منال خيرى تكتب: صحافة «السوشيال ميديا»

منال خيرى تكتب: صحافة «السوشيال ميديا»
- الأسرة المصرية
- التواصل الاجتماعى
- السوشيال ميديا
- المحرك الرئيسى
- بناء منزل
- حطام الدنيا
- خارج مصر
- دور الإعلام
- أحداث
- أخبار
- الأسرة المصرية
- التواصل الاجتماعى
- السوشيال ميديا
- المحرك الرئيسى
- بناء منزل
- حطام الدنيا
- خارج مصر
- دور الإعلام
- أحداث
- أخبار
منذ عامين استوقفتنى إحدى السيدات فى الشارع، وكانت تبكى بحرقة بسبب فقد محفظتها التى بها 300 جنيه وهى كل ما تملكه من حطام الدنيا.. ووعدتها بأننى سأساعدها، فكتبت ليلتها على «تويتر» مختصراً لقصتها.
وقد أدهشنى حجم التعاطف والتفاعل مع قصة السيدة لدرجة أن أحد الأشخاص من خارج مصر قرر مساعدتها شهرياً بإرسال مبلغ مالى لها!
تذكرت تلك القصة أثناء نقاشى مع عدد من الأصدقاء حول دور الإعلام الحديث أو ما يسمى «السوشيال ميديا»، وإصرار بعضهم على أن هذا النوع من الإعلام جلب الخراب والدمار على الأسرة المصرية وأنها صارت السبب الرئيسى فى التفكك الاجتماعى بخلاف ما عرف عنها أنها مواقع للتواصل الاجتماعى!
ولا أختلف معهم كثيراً فى تلك الجزئية تحديداً فتلك المواقع مثلها مثل أى وسيلة إعلامية فى بداية ظهورها لها وعليها، ومثلما كان ظهور الراديو ثورة تكنولوجية فى وقته إلا أنه لم يستمر طويلاً بسبب اختراع التليفزيون مما أضعف من قوة وأهمية البث الإذاعى، وهكذا الحال مع ظهور السوشيال ميديا فقد توارى دور التليفزيون إلى الخلف قليلاً، فصارت السوشيال ميديا هى المحرك الرئيسى لعدد كبير من الأحداث، فأصبحت هى «الشر» الذى لا مفر منه فليس أمامنا سوى التعامل معها والاستفادة من مميزاتها بل والمشاركة فى هذا التطور الهائل، وأشعر كثيراً بالفخر عندما أجد أسماء لشباب مصريين قائمين على تلك الصناعة التكنولوجية وصانعين لها.
السوشيال ميديا قرّبت البعيد ويسّرت الصعب وجعلت العالم ليس مجرد قرية صغيرة فحسب بل «غرفة» واحدة تدخل إليها وتخرج منها بكامل إرادتك، والعاملون فى الحقل الإعلامى لا يستطيعون الاستغناء عن السوشيال ميديا فبعض الأخبار صارت تصنع من خلالها، وأثناء عملى بإحدى الصحف الخليجية كتبت موضوعاً حول حريق التهم منزل إحدى السيدات الأرامل وكانت بداية الموضوع عبر إحدى الصفحات على السوشيال ميديا، وتفاعل مئات القراء مع الموضوع وتم إعادة بناء منزل السيدة بالشكل اللائق بها.
الفارق الزمنى بين القصتين الأولى والثانية ليس كبيراً والبطل فيهما واحد وهو «السوشيال ميديا»، فحالياً جزء كبير من عمل الصحفى يعتمد على السوشيال ميديا من خلال متابعة الصفحات العامة والصفحات الرسمية للمشاهير وتحويل ما يكتب عليها إلى أخبار تحقق انتشاراً واسعاً عقب التحقق من صحتها.
وقريباً ستصبح السوشيال ميديا من الأذرع المهمة للعمل الإعلامى إن أُحسن استغلالها وتوجيهها بالشكل المطلوب لتميزها بالسرعة والانتشار، وذلك بعيداً عن الأخبار المضللة ونشر الفضائح والتجريح فى الآخرين والانتقام منهم، ولعلنا نتعلم مما قامت به الصين من حظر لاستخدام الشائعات والأكاذيب والفتاوى المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى دون الإشارة إلى مصدرها.