من أرشيف الصحافة| نبي مزعوم في لبنان: الإنسان من السمك وإليه يعود

من أرشيف الصحافة| نبي مزعوم في لبنان: الإنسان من السمك وإليه يعود
ظهر العديد من الأشخاص يدعون النبوة، ويبشرون لهم بدين جديد يضعون خطوطه الرئيسية وفقا لمعتقداتهم وقناعاتهم الشخصية، ولكن في عام 1950، ظهر شخص في لبنان ادعى النبوة وجعل معتقده هو "الولاء للسمك"!.
الرجل الذي لقب بالـ "الشيخ بطرس عيد الديب"، ظهر في بيروت أوائل الخمسينيات، وراح يدعو لرسالته التي جعل محورها إقامة عالم واحد هو زعيمه ومحركه، ويدين بمذهب واحد هو "المذهب البطرسي العيدي الديبي"، ويتمحور برنامجه الإصلاحي حول "السمك"، واهتم بكافة نواحي الحياة والموت أيضا، إذ اقترح طريقة دفن الموتى في قاع البحار.
ولمذهب "الديب" في تقديس السمك أسبابا شرحها لأتباعه، وبدت لهم منطقية، ونشرتها مجلة "الاثنين والدنيا" في عددها الصادر يوم 7 مايو 1951، إذ يرى أنه من العدل كما نأكل الأسماك ونحن أحياء، أن ندعها تأكلنا ونحن أموات، كما أن في ذلك ربح للحكومة إذ ستتوفر لها الأراضي المستخدمة في المقابر لدفن الموتى، وبهذه الطريقة سيسدد البشر الدين للسمك إذ يتم أكلهم منذ قديم الزمن دون مقابل.
واعتبر الديب أيضا، أن رمي جثث الموتى في قاع البحار سوف يزيد من تكاثر الأسماك بنسبة فائقة، وبالتالي يمكن بذلك الاستغناء عن كثير من المواد الغذائية، واتخذ الديب من شعار "الإنسان من السمك وإلى السمك يعود" معتبرا بذلك أن الإنسان أصله سمكة.
وأقام الديب ناد لأتباعه أسماه "نادي سقراط" في بيروت، ونظم حفلة آنذاك لمبايعة النبي الجديد الوحيد في القرن العشرين بدون منازع، كما قال، وأقر حينها أتباعه بالمبادئ التي يؤمن بها مؤكدين أنها زادت بإيمانهم به كرجل ليس عاديا بل "فذ من الأفذاذ وفلتة من فلتات الزمان، وعبقريا عقربيا ليس له ولم يوجد له مثيل على وجه الأرض"، كما كتبت المجلة.