سوق الخواجات هنا يباع «شوار العروسة» من «الإبرة إلى الصاروخ»

كتب: صالح رمضان وأحمد العميد

سوق الخواجات هنا يباع «شوار العروسة» من «الإبرة إلى الصاروخ»

سوق الخواجات هنا يباع «شوار العروسة» من «الإبرة إلى الصاروخ»

«العروسة التى لا يتم تجهيزها من سوق الخواجات لم تجهز»، قول سائد فى قرى محافظة الدقهلية منذ قرون، حيث كان يتوافد أهالى القرى على السوق لشراء مستلزمات تجهيز العروسة من «الإبرة إلى الصاروخ»، كما يقولون، حيث يشترون من السوق ملابس العروس والعريس، وأدوات التنجيد والمطبخ والأوانى النحاسية والألومنيوم، والأخشاب والعطور وكل ما يلزم إقامة بيت جديد.

نشاط محموم داخل سوق الخواجات الواقع فى قلب مدينة المنصورة المجاور لشارع العباسى الشهير، حتى إن البعض يطلق عليه الخواجات الشرقى والخواجات الغربى، بينما تسير فى السوق الذى لا يزيد عرض شارعه على 6 أمتار، حيث يعج بالمحال على جانبيه وتكتظ بضائعها، بحيث لا يمكنك رؤية الجدران، ما بين أقمشة وأحذية التى تحتفظ بطابعها التراثى الفريد إلى الآن، مروراً بالأجهزة الكهربائية وحتى أدوات ومستلزمات المطبخ.

{long_qoute_1}

«الشارع تم بناؤه مع إنشاء مدينة المنصورة عام 1219، أى مر على إنشائهما نحو 800 عام تقريباً»، هكذا يؤكد الدكتور محمد أحمد غنيم، عميد كلية آداب المنصورة الأسبق، وأشهر من كتب عن المنصورة وشوارعها وتراثها القديم، موضحاً أن تسمية هذا الشارع بهذا الاسم جاءت لأن المحلات الموجودة به تملكها أجانب من الجاليات اليونانية واللبنانية وجنسيات أخرى، التى كانت تقيم فى مصر للتجارة، وأن المحلات فى ذلك السوق تحمل أسماءهم حتى عام 1956، التى بعدها بدأوا فى مغادرة مصر وتركوا تجارتهم للعاملين معهم.

وأضاف «غنيم»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه «من أشهر العائلات التى كانت تتاجر فى المنصورة هى عائلة الرئيس اللبنانى السابق (أمين الجميل)، وكان لهم محل فى الشارع، إضافة إلى أسماء خواجات آخرين، وكلمة خواجة كان يستخدمها المصريون على المسيحيين عموماً، وكانوا يفرحون بهذا الاسم ويتقبلونه، وكان لكل محل تخصصه، وله طابعه الخاص وزبائنه الذين يأتون له من القرى من العام للعام ليجهزوا العرائس أو يتفقوا على بيع الأقطان فى المحلات المجاورة للخواجات».

وأجرت «الوطن» داخل السوق المكتظ بهذه المعروضات جولة، حيث ممنوع دخول السيارات، خاصة أن غالبية المعروضات هى لملابس أطفال وسيدات، وسط كل هذا الزحام لا يمكنك أن تعثر على باعة جائلين، فهم يتركزون فى الشوارع المحيطة به تاركين حرم السوق لزوار المحال العتيقة، رغم أنهم ينتشرون بكثافة فى الشوارع المحيطة، ولكن أهم ما يميزه رغم ضيقه أنه لا يوجد به باعة جائلون ولا تسير فيه السيارات فلا مكان لسيرها به، ولكن تنتشر الباعة فى أجزاء كبيرة من شارع العباسى الموصل إليه.

«محمد الدادمونى»، صاحب أكبر محل فى الشارع والوحيد المحتفظ بطابعه إلى اليوم، فى تجارة الخردوات، بمساحته الكبيرة بعد أن تمت تجزئة المحلات الأخرى، وتغير طابعها.

وقال «الدادمونى»، بصوت منخفض: «عمرى فوق 90 سنة، وموجود فى الشارع منذ سنة 1936، وحافظت على نوعية التجارة التى أعمل بها وورثتها، وكل شىء على حاله منذ إنشاء هذا المكان».

ويضيف محمد عبدالرحمن، تاجر، 50 سنة، أن «السوق اختلف بصورة طبيعية عن زمان، وهذا الاختلاف ناتج عن أن التجارة تتميز بالسرعة وانخفاض الأسعار لكثرة الإنتاج، وأن معظم من بسوق الخواجات يعملون حالياً فى تجارة الملابس بالجملة، وتجار التجزئة يأتون إليه للشراء لأننا نبيع بأفضل الأسعار لأننا نتعامل مع المصانع أو المستوردين مباشرة»، ويتابع «عبدالرحمن»: «هذه المهنة ورثناها، وتعلمنا من الخواجات، وكنا أصحاب محل فى سوق الخواجات ولدينا مصنع، فما ينتجه يبيعه، ولذا تميز السوق برخصه فى البضائع الموجودة به، بالطبع ليس الجميع كان يعمل فى التصنيع ولكن هذا السائد».

«هنا أصل المنصورة وتاريخها»، هكذا يؤكد السيد حال، أحد التجار، وقال: «هنا فى بداية السوق تم إنشاء مسجد موافى، الذى تم إنشاؤه قبل مدينة المنصورة أيام كان وقتها اسمها جزيرة الورد، لأن المياه كانت تحيط بها من 3 جوانب، ولكن حديثاً تم هدم المسجد وبناؤه بالطراز الحديث، كما بجواره دار ابن لقمان ذات التاريخ المعروف، التى أسر بها لويس التاسع، وكانت هى دار قاضى المدينة، الذى كان يلجأ إليه التجار لحل مشاكلهم»، وأضاف «حال»: «رغم التغيرات الكبيرة التى حدثت فى المكان إلا أنه احتفظ بطابعه التجارى، وأفضل أسعار يمكن أن تأخذها فى شراء أى شىء للبيت يكون فى المنطقة التجارية، التى تضم العباسى وميدان الطميهى، وحتى ميدان الشيخ حسانين، بل ظهر مؤخراً سوق السمك، وسوق منتجات الفلاحين».

اقرأ أيضًا:

جولة فى المحافظات الدقهلية.. عاصمة الشفاء

فى مركز الكلى: جزيرة الرحمة.. اغسل كليتك بجنيه

مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة.. خدمة «فايف ستار» وأعلى نسبة نجاح للعمليات.. والمرضى: «مش مصدقين أنها حكومى»

رئيس جامعة المنصورة: لدينا 17 مستشفى ومركزاً جعلت المدينة «عاصمة الطب»

«المنصورة الجديدة».. «سيمفونية» عمل لبناء 159 ألف وحدة سكنية

عمال بناء «المنصورة الجديدة»: «بنبنى مستقبل»

«جمصة» ترفع شعار «التجارة شطارة» وتبيع الطاقة الشمسية لـ«الكهرباء»

محافظ الدقهلية: انتهاء المرحلة الأولى من «المنصورة الجديدة» قريباً

حاضنة أعمال الدقهلية: منطقة صناعية تضم 13 مشروعاً فى قلب المنصورة

«الأسمدة الورقية»: تجربة جديدة لتحسين إنتاجية المحاصيل بموافقة وزارة الزراعة

«الصندوق الاجتماعى»: «تعالى بعقد إيجارك وإحنا علينا التمويل والتسويق»

 


مواضيع متعلقة