العنف اليومى فى باكستان يصيب الملايين باضطرابات نفسية

العنف اليومى فى باكستان يصيب الملايين باضطرابات نفسية
لا يترك القصف والتفجيرات شبه اليومية بمدينة بيشاور الباكستانية أشلاء بشرية فقط ولكن نفسيات متهالكة وآلاما تستعصى أحيانا على المداواة.
«لياقات على»، ضحية أحد أسوأ التفجيرات التى وقعت فى باكستان، لكن جروحه ليست مرئية بالعين المجردة. كان على، الموظف الحكومى (47 عاما)، عائداً إلى بيته فتعثر فى أشلاء بشرية خلفها أحد التفجيرات، جثث لا حصر لها احتشدت فى عربات، الناجون ينزفون وبعضهم فقد أطرافه وحرائق خطيرة تبعثرت فى كل مكان. منذ ذلك الحين وهو يعانى من اكتئاب حاد وقلق، واستعان بأدوية مضادة للاكتئاب ليستطيع أن يعيل زوجته وأولاده الأربعة.
محنة على أصبحت شائعة بشكل متزايد فى شمال غرب باكستان، ملجأ طالبان الرئيسى فى البلاد، حيث قدر الأطباء النفسيون بأن هناك ملايين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة وأمراض نفسية أخرى بعد سنوات من الهجمات التى يشنها المسلحون أو الجيش أو ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار. والعديد منهم لا يتلقون العلاج والسبب يعود بشكل كبير إلى نقص حاد فى الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين.
وقال على، وقد بدا عليه الانزعاج أثناء علاجه فى عيادة نفسية خاصة: «رأيت مصابين فقدوا أذرعهم وآخرين فقدوا ساقيهم ورأيت أيضا وجوها محروقة وجثثا حشرت فى عربات كأنهم حيوانات مذبوحة».
وقال فيراز خان، طبيب نفسى بجناح الصحة النفسية فى أحد مستشفيات بيشاور التى تديرها الحكومة: «أعتقد أن ما نراه ليس سوى رأس جبل جليدى، معظم الضحايا يبقون فى المنزل ولا يحصلون على مساعدة». وتابع: «أغلب المرضى الذين يترددون على هذا المستشفى كل يوم، ويبلغ عددهم من 40 إلى 50، يعانون من الصدمات المرتبطة بالعنف».
تقع مدينة بيشاور إلى جوار منطقة القبائل الباكستانية، التى تعد بؤرة المتشددين، وأصبحت الهدف الرئيسى لحركة طالبان منذ أن بدأوا تمردهم فى عام 2007 منذ ذلك الحين والمدينة تتعرض للتفجيرات والقصف بشكل شبه يومى. صحيح أن العنف تراجع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـ18 الماضية ولكن ظل الخوف والقلق يسودان النفوس والقلوب.