ما بين «المصالحة» و«صفقة القرن».. «الوطنى الفلسطينى» يجتمع بدون «حماس» وينتقد مساعى الأمريكان

كتب: محمد الليثى

ما بين «المصالحة» و«صفقة القرن».. «الوطنى الفلسطينى» يجتمع بدون «حماس» وينتقد مساعى الأمريكان

ما بين «المصالحة» و«صفقة القرن».. «الوطنى الفلسطينى» يجتمع بدون «حماس» وينتقد مساعى الأمريكان

للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، يجتمع المجلس الوطنى الفلسطينى فى وقت حرج وفاصل تسعى فيه القيادة الفلسطينية إلى رأب الصدع الداخلى ومعالجة الجرح الاحتلالى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك ما عكسه خطاب الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، فى خطابه مساء أمس الأول، واصفاً ما يسمى بـ«صفقة القرن» بالصفعة التى أتت لإنهاء السلام، كونها أخرجت قضيتَى القدس واللاجئين والاستيطان من المفاوضات. وجاء خطاب «أبومازن» بعد تصريحات لوزير الخارجية الأمريكى الجديد «مايك بومبيو» أثناء جولته فى الشرق الأوسط، والتى حضّ فيها الفلسطينيين على العودة إلى مفاوضات السلام. الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى والعلاقات الدولية، رأى أن خطاب الرئيس الفلسطينى اتسم بالدقة والموضوعية ووضع الأمور فى نصابها الصحيح، مشيراً إلى أن الخطاب تحدّث فيه أبومازن بشأن سبل مواجهة ما يسمى «صفقة القرن» التى تحدّث عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى خطاباته أكثر من مرة، وأنها، أى الصفقة، ستفشل أمام إرادة الشعب الفلسطينى كما فشلت كل المؤامرات التى حيكت للشعب الفلسطينى منذ وعد «بلفور»، لافتاً إلى أن «المؤامرات لا تتوقف حتى اللحظة، والشعب الفلسطينى دائماً ما يُفشل هذه المؤامرات بفعل الوجود على أرضه ومقاومته».

وأضاف «شعث» لـ«الوطن» أن «أبومازن» وضع خطابه أمام مجلس الأمن الدولى فى الأمم المتحدة، فبراير الماضى، أمام المجلس الوطنى للتصويت عليه واعتماد خطته فى مواجهة صفقة القرن لإحلال السلام وفقاً لحل الدولتين وعلى أساس القرارات الشرعية الدولية من خلال مؤتمر دولى تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى تنبثق عنه لجنة دولية متعددة الأطراف تشرف وترعى عملية المفاوضات المباشرة التى تكون محكومة بمدة زمنية محددة وآليات عملية وتنفيذية لقرارات هذه اللجنة الدولية، لافتاً إلى أن هذه المفاوضات تنتهى بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67 عاصمتها القدس الشرقية.

وقال إن «أبومازن» عندما تحدّث عن صفقة القرن كان واضحاً لأنه لا يمكن أن تكون هناك أن أى عملية سلام بدون مشاركة الشعب الفلسطينى، ولا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب الفلسطينى أى عملية سلام تنتقص من حقوقه، وأولها الانسحاب الإسرائيلى من الأرض العربية كافة، وتحديداً القدس الشرقية باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور عبدالله عبدالله، عضو المجلس الثورى لحركة «فتح» وأحد المقربين من الرئيس عباس، والمشارك فى المجلس الوطنى، إن الموقف الذى اتخذته القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس «أبومازن» يحمى المشروع الوطنى الفلسطينى ويقف حجر عثرة أمام ما يسمى صفقة القرن الأمريكية.

أما داخلياً فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية بين حركتَى «فتح» و«حماس» فتمسك الرئيس الفلسطينى فى خطابه بتسليم «حماس» كل شىء لحكومة الوفاق الفلسطينية، أو تتحمل مسئولية كل شىء، قائلاً إنه على الرغم من محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمدالله، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج لا تزال الأبواب مفتوحة للعودة على الرغم من فشل الآخرين فى منع عقد دورة المجلس الوطنى، على حد قوله.

وعلق عبدالله قائلاً: «نحن بحاجة إلى حشد كل الطاقات الفلسطينية من أجل مواجهة الأخطار التى تهدد مشروعنا الوطنى، هناك من تأخروا بذرائع وتبريرات بما لا يرقى لمستوى التهديدات التى تهدد مشروعنا الوطنى، فالقيادى عليه أن يأخذ القرار ويسير، ولذلك القيادة أخذت مشروع قرارها وهى تجهز الجبهة الداخلية فى فلسطين لأخذ القرار المناسب فى مواجهة الأخطار، فمن أراد أن يلحق بالركب مرحباً لن يغلق الباب أمام أى قوى أو طرف فلسطينى يريد أن يساهم وأن يكون ضمن الجبهة الصلبة التى تبنيها المنظمة فى فلسطين»، وتابع قائلاً: «أعتقد أنه ثبت أن المواجهة الشعبية السلمية تعطى مردوداً أفضل وتحشد حشوداً جماهيرية أكثر».

وأوضح «شعث» فى هذا الأمر أن «أبومازن» تطرّق إلى ملف المصالحة وقال إنه لا يمكن أن تقبل أى دولة فى العالم بأن تكون هناك ميليشيات على أراضيها تحكم تحت الأرض أو فوق الأرض بطريقة ما دون الاعتبار بالحكومة الشرعية الموجودة، وبالتالى لا يمكن أن تكون هناك مصالحة قبل أن تتسلم المسئولية حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينى التى تم الاتفاق عليها مع «حماس» بعد مفاوضات مضنية انتهت باتفاق الشاطئ 23 أبريل 2014 الذى قضى بتشكيل حكومة وفاق وطنى مستقلة وكفاءات وطنية باتفاق بين «فتح» و«حماس» والفصائل فى منزل السيد إسماعيل هنية.

أما عن انعقاد المجلس الوطنى، فقال «شعث» إن الجدل الذى يذاع فى وسائل الإعلام حول انعقاد المجلس لا صحة له لأن المجلس الوطنى مؤسسة برلمانية تشمل كل الفلسطينيين.


مواضيع متعلقة