حكاية "الخط الفاصل" الذي عبر عليه زعيما الكوريتين في اللقاء التاريخي

حكاية "الخط الفاصل" الذي عبر عليه زعيما الكوريتين في اللقاء التاريخي
- كوريا الشمالية
- كوريا الجنوبية
- الكوريتين
- اللقاء التاريخي
- الخط الفاصل
- خط 38
- كوريا الشمالية
- كوريا الجنوبية
- الكوريتين
- اللقاء التاريخي
- الخط الفاصل
- خط 38
"ابتسامة خفيفة ومصافحة بالأيدي ثم عبرا الحدود إلى كوريا الشمالية لفترة وجيزة في لفتة رمزية ثم عادا إلى كوريا الجنوبية"، ملخص الدقائق الأولى للقاء التاريخي الذي جمع بين زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية، اليوم، لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات.
وأصبح الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، أول زعيم جنوبي تطأ قدميه أراضي كوريا الشمالية منذ 60 عامًا، بعد عبوره خط الحدود الفاصل بين البلدين بدعوة من الزعيم الشمالي كيم جونغ أون.
حكاية الخط الفاصل الذي عبره الرئيس الكوري الجنوبي ترجع إلى عام 1945، حيث ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرة المقسمة بواسطة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.
ففي 10 أغسطس 1945 ومع استسلام اليابان الوشيك لم تكن الحكومة الأمريكية واثقة من التزام السوفيت باقتراح الولايات المتحدة حيث أنه قبل ذلك بشهر قام كلا من الكولونيل "دين راسك وبونستيل" في جلسة مقتضبة دامت حوالي نصف ساعة برسم الخط الفاصل بين القوات الأمريكية والسوفيتية عند خط عرض 38 متخذين خريطة لمنظمة ناشيونال جيوجرافيك كمرجع لهم، حسبما أفاد الموقع الرسمي للمركز العربي للبحوث والدراسات.
علق راسك - الذي أصبح وزيرا للخارجية بعد ذلك - على الاقتراح بأن القوات الأمريكية المتواجدة هناك تواجه صعوبات تتمثل في عاملي الزمان والمكان ما يعوق أي تقدم نحو الشمال دون أن تسبقهم القوات السوفيتية.
وبالفعل وافق السوفيت على التقسيم، الذي بموجبه يقوم اليابانيون شمال هذا الخط بالاستسلام للاتحاد السوفيتي وفي الجنوب للقوات الأمريكية، ودون استشارة الكوريين تقاسمت القوتان العظمتان في شبه جزيرة كوريا، وكان ذلك إيذانا باندلاع الحرب الأهلية بين الكوريتين عام 1950.
في عام 1950 اندلعت حرب أهلية بين الكوريتين وتحول الصراع البارد إلى صراع حقيقي، حيث اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بإغراق سفينة حربية ما أدى إلى مقتل 46 بحارًا جنوبيًا.
وكانت بداية الحرب الأهلية تحديدًا في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية، نظيرتها الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع.
في ظل اضطراب جيش سول، وفرار جنوده من المواجهة، تدخلت الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، في الحرب باعتبارها "حربا على القوى الشيوعية العالمية"، و"رمزا للصراع بين الشرق والغرب والخير والشر".
بالفعل دخلت القوات الدولية كوريا الشمالية حتى وصلت إلى حدودها الشمالية مع الصين التي تدخلت في الحرب، إلى جانب بيونغ يانغ، بسبب ما قالت عنه وقتها إنه "عدوان مسلح على أراض صينية".
بلغ عدد القتلى أكثر من 5 ملايين، معظمهم من مدنيي الكوريتين، من بينهم نحو 40 ألف عسكري أمريكي، فيما أصيب أكثر من 100 ألف عسكري أمريكي، بحسب تقرير نشره موقع سكاي نيوز العربية.
لم يتم التوصل إلى وقف للحرب، حينها، بل وقع المتحاربون على هدنة، في يوليو عام 1953، سمحت للأسرى الكوريين الشماليين والصينيين بالعودة إلى بلادهم، كما منحت كوريا الجنوبية مساحة أرض إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38.
ونصت الهدنة على تحديد منطقة منزوعة السلاح، يبلغ عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى ذلك اليوم.
والتقى كيم صباح اليوم في "بيت السلام" بالمنطقة العازلة بين البلدين مع الرئيس مون، في قمة هي الأولى بين الكوريتين منذ نحو 11 عامًا، وبدأ الزعيمان قمتهما التاريخية بالمصافحة على الخط الفاصل بين البلدين، حيث عبرا عن حرصهما على حوار صريح وبناء.