سمر صالح تكتب: أنا وناسها وتميمة الحظ «2017»

سمر صالح تكتب: أنا وناسها وتميمة الحظ «2017»
- السبق الصحفى
- جائزة الأوسكار
- خارج مصر
- صالة التحرير
- فكرة جديدة
- فى مكتب
- كلية الإعلام
- لجنة القيد
- منتصف الليل
- أبو
- السبق الصحفى
- جائزة الأوسكار
- خارج مصر
- صالة التحرير
- فكرة جديدة
- فى مكتب
- كلية الإعلام
- لجنة القيد
- منتصف الليل
- أبو
فى الثانى والعشرين من فبراير 2014 رن هاتفى المحمول، وإذا بشخص يخبرنى بموعد مقابلة اختبار عمل للالتحاق بجريدة «الوطن»، وضعت هاتفى جنباً وأنا يدور بداخلى سؤال واحد: «الوطن! كيف وأنا خريجة حديثة لا أملك خبرة كافية؟»، وفى اليوم التالى جاء موعد المقابلة، أتذكر حتى هذه اللحظة ماذا كنت أرتدى، و«المنديل» الذى تفتت فى يدى من فرط التوتر، حتى تم إبلاغى باجتياز الاختبار بنجاح.
بقلب شغوف ونفس متطلعة ذهبت إلى مقر جريدة «الوطن» القديم الكائن بشارع محيى الدين أبوالعز بالمهندسين، لتسلم عملى الجديد وظل يراودنى سؤال واحد «هل سأنجح؟»، ومضت الشهور والسنوات سريعاً، واليوم وبعد 4 سنوات وشهرين كاملين أصبحت جزءاً من فريق المتابعة الخبرية، ذاك القسم الذى صعدت خلاله بفضل من الله أول درجات النجاح أو كما أخبرنى أحد زملائى يوماً «لمع فيه اسمى» بدعم من رؤسائى وزملائى.
نوفمبر 2016 وتحديداً يوم الخامس والعشرين كان بداية ميلادى الصحفى بعد اكتشافى لشغفى الدائم لتقديم شىء مختلف ورغبتى فى الوصول إلى المصادر التى كانت تبدو لى مستحيلاً الوصول إليها من قبل، فيه احتفلت بنشر أول «فيتشر» فى الملحق الورقى الأسبوعى بالجريدة ومنه تعلمت كيف أطور من نفسى، ومع كل كلمة يمدحنى فيها أحدهم على شغلى أسجد لله شكراً على ما وصلت إليه، حتى التحقت رسمياً إلى قسم المتابعة الخبرية فى مارس 2017، وهنا تعلمت كيف أسهر إلى منتصف الليل فى انتظار موعد مع مصدر مهم، رغبة فى الصدارة وتحقيق السبق الصحفى. أتذكر أنفاسى التى التقطتها فرحاً بعد أول مرة حاورت فيها مصدراً خارج مصر، وكانت البداية من سوريا حين فاز شباب منظمة «الخوذ البيضاء» بجائزة الأوسكار لعام 2017، لم يكن الأمر حينها بالنسبة لى شيئاً عادياً، ومن ثم بدأت أخوض تجارب شبيهة بحثاً عن مصادر أبعد خارج حدود الوطن، وبمرور الوقت كوّنت -بتوفيق الله لى- شبكة علاقات ليست بالقليلة فى بلاد عدة وأصبح الكثيرون منهم أصدقاء لى بعيداً عن المهنة ذاتها، كما هو الحال مع العاملين بالأقصى الذين كثيراً ما يذكرون اسمى بالدعاء فى ساحات المسجد المبارك.
لم أتصور يوماً أن الطفلة الصغيرة -رغم بلوغها العشرينات- التى كان عالمها محصوراً بين الكتب والمراجع فى مكتبة كلية الإعلام ستصبح عضواً مؤثراً فى صالة التحرير الواسعة -كما يقولون لى- بل لم يصل حدود خيالى يوماً أن ألتقى بكبار صحفيى الجريدة صدفة فى أحد الأدوار فيخبرونى بمتابعة موضوعاتى الصحفية وتلمع أعينهم فرحاً بى لما حققته من نجاح، ولا أبالغ فى وصفى لعام 2017 بـ«تميمة الحظ» بالنسبة لى، رغم الصعوبات التى واجهتنى خلاله على المستوى الشخصى، وفى كل مرة يهاجمنى اليأس فيها أستفيق سريعاً على صوت داخلى «لابد أن أستكمل ما بدأته»، حتى يأتى يوم وأعرض فيه أرشيفاً مشرفاً أمام لجنة القيد بالنقابة ولا مانع من الطمع فى الحصول على جائزة يوماً ما.
أعترف بأنى «محظوظة» حقاً، فقد حاوطنى الله بأشخاص يدعموننى دون مقابل، يتسابقون أيهم يفاجئنى بهدية بسيطة بعد كل نجاح جديد، وأيهم يشد من أزرى فى أوقات العسرة، واليوم وأنا أكتب كلماتى أريد أن أخبر كل المحيطين بى فى «الوطن» أنه لولا دعمكم الدائم لى ونظرات الفخر فى أعينكم ما أكملت طريقى وما تجدد شغفى كل يوم للعمل والسعى وراء فكرة جديدة وأعلم أن الطريق لا يزال طويلاً أمامى فى مهنة لا نهاية لها ولا فرار من حبها.