عبدالله إدريس يكتب: رحلتى مع «الوطن»

عبدالله إدريس يكتب: رحلتى مع «الوطن»

عبدالله إدريس يكتب: رحلتى مع «الوطن»

عندما بدأت كتابة هذا المقال احتفالاً بعيد ميلادها السادس، تواردت مئات الصور والأفكار على ذهنى منذ بدأت العمل بـ«الوطن»، وأنا ما زلت حديث عهد بالمجتمع والناس بعد قضاء سنة كاملة بعيداً عنهم فى خدمة قواتنا المسلحة وخدمة تراب هذا الوطن العزيز «مصر»، ولم يدر ببالى وقتها وأنا أحمى تراب مصر الغالية أن هناك وطناً صغيراً سأستمر من خلاله فى خدمة وطنى الكبير «مصر»، ومنذ أن وطئت قدمى لأول مرة هذا المكان الذى أشرف بالانتماء إليه بعد انتمائى إلى وطنى الكبير «مصر» شعرت حينها برابطة قلبية بينى وبينه، وكأنى ابن هذا المكان ولى معه ذكريات بعيدة، وتعجبت من هذا الشعور الذى انتابنى لأول وهلة منذ اللحظة الأولى لى فى الجريدة.

إلا أن هذا الشعور بالتعجب تبدد عندى مع أيام عملى الأولى بـ«الوطن»، بعدما رأيت دفء الأسرة الحقيقى من زملائى وأصدقائى الذين وجدت عندهم الشعور الصادق بالود والمحبة والنصيحة الخالصة فى تنمية مهاراتى وتشجيعى دائماً على العمل بكل صدق ومحبة، فبدا لى أن هذا المكان هو بيتى الثانى، وأن هؤلاء الزملاء والأصدقاء ما هم إلا أسرتى الثانية، فزال العجب وانقشع التعجب، وأدركت يقيناً أن الله يسر لى من الخير ما يستحق حمده وشكره عليه.

وعلى الرغم من المدة القصيرة التى أمضيتها حتى الآن مترجماً بالقسم الخارجى، فإنى تعلمت منها الكثير، حيث أفادتنى بخبرات كثيرة ومعارف جمة، ولعل أبرزها موقف الصحافة الغربية بصفة خاصة والإعلام الغربى بصفة عامة من وطننا الغالى «مصر»، فعلى مدار عام كامل قضيته مترجماً لتقارير الصحف والقنوات الأجنبية، وجدت أن هناك من لا يريد لوطننا أن يقوم وينهض من عثرته، ولا يريد لأمتنا أن تكبر ويعلو شأنها، بل هناك من يريد لمصرنا الغالية العودة لمرحلة الفوضى والاضطراب، وزعزعة الأمن والاستقرار من خلال زعزعة ثقة المصرى بجيشه وقادته، الذين يعملون على حماية وطنه والقيام بمهمة نهضته وحفظه وحراسته من كيد الكائدين ومكر الماكرين وحسد الحاسدين. وإنى لأتعجب من رائحة الكراهية والحقد التى تفوح من تقارير كبريات صحفهم والتى لها صيت ذائع وشهرة واسعة، المملوءة كذباً وزوراً وبهتاناً على مصر وشعبها، وقادتها وجيشها، وما تتضمنه من تشويه بالغ القبح والشناعة، وإنى لأرجو الله أن يحفظ وطنى الكبير ووطنى الصغير من كل مكروه وسوء، وأن يبارك فى شعب مصر الأصيل حتى ينهض بواجب وقته فى صنع الحضارة مجدداً كما صنعها سابقاً، وأن تعود لمصر الريادة فى عالمنا المعاصر.


مواضيع متعلقة