القرصان الأقوى على مر العصور.. بائعة هوى سيطرت على 80 ألف سفينة

كتب: محمود شعبان

القرصان الأقوى على مر العصور.. بائعة هوى سيطرت على 80 ألف سفينة

القرصان الأقوى على مر العصور.. بائعة هوى سيطرت على 80 ألف سفينة

قصص القراصنة وسطوتهم على السفن قديمًا؛ كانت حديث الأساطير والحكايات التاريخية، والأفلام السينمائية أيضًا، حيث يظهر القرصان دومًا والشر يشع من عينيه، برفقة مجموعة من البجال الأقوياء المرعبين، لكن التاريخ أيضا يحوي بين صفحاته قصة لأسطورة القراصنة التي فرضت سطوتها على نحو 80 ألف سفينة مرة، والمفاجأة أن تلك الأسطورة كانت امرأة صينية تدعى "شينج شيه".

بدأت قصة شينج شيه، أو كما لقبت بـ"العاهرة الجميلة" وفقًا لما ذكره موقع allthatsinteresting، بالعمل في بيت دعارة عائم في كانتون عام 1775، وفي يوم من أيام عملها، تعرفت إلى قرصان ثري يدعي زينج يي، كان قرصانا يسيطر على مجموعة من السفن تدعى "أسطول العلم الأحمر"، وبمجرد رؤيته لها طلب الزواج منها على الفور، فطلبت شينج الحصول على السلطة داخل منظمته للموافقة على الزواج به، وطالبت بالحصول على حصة من الغنائم، ووافق الرجل المفتون، ليبدأ معها قيادة الأسطول.

حققت شينج وزينج نجاحًا كبيرًا، حيث حيث زاد عدد السفن التي سيطر عليها أسطولهما من 200 إلى 20 ألف سفينة في وقت قياسي، قبل أن يصل عدد سفن الأسطول إلى 80 ألف سفينة، وحتى بعد وفاة زينج بعد 6 سنوات من الزواج أقنعت شينج الذكية القائد الثاني خلف زوجها بقيادة الأسطول بنفسها، لتصبح أول قرصان امرأة في العالم، ليس ذلك فقط لكن من أنجح القراصنة على الإطلاق، حيث كان نظامها على السفينة صارما، مع العديد من القوانين، فكانت السفينة التي تسطو على الكنز تحصل على 20% منه فقط، و80% توضع في صندوق جماعي، كما وضعت قوانين في معاملة الأسرى، حيث كانوا يعاملون باحترام، ويتم إطلاق سراح السجينات غير الجميلات دون إلحاق الأذى بهن، والباقيات كن يبعن لمن يرغب فيهن من الطاقم مع شرط حسن المعاملة، كما اعتبرت الخيانة والاغتصاب جرائم يعاقب عليها بالإعدام.

بعد أن استولى "أسطول شينج" على سفن صينية وبرتغالية وبريطانية، وزيادة نفوذها وأتباعها المخلصين، خشيت الحكومة الصينية من القرصانة الرهيبة وعرضت العفو عن جميع القراصنة، على أمل أن تنهي "شينج" مسيرتها وتتقاعد، وهو ما قبلت به في النهاية، حيث تمكنت من الذهاب لمسؤول صيني وتفاوضت معه على الاحتفاظ بكافة ثرواتها التي كسبتها خلال سنوات عملها في القرصنة، ونجحت في ذلك بالفعل.

بعد أن تقاعدت من القرصنة، تزوجت من زوجها الثاني، تشانج باو، ثم عادت إلى كانتون وافتتحت منزلًا للمقامرة، وبقيت هناك حتى وفاتها في عام 1844، وحتى يومنا هذا، لا تذكر "شينج" بأنها أول قرصان امرأة فحسب، بل من بين أكثر زعماء القراصنة نجاحًا على الإطلاق.


مواضيع متعلقة