«حلمى»: عايز تعرف حال الناس بص على «الساكسونيا»

كتب: محمد غالب

«حلمى»: عايز تعرف حال الناس بص على «الساكسونيا»

«حلمى»: عايز تعرف حال الناس بص على «الساكسونيا»

لم يسلم أحد من توابع الأزمة الاقتصادية، حتى بائعو «الساكسونيا»، فالاستغناء عن الملابس أو استبدالها بأدوات أخرى، مثلما كان يحدث قديماً، أصبح شحيحاً. بدرّاجته وما تحمله من أطباق بلاستيك وأدوات منزلية بسيطة، يجوب أحمد حلمى مناطق عدة فى مصر القديمة، يصدح بندائه الشهير «ساكسونياااا»، فلا يجيبه أحد، ترافقه الشمس من أول النهار وحتى الغروب، يحاول تفاديها قدر الإمكان، لكنها تصيبه بإعياء شديد، وأحياناً تدفعه إلى التوقف عن السير. 15 عاماً يعمل «حلمى» فى هذه المهنة لم يرَ ملابس مهترئة كتلك التى يتلقاها هذه الأيام من سكان الحى الشعبى: «الهدوم بايظة خالص، زمان كنت باخد هدوم مستعملة بس جديدة، يدوب صغرت على صحابها فبيبدلوها بأدوات مطبخ تنفعهم، دلوقتى محدش قادر يستغنى عن حاجة عشان مش هيقدروا يشتروا غيرها». يتجول يومياً فى أكثر من 8 مناطق، منها «طولون، السيدة زينب، الجيارة، والسيدة عائشة»، يستريح قليلاً من التعب، يسند ظهره على حائط: «الحر شديد ورجلى تعبانى»، وبمجرد أن يأخذ قسطاً من الراحة ويستعيد طاقته يتجه نحو منطقة الغورية لبيع الملابس التى قام بجمعها: «ناس غلابة وتجار بييجوا من بحرى وقبلى علشان يشتروا الهدوم المستعملة».

قديماً كان العمل أكثر ولم يكن بحوزة «حلمى» دراجة، كان يترجل فى كل هذه المناطق حاملاً الطشوت والحلل فوق رأسه: «أيام الشباب كنت بشيل كل حاجة فوق دماغى، دلوقتى ماقدرش، علشان كده جبت عجلة». تعلّم من «الساكسونيا» الكثير، من خلالها أصبح ماهراً فى التجارة، يعرف الحسابات جيداً: «الزمن علمنى، المهنة دى عايزة تاجر شاطر، وكمان واحد يتحمل تعبها، أنا فعلا تعبت منها وبدعى ربنا إنه يبعد أولادى عنها وعن تعبها وشقاها».


مواضيع متعلقة