محمد على زيدان يكتب: عُمر تانى

كتب: محمد على زيدان

محمد على زيدان يكتب: عُمر تانى

محمد على زيدان يكتب: عُمر تانى

فى نوفمبر الماضى، جلست على مقعد بين مئات من أهم صحفيى العالم، فى أكبر حدث صحفى ينظم كل عامين وهو «المؤتمر العالمى للصحافة الاستقصائية»، أحمل على صدرى بطاقة صغيرة مكتوباً عليها اسمى واسم بلدى وجريدتى، شعور بالفخر أن يكون لى شرف التمثيل الأول لجريدتى «الوطن» منذ تأسيسها فى هذا الحدث العالمى، حلم شخصى كان يراود تفكيرى، ولم أفقد الأمل يوماً فى تحقيقه، والسير من جديد فى رحلة البحث عن «الشغف» مرة أخرى.

وقبل 6 أعوام و19 يوماً، هى عمرى الثانى فى «الوطن» الصغير، كانت تخطو قدمى فى اتجاه الحلم الأول، الذى آمنت به ولم أتعب من الاستمرار فى البحث والتشبث بتحقيقه، وأقول دائماً لنفسى «سوف تصل يوماً إلى ما تريد»، ويصبح اسمى مقروناً بكلمة «صحفى تحقيقات». أكون من خلالها صحفياً لا يشغله سوى محاولة التغيير فى وطنه والوقوف إلى جوار الناس. أحلام وصعوبات تلاحقها وتلاحقك، والجميع يحاول دائماً السير نحو النجاح فى «الوطن» الصغير الذى جمع بين جدرانه مئات الصحفيين، الذين حملوا على عاتقهم الإيمان بوجود مشروع كان نجماً يتلألأ فى سماء صاحبة الجلالة، قبل أن تندثر بعض هذه الأحلام فى لحظات فقدوا فيها القدرة على الاستمرار، بعدما شعروا أن «الوطن» الذى آمنوا به لم يعد يمنحهم شغف الاستمرار كما اعتاد منذ ميلاده. لكن الحياة هنا -فى «الوطن»- لا تختلف كثيراً عن الحياة فى الوطن الأكبر، تمر بمشاكل وصعوبات تواجه الجميع، والكل ما زال يمضى فى المحاولة مرة تلو الأخرى، أحلامٌ ما زالت تتحقق وطموحات لا تزال تمضى فى طريقها نحو النور، فكانت السنوات القليلة الماضية خير دليل على تحقيق إنجازات وجوائز دولية عديدة لزملاء يستحقون الكثير والكثير من «الوطن» الصغير.

وبالرغم من كل ما مضى من متاعب وخيبة أمل وأحلام تندثر وأخرى تتحقق فى السنوات الماضية، لا يمكن إنكار أنه ما زال هناك أمل ويقين؛ فلا تفقد الإيمان بقدرتك وأحلامك، لأنك ستصل إليها حتماً فى النهاية.


مواضيع متعلقة