مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة.. خدمة «فايف ستار» وأعلى نسبة نجاح للعمليات.. والمرضى: «مش مصدقين أنها حكومى»

كتب: صالح رمضان وأحمد العميد

مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة.. خدمة «فايف ستار» وأعلى نسبة نجاح للعمليات.. والمرضى: «مش مصدقين أنها حكومى»

مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة.. خدمة «فايف ستار» وأعلى نسبة نجاح للعمليات.. والمرضى: «مش مصدقين أنها حكومى»

ليس كما اعتدنا على رؤيته خلال تجولنا فى العاصمة وبقية المحافظات، لم يظهر كأى مستشفى جامعى فى مصر، هنا النظام، وصرح طبى رائع، ومكان آمن لاستئصال آلام المرضى، إنه كبسولة رائعة تحوى بداخلها مرضى يحصلون على الرعاية الكاملة دون تفريق وأسرة نظيفة وطرقات منظمة وأطباء وممرضات يعملون دون توقف وبانضباط شديد نحو مستقبل طبى مزدهر.

نشاط محموم داخل مبنى مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة، ملائكة يتحرّكون بسرعة من غرفة إلى غرفة فى هدوء تام، الكل مشغول بما لديه من مهام ويعمل فى صمت بإيقاع منتظم كخلية نحل، طرقات نظيفة فى الطابق الأسفل يصل عرضها إلى 5 أمتار، بينما فى الأدوار الأخرى 3 أمتار فقط، درجة الحرارة فى كل المواقع تبدو واحدة معتدلة، وحسب إحدى الممرضات العاملات فى المستشفى فهى ثابتة طوال أيام السنة، وبإمكانك أن تصطدم بإحدى القوارير البلاستيكية المعلقة على جانبى الطرقات، التى تحوى بداخلها مطهراً لكى يستخدمه القاصى والدانى.

{long_qoute_1}

على أحد الأسرة البيضاء النظيفة، وبين ملائكة «رحمة»، يتجولون فى الغرفة من حوله، يستلقى إبراهيم شعبان طلحة، 60 عاماً، على سريره بعد أن أجرى عملية تحويل مجرى المرىء، فقد أتى الرجل المزارع إلى المستشفى من قريته «ميت العامل» بمحافظة الدقهلية، بعد مروره بأزمة صحية جعلته غير قادر على السير أو الحديث، والهبوط الحاد فى الدورة الدموية، ولم يُعر الرجل اهتماماً لهذه الأعراض، واستمر فى منزله، والذهاب إلى حقله إلى أن تدهورت حالته حتى تحول لون بوله إلى الأصفر الغامق وتحول لون جلده إلى الأصفر، ليُجرى داخل المستشفى التحاليل المعملية والأشعة، حتى أدرك أن لديه ورماً فى المرىء يجب استئصاله، مما جعل نجله وابنتيه يقلقون بشدة، إلا أنهم سمعوا عن مستشفى جيد فى المنصورة، وعرفوا أن تكلفة العملية 60 ألف جنيه، إلا أنه حصل على تخفيض من المستشفى ودفع 10 آلاف جنيه فقط.

وعلى بُعد متر ونصف المتر، يجلس على سريره عبدالغفار أحمد، 55 عاماً، موظف بالشهر العقارى بالسنبلاوين، بعد أن أجرى عملية انسداد بقناة المرىء، لم يكن مستغرباً من قدوم صحفيين إلى المستشفى الذى أجرى به جراحته: «انتم جايين هنا علشان تعرفوا إن لسه فيه خير فى مصر، صح، ولو كنتم جايين فاكرينها مستشفى فيها إهمال تبقوا غلطانين وغلطتوا فى العنوان، دى شهادتى، وأنا على سرير المرض، الناس دى محترمة، والشغل هنا بما يُرضى الله، أنا سواق معدات ثقيلة، وسمعت عنها طول عمرى إنها أحسن مستشفى»، مشيراً إلى أنه أجرى إزالة المرارة وانسداد المرىء، وأنه «فضل فى المستشفى بعد العملية 8 أيام فقط، وهيخرج فى اليوم التاسع»، موضحاً أن رحلة مرضه كانت مليئة بالقلق والتوتر بعدما ذهب إلى الكثير من الأطباء فى العيادات الخاصة، ولم يتعرّفوا على سبب مرضه.

{long_qoute_2}

وتابع: «الصفرا ظهرت عليا، وبقى عندى هبوط، وماليش نفس للأكل، وكل أما أروح عند دكتور يقول لى دى أمراض جلدية، لحد فى النهاية ما جيت على المستشفى هنا، وقالوا عندك انسداد فى المرىء، وعملت أشعات وماكملتش 20 يوم وعملوا لى العملية، على نفقة التأمين الصحى»، مشيراً إلى أنه لم ينفق على العملية الجراحية أى مبالغ، ولم ينفق سوى إجراء منظار خارج المستشفى بـ200 جنيه فقط، معلقاً: «المستشفى هنا أحسن من أى مكان تانى، والناس هنا محترمة، وقاعد فى راحة تامة، وليل نهار فيه خدمات، وموجودين حوالين مننا، ولا كأنى فى مستشفى خاصة، أو سافرت بره ماتصدقش إنها حكومية».

من جهته، يقول الدكتور أحمد عبدالرؤوف، مدير مركز جراحة الجهاز الهضمى: إن المركز تخصصه من أول المرىء حتى القناة الشرجية والتدخّل بالشكل الجراحى أو علاج أمراض الكبد وليس كل عملهم جراحياً، بل هناك تردد حرارى أو حقن كيماوى أو ميكروويف، أو ما يخص أمراض الكبد، والهدف هنا هو تقديم الخدمات المتكاملة، مشيراً إلى أن المريض يجد الأشعة والتحاليل فى المعمل، ولا ينقصه أى أشياء تتعلق برحلة علاجه، بحيث يدخل إلى المركز، ويجد كل ما يحتاجه مهما كانت حالته.

وأضاف «عبدالرؤوف» أن «المركز أجرى 580 حالة زراعة كبد، وقريباً سيصل العدد إلى 600 حالة، والمركز لا يتوقف طموحه عند وحدة زراعة الكبد، بل إنه يُخطط لإنشاء وحدات تخصّصية أخرى، وهو بصدد تأسيس وحدة جراحات السمنة، وهى ليست تكميلية، بل مرضية: «جراحات السمنة مش تكميلية، دى مرضية، لأن المريض ممكن يكون عنده السكر والضغط والغدة وكل حاجة، بعد ما حصرنا الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وجدناها أكثر من 80 مرضاً من أول حصوات المرارة إلى أورام الثدى»، مشيراً إلى أن جراحة المناظير حدثت بها طفرة داخل المركز، وبعدما كان يوجد منظار واحد فقط أو اثنان أصبح هناك 5 مناظير، موضحاً أن الجراحة مقسّمة إلى قسمين، الأول جراحة تقليدية، وهى إحداث فتح فى الجسم، والثانى جراحة المناظير، وهى عن طريق إحداث ثقب المفتاح فى الجسد عبارة عن خروم صغيرة بآلات ودباسات، ويدخل المنظار ليُجرى العملية: «زى الفرق بين اللى بياكل بإيديه، واللى بياكل بالشوكة والسكينة»، مشيراً إلى أن المنظار يكبّر أعضاء الجسم 6 مرات، وبذلك تقلل المشاكل وأسهل للطبيب وأفضل للمريض.

وحول الأطباء العاملين بالمستشفى، يوضح مدير مركز جراحة الجهاز الهضمى، أن كل الموجودين بالمركز أساتذة وأعضاء هيئة تدريس فى كلية طب المنصورة، ومستوى أعضاء هيئة التدريس بالكلية لا يقل عن مستوى الأطباء فى الخارج والجراح المصرى إذا أتيحت له الإمكانيات سيكون أفضل بكثير من أطباء الخارج، مشيراً إلى أن هناك بعثات ترسل إلى الخارج لتحضر عمليات جراحية عدة وزرع كبد، ثم تطبيقها فى مصر، لذلك فإن نسبة النجاح فى مصر لا تقل عن تلك الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا الغربية، موضحاً أنه تجرى فى مصر العمليات الأصعب، وهى عملية زرع الكبد من شخص حى إلى آخر حى، وليس من شخص حديث الوفاة إلى شخص حى، والعملية تتراوح بين 10 و14 ساعة، ويعمل الأطباء كفريق واحد: «الكل بيشتغل مع بعض، بيبقى فيه غرفتين، غرفة فيها المتبرع الحى، وغرفة فيها المريض، ويتم فتح بطن الاثنين، ويتم إزالة الفص المطلوب من المتبرع الحى فى غرفة، ثم نقله إلى كبد المريض فى الغرفة الأخرى، ومركز جراحة الجهاز الهضمى هو الأول على مصر والرابع على العالم، والتصنيف جاء وفقاً لعدد حالات زراعة الكبد، ونسبة النجاح، كما حصل المركز على شهادة الأيزو قبل أسابيع».

ويشير إلى أن تكلفة إجراء عملية زراعة الكبد 220 ألف جنيه، يقوم التأمين الصحى بتسديد 70 ألفاً فقط، إلى جانب 100 ألف من جمعية نجيب ساويرس الخيرية، فيتبقى 50 ألفاً فقط، وإذا كان المتبرع غير قادر على دفع المبلغ يقوم رئيس الجامعة بالتوقيع على إعفائه من الدفع أو دفع ما يقدر عليه، طالما هناك لجنة بحثت وأكدت عدم قدرته على الدفع لحالته المادية الصعبة، وقوائم الانتظار طويلة فى المركز، وبحاجة إلى إنهاء المبنى الملحق بالمركز.

اقرأ أيضًا:

جولة فى المحافظات الدقهلية.. عاصمة الشفاء

فى مركز الكلى: جزيرة الرحمة.. اغسل كليتك بجنيه

رئيس جامعة المنصورة: لدينا 17 مستشفى ومركزاً جعلت المدينة «عاصمة الطب»

«المنصورة الجديدة».. «سيمفونية» عمل لبناء 159 ألف وحدة سكنية

عمال بناء «المنصورة الجديدة»: «بنبنى مستقبل»

سوق الخواجات هنا يباع «شوار العروسة» من «الإبرة إلى الصاروخ»

«جمصة» ترفع شعار «التجارة شطارة» وتبيع الطاقة الشمسية لـ«الكهرباء»

محافظ الدقهلية: انتهاء المرحلة الأولى من «المنصورة الجديدة» قريباً

حاضنة أعمال الدقهلية: منطقة صناعية تضم 13 مشروعاً فى قلب المنصورة

«الأسمدة الورقية»: تجربة جديدة لتحسين إنتاجية المحاصيل بموافقة وزارة الزراعة

«الصندوق الاجتماعى»: «تعالى بعقد إيجارك وإحنا علينا التمويل والتسويق»


مواضيع متعلقة