بريد الوطن| كل هذا انبثق من الألم!

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| كل هذا انبثق من الألم!

بريد الوطن| كل هذا انبثق من الألم!

سؤال يحير الكثير من المبدعين: هل التجارب الحياتية الصعبة هى سبب قوى لتوهج الإبداع والتألق العبقرى الذى يذهل الجميع! أم الإبداع والنجاح فى أى مجال يبدأ بالإيمان بأهمية ما نعمله وتحديد الهدف منه والاجتهاد والعلم والمثابرة واكتساب المهارات ومواصلة العمل والتطلع إلى الجديد والمبتكر، دون المرور بالتجارب الأليمة فى حياتنا.. أم أن هذه التجارب القاسية ما هى إلا وقود لمزيد من الإصرار على النجاح ومواجهة التحديات والمعوقات، وأن الصخرات التى نلتقيها فى طريقنا يمكن أن نتكئ عليها وتصبح سلماً للصعود؟

وإذا كنا نذكر بعض الذين حولوا تجاربهم إلى نجاحات مذهلة لنضع الجميع أمام المسئولية وبخاصة الشباب والفتيات الذين ييأسون عندما يضعون أقدامهم على أول الطريق وقد يتراجعون!! أو يبدأون فى الدوران للخلف مع أول مشكلة يواجهونها!!

كنت قرأت مقالاً من زمن بعيد ما زال عالقاً بمخيلتى عن أحد لاعبى كرة القدم الإسبان، الذى حول إصابته بالشلل التى أقعدته عن ممارسة الكرة وبدأ العلاج بعزيمة الشفاء، واتجه للموسيقى والغناء لنسيان الألم، وظل يطارد حلمه الذى كبر مع أول خيوط النجاح صار من أشهر مطربى العالم فى عصره «خوليو إجلاسيوس»!، وعندما سألوه عن سبب التألق قال: «كل هذا انبثق من الألم!»... وفى مواجهة الصعاب والعقبات الكؤود تتضاءل التجارب أمام تجربة عميد الأدب العربى د. طه حسين، الذى أصيب بالعمى فى التاسعة من عمره من خطأ طبى، ودوّن قصته بنفسه فى سيرته الذاتية الرائعة «الأيام»، وكيف حول محنة العمى إلى نجاح مذهل ومثابرته فى ظروف صعبة للغاية، حتى حصوله على الدكتوراه ثم دراسته فى جامعة باريس ومونبلييه، والتدريس فيهما ثم وزيراً للمعارف، بجانب ذخائر ونفائس المؤلفات الأدبية، ونجاحه فى تغيير أسلوب ونمط الرواية العربية ومؤلفاته فى النقد الأدبى والترجمة.

أحمد حمزة نمير

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة