حكاية لاعب صائمI "ريبيري".. 3 حروب ضد دعوات الإفطار

12:23 ص | الأحد 29 أبريل 2018

ارتبط شهر رمضان المبارك بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأسها تأتي قصص الصائمين الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، ولا يغنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم "الوطن"، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـ"الصيام"، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية "موسكو" خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية غابت لمدة 28 عامًا.

وقف الفرنسي فرانك ريبيري قبل ضربة بداية مباراة منتخبه الافتتاحية في مونديال 2006 أمام سويسرا، رافعًا يديه إلى السماء، متمتمًا ببعض الكلمات أتبعها بمسحه على وجهه، في تصرفٍ أثار عاصفةً من التساؤلات حول ديانة اللاعب الشاب الذي يتم إعداده ليصبح خليفةً للأسطورة زين الدين زيدان.

"أنا لم أغير ديانتي فأنا مسلم وأبواي لم يعمداني وهما اختارا ديانتهما" هكذا حسم ريبري أمر ديانته لمجلة "باري ماتش" الفرنسية، معلناً انضمامه للإسلام في عمر الـ 23 عامًا، واختارت زوجته الجزائرية التي كانت سببًا في إسلامه اسمًا جديدًا، ليصبح بلال ريبري، واحدًا من عشرات اللاعبين المسلمين في أوروبا.

حربٌ خاضها الوافد الجديد على الإسلام، لممارسة شعائر دينه وفرائضه، ومنها صيام شهر رمضان المبارك، الذي أصر "بلال" على صيامه بعد انتقاله للعملاق البافاري بايرن ميونيخ عام 2007، رغم معارضة مدربه الهولندي فان جال، الذي صمم على عدم صيام لاعبه بسبب المباريات، ليرضخ في النهاية تحت إصرار ريبري على التمسك بشعائر دينه الجديد.

"أعلنها صراحة من الآن، سأخوض كل المباريات مع فريقي ومنتخب بلادي خلال الشهر الفضيل وأنا أحاول الصيام قدر الإمكان ولن أتخلى عن هذا الأمر أبداً" ليخوض بلال حرباً أخرى مع نفسه، فاللاعب الذي لم يتعود على الصيام مطلقاً، اعترف بصعوبة الصيام أيام المباريات، وعدم قدرته في بعض الأيام على مواصلة الصيام أثناء لعب المباريات، معوضاً إياها في أيامٍ أخرى بعد رمضان.

حربٌ جديدةٌ خاضها بلال ريبري، مع مدربه الألماني الجنرال أوتمار هيتسفيلد، المعروف بصلابة شخصيته وعدم تهاونه ولو للحظةٍ واحدة مع لاعبيه، حين طلب المدرب من لاعبه عدم الصيام، لحاجة الفريق لكامل لياقته البدنية والذهنية.

"سأقدم نفس المجهود الذي أقدمه وأنا مُفْطِر، خاصةً وأن أغلب حروب المسلمين في بداية انتشار الإسلام كانت في شهر رمضان" ردٌ خرج من بلال في تصريحات صحفية على مدربه الحديدي الذي لم يقتنع بحديث لاعبه؟، واستبعده من بعض المباريات.