الحكومة تزكّى بـ«شنط رمضان»..!
- الأسر الأولى بالرعاية
- الأسرة المصرية
- التموين والتجارة الداخلية
- الجمعيات الخيرية
- الدكتور على المصيلحى
- الرئيس المعزول محمد مرسى
- أخيرة
- أداء
- أرز
- الأسر الأولى بالرعاية
- الأسرة المصرية
- التموين والتجارة الداخلية
- الجمعيات الخيرية
- الدكتور على المصيلحى
- الرئيس المعزول محمد مرسى
- أخيرة
- أداء
- أرز
من المعايير الأساسية التى يمكن الاستناد إليها فى تقييم أداء أية حكومة، النظر إلى درجة التشابه بين أدائها كمؤسسة تتولى إدارة حياة الناس، وأداء الأفراد العاديين من المواطنين. الحكومة التى تدير مصر حالياً تؤدى مثلما يؤدى المواطن وهى تتصدى لحل المشكلات. فمع اقتراب شهر رمضان أعلن الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الحكومة ستوزع مليون شنطة رمضانية على الأسر الأولى بالرعاية، لافتاً إلى أن وزارة الأوقاف ستوفر 600 ألف شنطة، بالإضافة إلى 200 ألف من وزارة البترول و200 ألف من وزارة السياحة.
شنطة رمضان تقليد أبدعته قريحة المصريين ومحبتهم لفكرة التكافل، وهى جزء من طقوسهم التى تسبق الشهر الكريم، حيث يميل بعض المتيسرين على المعوزين بشنطة تحمل أصنافاً مختلفة من البضائع التموينية كالأرز والسكر والشاى والسمن والزيت وما شابه. وهو طقس يميز المصريين جميعاً، يستوى فى ذلك المسلم مع المسيحى، وهو جانب من جماليات هذا الشعب الطيب. أغلب من يفعلون ذلك ينظرون إليه فى سياق الزكاة عن أموالهم، ويجدون فى الشهر الكريم فرصة مناسبة للإنفاق. فلا خلاف على أن احتياجات الأسرة المصرية خلال رمضان تتزايد وتتضاعف بحكم مجموعة العادات الموروثة التى يحب المصريون إحياءها. والسؤال: هل الحكومة توزع المليون شنطة على سبيل الزكاة على المواطنين المعوزين؟!
لست أختلف على أن المليون شنطة سيفيدون أسراً فى حاجة إلى ذلك، لكن الحكومة تخدم 100 مليون مصرى وليس مليوناً واحداً، وإذا ظنت أنها تفعل بزكاتها تلك خيراً فهى مخطئة، ومن ينظر إلى ما تفعله كفعل إيجابى، مخطئ أيضاً، لأن الحكومة مطالبة بأداء يغنى الناس عن السؤال ولا يحولهم إلى مجموعة من المتسولين. أذكر أن الرئيس المعزول محمد مرسى خرج على المصريين ذات يوم ونصحهم قبل ساعات من عيد الفطر أن يخرجوا زكاة الفطر وأن يكفوا فقراءهم السؤال فى أيامه، وقوبل هذا الكلام بعاصفة من السخرية، لأنه بدا وكأنه «يشحت على المصريين»!. الحكومة لا تزكى وإنما تؤدى بشكل يمنح الناس حقوقها، وييسر عليها معيشتها، وعندما تؤدى الحكومة بنفس الأسلوب الذى يؤدى به المواطن فلابد أن تعلم «إن فيه حاجة غلط».
لعلك تلاحظ ارتفاع عدد المتسولين فى مصر بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، ولعلك تعلم أيضاً أن الكثير من الجمعيات الخيرية التابعة للمساجد فى ربوع مصر المحروسة تنشط خلال هذه الأيام لجمع تبرعات من المقتدرين من أجل إعداد شنط رمضان وتغطية الطلب المتزايد عليها بسبب زيادة نسبة المحتاجين الذين يتسولون ما يعيشون به. فى المجمل العام تستطيع القول إن عدد الشنط التى يوزعها المواطنون العاديون والجمعيات الخيرية يتفوق كثيراً على «المليون شنطة» التى تنوى الحكومة توزيعها، على الرغم من أن الحكومة لا تختلف كثيراً عن الجمعيات الخيرية. فما أكثر ما تطلب المساعدة من المواطنين، سواء بالتطوع الخيرى أو بالقهر الجبرى. ويعنى ذلك أن الحكومة لا تتشابه مع المواطن وفقط فى لعبة الزكاة، بل تشاركه أيضاً فى لعبة التسول!.