بالصور| سامي صغير على الطبخ.. الشيف الطفل: "نفسي أبقى طباخ الرئيس"

كتب: الوطن

بالصور| سامي صغير على الطبخ.. الشيف الطفل: "نفسي أبقى طباخ الرئيس"

بالصور| سامي صغير على الطبخ.. الشيف الطفل: "نفسي أبقى طباخ الرئيس"

رائحة طعام شهي تفوح من أحد المطاعم في منطقة مغاغة بمحافظة المنيا، ألَفَ الزبائن تميزه في عمل المشويات والحلويات، وأصبحوا يعتبرونه "براند" نظرًا لقدمه.

داخل المطعم يقف طفل ممسكًا بسكين لتقطيع الطعام، يغلب عليه التركيز، يبدو للوهلة الأولى أنه يلهو نظرًا لصغر سنة، ولكن ما يثير الدهشة هو معرفة أن هذا الصغير هو "الشيف" المسئول عن هذا المطعم، وعمره لا يتعدى 12 عامًا فقط.

سامي مصطفى أو "الشيف سامي" كما يحب أن يُطلق عليه، طفل اختار منذ نعومة أظافره أن يعمل بمهنة شاقة تحتاج لتركيز وخبرة، قد لا يصل إليها أشخاص مكثوا سنوات طويلة يعملون بها، "من وأنا عندي 8 سنين نزلت المحل واشتغلت، حبيت المهنة أوي ولقيت نفسي فيها".

4 سنوات مرت على أول يوم زار فيه سامي مطعم "العالمي"، حينما اصطحبه عمه هشام ربيع ومالك المطعم، لتبدأ قصة حب الطفل الصغير مع مهنة الطهي، تعلم واكتسب الخبرات قدر المستطاع، في كل مرة يذهب فيها إلى هناك يأبى أن يعود لمنزله إلا بمعلومة جديدة، تقربه خطوة من حلمه بأن يكون طباخًا محترفًا.

تعلُق ابن الـ12 عامًا بصناعة الطعام، التي لم تأتِ من فراغ، حيث إن والد سامي كان يعمل شيف في المطعم ذاته، وهو من علمه طهي المشويات، بينما تكفل عمه هشام بمهمة تعليمه كيفية عمل أنواع الحلويات المختلفة، "واحدة واحدة ابتدوا يعتمدوا عليا لحد ما بقيت بريمو في المهنة وبمسك الشيفت لوحدي".

الدراسة لم تشكل عائقًا أمام ابن مدينة مغاغة، فقد نظم وقته بطريقة سمحت له بالعمل مع دراسته، "قبل ما أنام بعجن الحلويات، وبصحي قبل وقت المدرسة بشوية أعمل المشويات، وبعدين أروح مدرستي عادي، وبرجع أكمل شغل في المحل"، أكثر الأطعمة التي يتميز سامي في تحضيرها هي "الكفتة" في المشويات، و"الدنش" في الحلويات.

نظرة أصدقاء سامي له في المدرسة تجعله يشعر بتميزه عن أقرانه من الطلاب، حيث يلقبه أصدقاؤه ومعلميه بالشيف، "أنا أشهر واحد في مدرستي، وصحابي والمدرسين بيجولي المطعم عشان يأكلوا من إيدي"، أما العمال في المطعم فلا يجرؤ أحدهم أن ينادي سامي بإسمه دون أن يسبقه بكلمة "شيف".

3 آلاف جنيه هم دخل الطفل الطباخ من المطعم، والذي يحاول أن يرشد في صرفهم حتي يدخر منهم ما يعينه على مستقبله، "بصرف اللي أصرفه وبحط الباقي في البنك، عشان لما أكبر وأعوز أتجوز أبقى مأمن نفسي، دي نصيحة عمي وأنا باخد بيها لأنه مثلي الأعلى".

يحاول سامي أن يطور من نفسه في مجال الطهي حتى يسبق غيره من الطهاة المحترفين، إذ يتصفح الإنترنت دائمًا باحثًا عن وصفات جديدة ومختلفة، يتميز بها، ليستطيع وضع بصمته المختلفة في الطعام، وذلك من منطلق اقتناعه بأن "الأكل نَفَس"، على حد قوله.

حلم سامي منذ أن بدأ العمل في المهنة هو الشهرة، ورغم ذلك رفض أحد العروض التليفيزيونية لتقديم فقرة صغيرة في أحد البرامج، متعللًا بأنه يستحق برنامجًا كاملًا له وحده، ليبقي الحلم الأبرز الذي يداعب ذهنه دائمًا هو أن يكون طباخًا لرئيس الجمهورية، "نفسي أبقى طباخ الريس.. بيتهيألي مفيش نجاح هوصله أكبر من كده".


مواضيع متعلقة