«المقرأة» أصبحت «ملتقى الأصدقاء»: أولها صلاة وآخرها قرآن

كتب: عبدالله عويس

«المقرأة» أصبحت «ملتقى الأصدقاء»: أولها صلاة وآخرها قرآن

«المقرأة» أصبحت «ملتقى الأصدقاء»: أولها صلاة وآخرها قرآن

يتلو أحدهم القرآن، فيخطئ فى تشكيل حرف، أو ينطقه بمخرج غير الذى عليه، فيأتى الصوت من بعيد مصححاً طريقة النطق السليم، ثم يعود الرجل للقراءة مرة أخرى، وبين أيادى أكثر من 20 شخصاً فى مسجد الإمام الشافعى المصاحف، يتلون منها كل يوم ما تيسر لهم من القرآن، فى مقرأة مستمرة منذ سنوات، يكون الالتزام بحضورها سمة الجميع.

كان يوسف عابدين فى منطقة الإمام الشافعى لشراء بعض احتياجات أسرته، وهناك أذن المغرب، ولم يجد الرجل مسجداً أقرب له من الإمام الشافعى، فصلى وحين هم بالخروج وجد مجموعة يتلون القرآن فقرر الجلوس معهم ولو لمرة، إلا أن الأمر راق له، وأصبح ملتزماً بتلك المقرأة التى تبدأ كل يوم عقب صلاة المغرب وحتى أذان العشاء: «وبقيت باجى مخصوص من الدقى لحد هنا، ومفيش يوم بفوته» يحكى الرجل الذى أتم 65 عاماً، ويتمنى أن يتم ختم القرآن مع تلك المجموعة أكثر من مرة.

يقرأ كل شخص بعض الآيات ويقوم كل من الشيخ خيرى والشيخ سيد، بتصحيح الأخطاء لمن يقرأ، وتتم المجموعة يومياً قراءة جزأين كاملين من القرآن.

يعرف أفراد المقرأة بعضهم بعضاً، وبعد الانتهاء من القراءة يقومون بالدعاء لبعضهم، فذلك مريض يتمنون له الشفاء، والآخر زوجته فى مرحلة الولادة فيتمنون له ولداً صالحاً، والآخر يمر بضائقة مالية فيدعون له بتيسير الرزق، فإذا ما أذن للعشاء قام أحدهم بحمل المصاحف ووضعها ثم ينصرفون.

يبلغ رسمى أحمد 88 عاماً، وبدأ فى تلك المقرأة وهو فى سن الـ6: «طول حياتى مابطلتش آجى المقرأة».


مواضيع متعلقة