منزل عبدالحليم حافظ.. قِبلة محبيه و«لو كان مهجوراً»

كتب: أحمد العميد ونظيمة البحراوى

منزل عبدالحليم حافظ.. قِبلة محبيه و«لو كان مهجوراً»

منزل عبدالحليم حافظ.. قِبلة محبيه و«لو كان مهجوراً»

إذا قطعت الطريق إلى مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية تكون قد اقتربت من قرية «الحلوات» التى سيرشدك إليها القاصى والدانى بالمركز، وما أن تصل ويشعر الناس أنك قادم من منطقة أخرى يتأهبون لمساعدتك، متوقعين منك ما ستسأل عنه: «أين منزل عبدالحليم حافظ؟».. ربما لا يرشدك أحدهم فقط بل يصطحبك إلى شوارع ملتوية كثيراً لتمر على الوحدة الصحية التى أقامها «العندليب» وكانت مقصداً لبقية القرى المجاورة، حيث كانت الوحدة الصحية الوحيدة بالمركز كله، ومنها إلى شوارع ضيقة غير مستقيمة حتى تصل نهايته فتتسع الرئة بمساحة زراعية خالية عن يسارك ثم تجد عن يمينك منزل «حليم».

{long_qoute_1}

سور لا يزيد على متر ونصف المتر مطلى باللون الأبيض ومن خلفه المنزل ذو الطابق الواحد الأرضى، «فراندة» دائرية الشكل فى مقدمة المنزل ومنها نحو 3 مصاطب توصلك لتدخل المنزل المبنى على مساحة لا تزيد على 200 متر، بينما تحيطه حديقة 700 متر تقريباً تحول جزء منها إلى مخبز باعه الورثة، بينما بقية الحديقة المحيطة يحاصرها السور الكبير وبوابة حديدية.

«ناس كتير بتيجى تزور البيت فى مناسباته، وفى غير مناسباته بنشوف ناس كتير بتيجى وهو يستاهل لأن آباءنا وجدودنا ذكروه بالخير وكان بيساعد الناس كلها، ويا ريت يتحول بيته لمتحف أو حاجة تخلده».. بهذه الكلمات بدأ عبدالله إبراهيم، فى العقد الثالث من عمره، وأحد سكان القرية، موضحاً أن قريته حظيت بالشهرة بسبب شهرة «العندليب»، وأن أغانيه لا تزال محبوبة لأهالى القرية حتى بين الشباب الذين لم يروه، يأتى إليه الناس من مناطق بعيدة وكل أبناء القرية يساعدونهم ويرحبون بهم، وحتى الأطفال يرشدونهم أو يصطحبونهم إلى منزله.

ويضيف أحمد شكرى، مدير إدارة شركة مصر للزيوت والصابون، القاطن على بعد نحو أمتار من منزل «حليم»، أن الفنان الراحل هو ابن خالة والده، وأن الراحل ولد فى قرية الحلوات وكان خاله مقيماً فى الزقازيق، حيث كان يعمل موظفاً فى بنك التسليف الزراعى، وتابع: «المنزل الموجود بالحلوات هو المنزل الذى كان يمتلكه خاله وباعه لاحقاً لحليم، وانتهى مصيره إلى الورثة بعد وفاته ومن ثم تم بيعه لآخرين من نفس العائلة، ولكنهم تركوه على حاله حتى تحول إلى مكان مغلق ومهجور ولكنه أصبح قبلة المحبين لعبدالحليم لرؤية منزله حتى لو كان مهجوراً».

ابن ابن خالة «عبدالحليم» قال إنه كان فناناً محبوباً من أهالى قريته لذلك لا يزالون يذكرونه فى المناطق التى يزورونها، حيث إنه أقام الوحدة الصحية فى القرية فى عام 1964 وحضر الافتتاح رئيس الوزراء وقتها، على صبرى، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مشيراً إلى أنه اشترى مولداً كهربائياً للقرية على حسابه الشخصى، حيث إن الكهرباء دخلت القرية متأخرة كباقى القرى المجاورة البعيدة عن مدينة الزقازيق، متابعاً: «قبل ما الإبراهيمية ما ينور كان المركز منور بالمولّد اللى جابه عبدالحليم وكانت الناس كلها بتدعى له»، وقال: «هو اتولد فى الحلوات لكنه ما عاش فيها طول الوقت، ومع ذلك فضل محافظ على علاقته بالناس هنا وبيقدم لهم كتير، وبعد ما كبر شوية أخده خاله معاه للزقازيق ودرس الموسيقى هناك وعمل كمدرس موسيقى فى طنطا ثم فى الزقازيق حتى وصل للإذاعة وبدأت شهرته من هناك».

وعما فعله «العندليب» لأهالى قريته، يحكى «شكرى» أنه كان يساعد الفقراء ومن يتعثر فى تجهيز عرسه، وأنه كان يكلف شقيقته «علية» بشراء مستلزمات الزواج للفتيات الفقيرات المقبلات على الزواج، وأنه كان يتعاون حتى مع القرى المجاورة إذا قصده أحد سكانها، ذاكراً فتاة من قرية «ديرب»، المجاورة لقرية الحلوات، والتى ذهبت إليه وطلبت منه أن تدخل كلية الطب، فساعدها وأنفق على تعليمها فى الكلية وحتى على شقيقاتها لضيق حالهم، وبعدما تخرجت أصبحت واحدة من عائلة «عبدالحليم» وتأتى لزيارته وتحضر المناسبات العائلية: «قصة البنت دى إنها راحت له معهد السينما وسألت على منزله، وراحت على الشقة التى كان يسكنها أمام حديقة الأسماك فى شارع حسن صبرى، وضغطت على زر الجرس، وبالصدفة كان العندليب متأهباً لينزل ففتح لها بنفسه وقدم لها مشروباً ساخناً وبدأت مساعدته لها منذ هذا الوقت».

وعن منزله، يضيف «شكرى» أن المنزل بنى على 5 قراريط بالحديقة المحيطة به، أقيم جزء منه ليصبح مخبزاً، وأن الفنان ليس له نصب تذكارى، لم يبق غير منزله الذى تحول جزء من حديقته لمخبز لإطعام الناس، مشيراً إلى أن الترعة التى كان ينزل فيها وأصيب عبر مياهها بمرض البلهارسيا لا تزال موجودة على بعد أقل من نصف كم فقط من منزله.

اقرأ أيضًا:

جولة فى المحافظات الشرقية.. الأصيلة

«القراموص» حارسة «البردى».. قرية أحيت زراعة «أوراق الفراعنة» بعد اندثارها

البسايسة.. مركز إشعاع الطاقة الشمسية

صان الحجر.. غابة المسلات والأسوار الأثرية

تل بسطة.. هنا القطة «باستيت» التى كانت تُسكت بكاء الأطفال بـ«الشخليلة»

زراعة الورد فى «العدلية».. حالة عشق وراثية قبل التجارة

سادات قريش.. أول مسجد فى أفريقيا.. قِبلة الأهالى فى الأفراح والجنازات

«الصديقان».. آخر «صنايعية الحصير» يصارعان لبقاء المهنة

متحف «عرابى» مقلب قمامة كريه الرائحة بفعل الزمن والإهمال

أرض الخيول الأصيلة.. شعارها «حصان جامح»

سوق مواشى «ديرب نجم»: بؤرة تلوث ومرتع مخدرات ومطالب شعبية بنقله

سكان «اجتماعى العاشر»: «أملنا اتحقق بشقة فى مكان نضيف»

الأسطى أسماء: «شربت الصنعة على إيد والدى»

 

شكرى


مواضيع متعلقة