أولياء أمور عن «الإنترفيو»: «عيالنا مش مستوعبين اللى بيحصل لهم»

كتب: محمود عبدالرحمن

أولياء أمور عن «الإنترفيو»: «عيالنا مش مستوعبين اللى بيحصل لهم»

أولياء أمور عن «الإنترفيو»: «عيالنا مش مستوعبين اللى بيحصل لهم»

اشتكى عدد من أولياء الأمور من صعوبة أسئلة «الإنترفيو» الذى يخضع له أطفالهم أثناء التقدم للمدارس، فى ظل أعمارهم الصغيرة التى تجعلهم غير مستوعبين لما يحدث لهم، خاصة أنهم يرفضون التعامل مع أى شخص غريب، ومن ثم يرفضون التواصل مع من يقوم باختبارهم، مما يجعل فرصتهم فى النجاح شبه مستحيلة، مع رفض مسئولى المدرسة السماح بوجود الأب أو الأم أثناء إجراء الإنترفيو مع طفلهما.

يقول أحمد سامى، مهندس معمارى، إن إحدى المدارس الخاصة فى مدينة الشروق، اشترطت على ابنه اجتياز اختبارات عديدة من أجل قبوله بها، بعضها عبارة عن اختبار لغات «إنجليزى وفرنساوى»، وبعضها الآخر مجتمعى، يتعلق بمدى تعرفه على الحيوانات والأشكال المختلفة، وذكر وظيفة الأب والأم، وقدرته على الغناء باللغة الإنجليزية، وسؤاله عن أمور تتعلق بوالديه.

{long_qoute_1}

وأضاف «سامى» أن طفله لم يكن مستوعباً لما يحدث حوله، خاصة بعد قيام المدرسة باختباره فى غرفة منعزلة بمفرده، وعدم السماح لى أو لوالدته بالوجود معه، الأمر الذى وضعه فى موقف صعب، «الولد طلع مش مستوعب اللى بيحصل له، قال لنا هما عمالين يسألونى كده ليه»، واستطرد أن الشخص الكبير الذى يخضع لاختبار لا يكون فى كامل تركيزه، وبالرغم من ذلك يتم محاسبة طفل لا يتجاوز عمره 4 سنوات على تأخره فى الرد، أو كسوفه وعدم تفاعله مع من يقوم باختباره، بعقوبات تصل فى بعض الأحيان لرفضه وعدم قبوله بالمدرسة. وأكد «سامى» أنه عمل على تجهيز ابنه للاختبار منذ عدة أشهر تقريباً، من خلال البحث عن أسئلة الإنترفيوهات المختلفة للمدارس، وتحفيظ إجابتها له، من أجل ترديدها أمام من يختبره، وبعد الإنترفيو اكتشف أن تلك الأسئلة يجب أن يخضع لها طالب تجاوز عمره 10 سنوات على الأقل، قائلاً «لما المدرسة عاوزاه يكون عارف الأسئلة دى، أمال هما هيعلموه إيه؟».

«ابنى أجرى 5 مقابلات فى مدارس مختلفة، مانجحش فى واحد منهم عشان بيتكسف وبيتوتر، وبالتالى مش لاقية مدرسة أدخله فيها حتى الآن»، تضيف نهال الدويك، ولية أمر الطفل «آدم»، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، لم يحصل على الدعم الكافى من الحضانة التى تتابع تأهيله، لذلك تولت هى ووالده مهمة متابعته، وعلى الرغم من أنه يتميز بالجرأة الكافية فى التعامل مع المحيطين به، إلا أنه لا يستطيع التجاوب مع من يقوم باختباره، وكان طلبها بالوجود معه أثناء الاختبار يقابل بالرفض فى كل مرة، وبعد إجراء الطفل 3 مقابلات، أصبح يصاب بالرعب من هذا الطقس المزعج بمجرد علمه بأنه ذاهب لإجراء مقابلة جديدة فى مدرسة أخرى، وينهال بالبكاء الهستيرى والإلحاح علينا بعدم تكرار الذهاب. وأكدت علياء على، ولية أمر الطفل «حمزة»، أن «الإنترفيو» يشكل ضغطاً نفسياً وعصبياً على الأسرة والطفل، حيث يتم التقدم لأكثر من مدرسة، ويتم دفع «أبليكيشن» يتراوح ما بين «200-1000» جنيه لا تسترد، وبعد شهر أو شهرين يتم الرد بالقبول أو الرفض.

{long_qoute_2}

وتساءلت «على»: كيف يتم اصطحاب طفل يبلغ 4 سنوات مع شخص غريب فى غرفة مغلقة لإجراء مقابلة له؟، مشيرة إلى أن هذا الأمر غاية فى الصعوبة وجريمة فى حق الطفل ولكنها تحاول تشجيعه لخوض التجربة من خلال وعده بشراء لعبة أو الذهاب للتنزه بعد الإنترفيو، وتقوم هى بالتواصل مع أصحاب التجارب فى السنوات الماضية لمعرفة الأسئلة والوقوف على طبيعة المقابلة. من جانبه، قال الدكتور على الشامى، استشارى الطب النفسى، إن بعض قرارات المسئولين تترك خلفها جدلاً واسعاً حول مدى صحتها، ومن أبرزها خلال الفترة الأخيرة، تحديد سن الأطفال بالقبول فى التعليم بداية من أربع سنوات ونصف والاستثناء بالقبول للأطفال ثلاث سنوات ونصف فقط، وهو ما يطرح سؤالاً: هل يستطيع الطفل فى هذه السن الصغيرة تحمل تبعات دخوله فى العملية التعليمية؟ وقبلها اختباره وتقييمه من قبل المسئولين عن المدارس الخاصة لقبوله أو رفضه، وما الآليات العلمية المعتمدة التى يتم استخدامها؟ والنتيجة الطبيعية، تكون عبارة عن خلق شخصية مهزوزة وضعيفة، لا تستطيع مواجهة الأعباء المجتمعية والحياتية فيما بعد. وأضاف «الشامى» أن الطفل غير جاهز نفسياً للخضوع لاختبار فى تلك السن المبكرة، لأن «الضغط النفسى» يتسبب فى إصابة الطفل بالاضطراب النفسى، وتقليل قدرته على تحصيل العمليات المعرفية والإبداع.

وأكد استشارى الطب النفسى، أن أولياء الأمور يجب ألا يضعوا أطفالهم فى ضغط نفسى يفوق قدراتهم الاستيعابية، وأن يخففوا حدة تحميل مستقبل أطفالهم بمدى نجاحه أو فشله فى الاختبار، وأن الأمر ليس تقييماً، لكنه نقاش ودى للوقوف على مستواه، ومن ثم مكافأته على «شطارته» وتفوقه.


مواضيع متعلقة