انطلاق أول انتخابات بلدية في تونس غدا منذ الربيع العربي وسقوط "بن علي"

كتب: محمد علي حسن

انطلاق أول انتخابات بلدية في تونس غدا منذ الربيع العربي وسقوط "بن علي"

انطلاق أول انتخابات بلدية في تونس غدا منذ الربيع العربي وسقوط "بن علي"

تنطلق الانتخابات البلدية فى تونس، غدا الأحد، بمشاركة 21 قائمة، تُعدُّ هي الأولى من نوعها منذ 7 سنوات، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وسط ترقب من الأوساط السياسية.

وتشمل فترة الصمت الانتخابي، التي بدأت أمس، وفقا للقانون الأساسي لسنة 2017 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، المدة التي تضم يومي "الصمت والاقتراع" وحتى غلق آخر مكتب له.

السياسي التونسي، عصام بوسالمي، قال إن الدولة التونسية تشهد عُرسا ديمقراطيا جديدا، والمتمثل في الحكم المحلي وهي غمار الانتخابات البلدية التي يشارك فيها نحو 2068 قائمة، بنسبة 95.12% من مجموع القوائم المودعة بالهيئة العليا للانتخابات.

ويوضح بوسالمي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن أكثر من 80% من الشباب ذوي الكفاءة سياسيا وبمهارات التواصل، تم اختيارهم كمترشحين في القوائم البلدية، وذلك لفتح آفاق وباب الحوار والتواصل الراقي مع مختلف أطياف الشعب التونسي.

وأشار إلى أن هذا الأمر، يُعتبر من أهم أهداف ثورة الياسمين الانتقالية الديمقراطية بعد 14 يناير، وهي منح الشباب فرصة المشاركة في صنع القرار من خلال اختيار ذوي الكفاءة والخبرة منهم لإدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، وتطبيق اللامركزية.

وينص الباب السابع من الدستور التونسي، على أن "تقوم السلطة المحلية على أساس اللامركزية، كآلية لإعادة توزيع السلطات وتعديل أدوار السلطة المركزية والجماعات المحليّة في مختلف جهات البلاد".

وحث الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، التونسيين على الإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع يوم غدٍ، للإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد منذ بدء الانتقال السياسي عام 2011.

وقال السبسي، في رسالة مصورة، وجهها إلى الناخبين عشية الانتخابات البلدية،: "يوم الأحد ليس يوما عاديا، التونسيون مدعوون للذهاب إلى صناديق الاقتراع من أجل الانتخابات البلدية"، متابعا: "تبدو القضية بسيطة، لكنها في نفس الوقت هامة جدا، لأنها تعني أن تونس مستمرة في تكريس المسار الديمقراطي".

وعن أداء الحزب الحاكم "حركة نداء تونس" بالانتخابات، قال "وعدت الحركة في برنامجها الانتخابي بصيانة الطرقات والتنوير العمومي وإصلاح البنية التحتية، ونظافة المدينة، وتوفير فرص عمل للمواطنين".

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يوم 23 فبراير 2018، عن القوائم المترشحة للانتخابات البلدية التي بلغت 2173، لتكشف الحصيلة المُعلنة عن تصدر حزبي نداء تونس وحركة النهضة لسلم الترشحات الانتخابية، من خلال تغطية كامل الدوائر البلدية التي تبلغ 350.

وأوضح السياسي التونسي، أن هذه المشاركة المرتفعة مقارنة بالقوائم الائتلافية والحزبية الأخرى ستضع الحزبين الأوّلين على خط المنافسة الثنائية في بعض الدوائر البلدية، وهو ما يجعل نتائج الاقتراع محسومة سلفا لأحدهما.

ولَفَتَ بوسالمي، أن "نداء تونس" اختار جميع قياداته الشبابية ورشحهم في الحكم المحلي وحافظ على إحياء النموذج الانتخابي لسنة 2014، الذي استند على الفكر السياسي الحديث مثل "المساواة بين المرأة والرجل" و"الحريات الفردية" و"الدولة المدنية"، و"استعادة التجربة البورقيبية" كمحمل تاريخي لمفاهيم الحداثة السياسية.

وعن مدى صعوبة الانتخابات البلدية، يقول السياسي التونسي، محمد الجبالي، إن تونس العاصمة تُعد الدائرة الأصعب في هذه الانتخابات، فرئيسها برتبة وزير دولة ويحمل لقب شيخ المدينة ومرشح "النداء" سيفوز بها.

وأضاف الجبالي لـ"الوطن": "تأتي بعد تونس العاصمة، بلديات (أريانة المدينة) التي تشهد منافسة على مقعد الرئيس، و(صفاقس) وهي محسومة لمرشح نداء تونس منصف خماخم، رئيس نادي الصفاقسي، وهناك توقعات بنسب كبيرة ترجح جولة إعادة في أكثر من بلدية كبرى".

وستُتَوِّج الانتخابات البلدية، الانتقال السياسي، الذي انطلق عقب سقوط حكم "بن علي" في يناير 2011، بعد ثلاث انتخابات شهدتها البلاد منذ تلك الفترة، شملت "المجلس التأسيسي عام 2011، والرئاسية، والتشريعية عام 2014.

وأدلى الأمنيون والعسكريون بأصواتهم في الانتخابات البلدية، يوم 29 أبريل الماضي، بمشاركة قُدِّرت بـ12 في المائة، أي ما يعادل 4992 من بين 36 ألفا و495 مسجلا، وفق ما أعلنته الهيئة العليا المستلقة للانتخابات، خلال مؤتمر صحفي في اليوم ذاته.


مواضيع متعلقة