ما بين الكآبة والإبداع صلاح جاهين في الرباعيات

كتب: رحاب عبدالراضي

ما بين الكآبة والإبداع صلاح جاهين في الرباعيات

ما بين الكآبة والإبداع صلاح جاهين في الرباعيات

رغم استمراره فترة طويلة في رسم الكاريكاتير، والابتسامات التي كان يرسمها على الوجوه من خلال رسوماته، أصيب "صلاح جاهين" أكثر من مرة بالاكتئاب، بحسب ما قاله في لقاء نادر: "هو مرض المهنة لرسامين الكاريكاتير عموما، وأنا لفيت كتير في أمريكا ولندن وقابلت رسامين الكاريكاتير بتوع الصحف الأجنبية هناك، لاحظت على معظمهم إنهم مصابين بالاكتئاب برضه، وأنا أصبت بالاكتئاب كتير جدا".

ولم يترُك شبح الاكتئاب أطراف "جاهين"، ولكنه صنع منه شاعرا كبيرا، فيما كانت تُعلق زوجته "منى" على فترات اكتئابه قائلة: "إن الاكتئاب ساعده على أن يكون شاعرا".

وقال جاهين أيضا عن الاكتئاب: "الاكتئاب ساعدني على أن أكون شاعرا، وإن فترات المرح المصطنعة النابعة من حالتي المرضية هي التي خلقت التأملات الكاريكاتورية"، ورغم إنجازه في الشعر والفن لم يكن جاهين راضيا عن نفسه حتى قال: "أنا بقيت ترزي".

وتجلت مظاهر الاكتئاب المتصاعدة والملل في حياته في أبيات شعرية من تأليفه، فيما يلي بعضا منها"

_

أحسن ما فيها العشق والمعشقــــــهْ

وشويتين الضحك والتريقـــــــــــــهْ

شفت الحياة.. لفيت.. لقيت الألــــــــذ

تغييرها.. وده يعني التعب والشقا

وعجبي!!.

_

أنا قلبي كان شُخْشيخه.. أصبح جَرس

جلجلت به؛ صحيوا الخدم والحرس

أنا المهرج.. قمتوا ليه؟ خفتوا ليه؟

لا فْـ إيدي سيف.. ولا تحت مني فرس!.

_

أنـا كنت شـيء.. وأصـبحت شيء.. ثم شيء

شـوف ربـنـا.. قـادر علـى كـل شيء

هـزّ الشـجر شـواشيـه ووشـوشني؛ قال:

لا بد مـا يمـوت شـيء.. عشـان يحيى شيء

وعـجبي.

_

يأسك و صبرك بين إيديك وأنت حر تيأس ما تيأس الحياة راح تمر أنا دقت من ده ومن ده عجبي لقيت الصبر مر وبرضك اليأس مر.

_

سَهِّير ليالي وياما لفِّيت وطُفت وف ليلة راجع في الظلام قمت شفت الخوف.. كأنه كلب سدّ الطريق وكنت عاوز أقتله.. بس خُفت وعجبي.

_

ساعات أقوم الصبح قلبي حزين أطل برة الباب ياخدني الحنين اللي لقيته ضاع واللي اشتريته انباع واللي قابلته راح وفات الأنين.

وأرجع وأقول لسه الطيور بتفنّو.. النحلايات بتطنّو.. الطفل ضحكه يرنّ.. مع إن مش كل البشر فرحانين.

_

تسلم يا غصن الخوخ يا عود الحطب.. يجي الربيع تطلع زهورك عجبو.. أنا ليه بيمضي ربيع، ويجي ربيع ولسه برضك "قلبي حتة خشب"!.

_

كيف شُفت قلبي والنبي يا طبيب همد ومات وإلا سامع له دبيب قاللي: لقيته "مختنق بالدموع" ومالوش دوا غير لمسة من إيد حبيب.


مواضيع متعلقة