قبل أن يتركها فى أوج نجاحها ويتولى مسئولية مجلس إدارة وتحرير «أخبار اليوم» عامى 1964 و1965، متمتعاً بخبراته فى تأسيس جريدته المسائية، ولكنّ بقاءه لم يدم طويلاً على رأس المؤسسة، إذ إن المناخ السياسى لم يكن مناسباً له، وترأس بعد ذلك مجلس السلام المصرى.
وللمرة الثانية فى تاريخه اصطدم محيى الدين بالرئيس الراحل أنور السادات، فى أعقاب موت عبدالناصر، خاصة بعد أن أقر قانوناً يسمح باستثمار العرب والأجانب فى مصر عام 1974، لاستشعاره خطورة الأمر على التجربة الاشتراكية التى أرساها عبدالناصر، قبل أن يصل الصدام إلى ذروته بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، وانسحاب مصر من الصراع العربى الإسرائيلى الذى أفقد القضية الفلسطينية - من وجهة نظره - مساندة ودعم الجيش المصرى.
ظل «محيى الدين» الحاصل على جائزة لينين للسلام 1970، و«قلادة النيل» من الرئيس السابق عدلى منصور، فى صدارة المعارضة الوطنية داخل مجلس النواب منذ عام 1990 حتى 2005 قبل أن يطيح به مرشح جماعة الإخوان بدائرة كفر شكر، لما كان يمثله من غصة فى حلق تلك الجماعة التى وصفها فى مذكراته الشخصية التى حملت عنوان «الآن أتكلم» بـ«المناقضة» للمصلحة العامة.
ترك «محيى الدين» منصب رئيس «حزب التجمع» الذى أسسه عام 1976 ليكون منبراً لليسار بكل أفكاره، بعد تعديل لائحته الداخلية، وقصر مدة رئاسة الحزب على فترتين، مفضلاً الانزواء عن المشهد خلال السنوات الماضية، ليطل علينا اليوم من جديد وكأنه يقول: «الآن أرحل».