محمية الدبابية.. سر فجوة زمنية فى تاريخ الكون عمرها «2.4 مليون سنة»

محمية الدبابية.. سر فجوة زمنية فى تاريخ الكون عمرها «2.4 مليون سنة»
- أهالى قرية
- الاتحاد الدولى
- الطوب اللبن
- بوابة حديدية
- جامعة أسيوط
- جنوب الصعيد
- صعيد مصر
- قرية الشغب
- محمية الدبابية
- مدينة إسنا
- أهالى قرية
- الاتحاد الدولى
- الطوب اللبن
- بوابة حديدية
- جامعة أسيوط
- جنوب الصعيد
- صعيد مصر
- قرية الشغب
- محمية الدبابية
- مدينة إسنا
طريق غير معبّد، يخترق منازل وبيوت قرية الشغب المبنية من الطوب اللبن، تظهر لوحات تُرشد العابرين وسط الطرق الملتوية يميناً ويساراً «الطريق إلى محمية الدبابية»، هنا فى تلك القرية الفقيرة تستقر محمية، لكن اسمها مُحى من تلك اللوحات، ولم يتبقَ منه سوى حرف أو 2، تظهر بعدها بوابة ضخمة، ممهورة باسم محمية «الدبابية»، ومن خلفها بوابة حديدية تطل على الصحراء.
اسم المحمية لم يسقط طوال الطريق سهواً، لكنه مُحى عمداً من أهالى قرية «الشغب» التى يمر الطريق الوحيد إليها عبر قريتهم، ليصل إلى قرية «الدبابية». «كيف أن السبيل إليها عبر قريتنا وتحمل اسم قرية مجاورة»، تلك هى قناعة أهل قرية الشغب، أقصى صعيد مصر، بعضهم لا يعرف التفاصيل الجيولوجية إلى جعلت تلك البقعة من الصحراء الجرداء شاهدة على تاريخ عمره 2.4 مليون عام من عمر الأرض، سقطت من التاريخ، كما سقط اسم المحمية من لوحاتها.
تلك هى أهميتها، ليس الاسم الذى تحمله، ولا الصحراء التى لا زرع فيها ولا ماء، ولا يظهر بداخلها سوى مبنى صغير من طابق واحد للباحثين، لكن تلك القطعة تحمل داخلها قطاع تتابع رسومى لطبقات الأرض داخل الجبل الشرقى بمدينة إسنا، يكشف عن تاريخ فجوة زمنية تُقدّر بنحو 2.4 مليون سنة بين تتابع عصرى الباليوسين والإيوسين، وتلك القطعة من الأرض هى الشاهد والمقياس الوحيد على تلك الفترة المفقودة.
{long_qoute_1}
أسرار البقعة التاريخية، كان لها دور كبير فى حل اللغز الذى حيّر علماء الأرض منذ الخمسينات، ويقول واحد من 6 باحثين يعملون فى المبنى الذى يُطل على تلك البقعة، هو الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا المتفرّغ بجامعة أسيوط فى التسعينات، الذى أجرى أبحاثاً حول تلك الحقبة من تاريخ الأرض منذ 55.5 مليون سنة: «ما حدث للأرض فى تلك الفترة قضى على أى أثر لما حدث فيها، وهو ما حير العلماء حتى اكتشفنا تلك البقعة عام 1998، لكن لم يكن العمل فيها سهلاً».
ويشير «عودة» إلى أنه وفريقه أجروا أبحاثاً فى سيناء وجنوب الصعيد، ولم تتوافر لهم الشروط التى وضعها الاتحاد الدولى للعلوم الجيولوجية سوى فى تلك المحمية.
ويوضح «عودة» أن أجزاءً من القطاع تحمل هياكل عظمية لأسماك، فتلك البقعة كانت فى يوم من تاريخ الأرض قاعاً للبحر». ويضيف أنه «رغم وجود قطاعات رسوبية أخرى فى 29 دولة، وعلى رأسها إسرائيل، لكن تتميز تلك المحمية بأنها أطول قطاع رسوبى. وينتظر باحثو المحمية إعلان المنطقة كمنطقة تراث طبيعى عالمى من جانب «اليونيسكو»، فى ظل تربّص واضح من إسرائيل التى يأتى التتابع الرسوبى فيها ثالثاً بعد مصر وإسبانيا، والتى تحاول أن تُثبت أن المحمية هنا ليست جديرة بأن تحظى بتلك المكانة، وسبق أن أبلغت الاتحاد الدولى للعلوم الجيولوجية أن المنطقة ليست آمنة ويجب سحب ذلك القطاع الرسوبى من الأرض المصرية.