"طوقان" الوجه الآخر للحياة بغزة: الكلمة أقوى من البندقية

كتب: سمر صالح

"طوقان" الوجه الآخر للحياة بغزة: الكلمة أقوى من البندقية

"طوقان" الوجه الآخر للحياة بغزة: الكلمة أقوى من البندقية

يجتمعون لإلقاء الشعر والقصص، تارة يعزفون مقاطع موسيقية من التراث، وتارة يتبادلون الأحاديث يفتحون مواضيع عامة لإنماء عقول الشباب بدلًا من الانجراف وراء التطرف أو الإدمان هربًا من ظروف صعبة أجبرها عليهم الاحتلال منذ نعومة أظافرهم.

المشهد السابق يلخص الوجه الآخر للحياة بغزة، بعيدًا عن السياسة والتظاهرات التي تقدم شهداء واحدا تلو الآخر كل يوم، حيث أسس عددًا من الشباب صالون ثقافي جديد بقطاع غزة بعنوان "طوقان" تيمنًا بالشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم طوقان، وانطلاقًا من أهمية الشعر والفن في احتواء الشباب بالطرق الصحيحة، متأثرين بالشعر والأدب المصري كثيرًا، وكبار رموزه كنجيب محفوظ وعباس العقاد وأنيس منصور الذين أثروا في أجيال كاملة بفلسطين، حسب قول نبيل العريني، أحد الكتاب المؤسسين للصالون الثقافي الذي يهدف إلى محاربة الاحتلال بالفن والأدب.

البداية كانت في مايو 2017، بعد زيارة لمقام "الخضر الأثري" الشهير في "دير البلح" فقرر الشباب تحويله من مكان مهجور ومخيف إلى مكتبة ومكان ثقافي يستفيد منه الأطفال والنساء، وبحسب حديث العريني لـ"الوطن": "قمنا بترميمه على حسابنا الخاص واستفدنا من المكان، وبالوقت المكتبة الصغيرة تحولت لتجمع ثقافي كبير لديه 3 فروع بقطاع غزة".

لايتبع "طوقان" الذي أصبح مقصدًا ومتنفسًا لمئات الشباب والمثقفين في قطاع غزة، أي فصيل سياسي أو ديني، فهو يجمع بين في تجمعاته الفنية والثقافية مسلمين ومسيحيين وأشخاص من ذوي الإعاقات، كل يقدم موهبته التي تميزه، ويطوَع المثقفين منهم قلمه لمحاربة فكر الاحتلال، "رفضنا أي رعاية خارجية اتعرضت علينا حتى يظل عملنا مستقل وقوي دون أي تحيز لأي جهة"، حسب قول العريني.

مضايقات متنوعة لا تنتهي يتعرض لها المثقفون في غزة من الاحتلال الذي لم يتوان يومًا في مهاجمة المطابع ومصادرة الكتب والصحف، وكثيرًا ما حالت قوات الاحتلال دون وصول الراغبين في الحضور في أي احتفالية فنية أو ثقافية أو أدبية دون الوصول لها، ويقول العريني، "الحواجز الإسرائيلية بتعترض طريقنا أحيانًا، العدو بيخاف من القلم أكتر من البندقية".

"الحياة بغزة ليست فقط سياسة، فنحن نبحث عن الحياة وسط الموت الذي يحاصرنا كل يوم"، هكذا أكد ابن مخيم دير البلح بقطاع غزة، على أنه وأمثاله من الشباب يسعون دائما لمواجهة عنف الاحتلال بالسلم.


مواضيع متعلقة