حكاية لاعب صائم| "سولي مونتاري" المجد لمن عارض الـ"سبيشيال وان"

كتب: عبدالرحمن قناوي

حكاية لاعب صائم| "سولي مونتاري" المجد لمن عارض الـ"سبيشيال وان"

حكاية لاعب صائم| "سولي مونتاري" المجد لمن عارض الـ"سبيشيال وان"

يرتبط شهر رمضان المبارك بحكايات لأبطال واجهوا صعوبات بالغة في سبيل إتمام عملهم بالتوازي مع الحفاظ على فريضة الصيام، وعلى رأسها تأتي قصص الصائمين الذين يسيل عرقهم داخل المستطيل الأخضر مستعينين على ظروفهم الصعبة بالتمسك بطاعة ربهم، ولا يغنيهم عن صيامهم تحذيرات مدربيهم أو فتاوى تجيز إفطارهم.

تقدم "الوطن"، خلال رمضان المبارك، حكايات لاعبي كرة القدم ممن خاضوا أصعب اللحظات مع فرقهم متسلحين بـ"الصيام"، قبل أيام من بدء مباريات كأس العالم المنطلقة بالعاصمة الروسية "موسكو" خلال الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، بمشاركة مصرية غابت لمدة 28 عامًا.

بدأ موسم 2009-2010 في إيطاليا ساخنًا، بسبب قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو لـ"الكالتشيو"، لتدريب واحدًا من أعرق فرق إيطاليا، إنتر ميلان الذي كان يضم بين صفوفه اللاعب الغاني علي سولي مونتاري، وتزامنت مبارياته الأولى خلال الموسم مع شهر رمضان لهذا العام.

المباراة الأولى لـ"إنتر ميلان" في الدوري كانت خلال أغسطس من عام 2009 أمام فريق "باري"، وقام المدرب البرتغالي بسحب اللاعب الغاني بعد 28 دقيقة فقط من بداية المباراة دافعًا بالإيطالي ماريو بالوتيللي بدلاً منه، وبرر بعدها تغييره مبكرًا "سحبته لأنه لا يملك الطاقة بسبب الصيام".

"لن أفطر لمجرد لعب مباراة ولطالما لدي القدرة على الأداء الجيد وتقديم المستوى المطلوب مني، إذًا ما هي المشكلة، وسأقولها مدى الحياة لن أفطر لأنه الصيام أحد أركان ديني العظيم، وشهر رمضان يأتي مرة واحدة في العام ولن أضيع الفرصة" هكذا رد مونتاري على مدربه صاحب الشخصية القوية الذي لا يرحم معارضيه، مصرًا على أداء الفريضة الدينية.

خروج مونتاري الصائم من مباراة "باري" لم يُفد المدرب البرتغالي، حيث أن المباراة انتهت بالتعادل، إلا أن مورينيو العنيد أصر على أسلوبه الحاد وخرج منتقدًا الشهر الكريم قائلاً "رمضان لم يأت في الوقت المناسب بالنسبة للاعب كرة قدم"، الأمر الذي أثار عاصفةً من الهجوم على الـ "اسبيشيال وان"، ما جعله يصر على موقفه ويستبعد مونتاري من مباراة الديربي أمام ميلان.

عناد مورينيو لم يقابله إلا الإصرار على الصيام من الغاني، ليس في شهر رمضان فقط، بل في المباريات الكبرى خارج الشهر الكريم، تكرمًا بالصيام وتفاؤلاً به "أصوم في المباريات الكبيرة وابتهل إلى الله وأنا صائم لكي يساعد فريقي على الفوز".

وقوف علي سولي مونتاري، في وجه مدربه مورينيو، وإصراره على الصيام وعدم تنازله عنه، ورضوخه للبرتغالي، كسر عناد الـ "اسبيشيال وان"، الذي عاد وأشرك الغاني وأصبح واحداً من الركائز الأساسية لفريق إنتر ميلان الذي حقق الثلاثية التاريخية في نهاية الموسم.


مواضيع متعلقة