صلاح جاهين اكتشف الأبنودى ونشر أول دواوينه.. وأغانيه فجرت مواهب «مكاوى» الموسيقية

كتب: منة عبده

صلاح جاهين اكتشف الأبنودى ونشر أول دواوينه.. وأغانيه فجرت مواهب «مكاوى» الموسيقية

صلاح جاهين اكتشف الأبنودى ونشر أول دواوينه.. وأغانيه فجرت مواهب «مكاوى» الموسيقية

جمعهم القدر للرحيل فى نفس اليوم 21 أبريل، كما جمعهم أول مرة فى حياتهم، ليتشاركوا فى أعمال عديدة، وربطت بينهم صداقة قوية، تسببت فى نجاح أعمالهم المشتركة، فكانت علاقة صلاح جاهين وسيد مكاوى علاقة قوية، وصفها البعض بـ«التوأمة»، ووصفها الآخرون بعلاقة «العسل والطحينة»، واتسمت علاقة الأبنودى وجاهين بالقوة، حيث كان جاهين أحد مكتشفى الأبنودى، وقدمه للرأى العام.

{long_qoute_1}

وفى رأى الناقد الفنى طارق الشناوى أن صلاح جاهين وسيد مكاوى والأبنودى، هم من ساهموا فى صناعة الضمير الوجدانى المصرى المتعلق بالفنون الشعبية، فيقول: «الجانب الشعبى عندهم كان واضحاً فى نغماتهم وكتاباتهم، فكانت دائرة تواصلهم مع الشعب أكثر من تواصلهم مع النخبة»، ويتابع: «اتسمت نغمات سيد مكاوى بالشعبية، مما جعلها قريبة من قلوب المصريين وتعلقوا بها، وحفظوا منها العديد»، مواصلاً كلامه: «كان هناك اختلاف واضح بين نغمات الأبنودى وصلاح جاهين، وطريقة اختيارهما للمفردات وطريقة إلقائها أيضاً، وذلك يرجع لاختلاف البيئة والثقافة، حيث ولد الأبنودى بمحافظة قنا فى جنوب الصعيد، بينما ولد صلاح جاهين بمنطقة شبرا بالقاهرة»، معبراً من وجهة نظره عن العلاقة بين سيد مكاوى وصلاح جاهين بأنها «أخوة بل توأمة، إذ كانا روحاً واحدة لا تفترق»، وذلك على حد تعبيره، إذ كانت تربطهما أعمال فنية كثيرة، مضيفاً: «العلاقة بين الأبنودى وسيد مكاوى اختلفت كثيراً عن علاقة الأخير بصلاح جاهين، فقد جمعت بين الأبنودى ومكاوى صداقة يمكن وصفها بغير الحميمية»، منهياً حديثه بقوله: «ظهر العداء واضحاً بين الأبنودى وكل من أحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب، ولكنه لم يظهر أبداً بينه وبين سيد مكاوى وصلاح جاهين».

{long_qoute_2}

ومن جانبه تحدّث زين نصار، المؤرخ الموسيقى، عن علاقة سيد مكاوى وصلاح جاهين، قائلاً: «وجد سيد مكاوى عند صلاح جاهين فكراً جديداً وأسلوباً مختلفاً للتعبير، وذلك ما دفعه للتعاون معه فى أعمال فنية كثيرة، إذ وجد فيه اختلافاً كبيراً بينه وبين غيره فى مجال الغناء»، متابعاً: «من أشهر أعمالهم معاً أوبريت الليلة الكبيرة فى مسرح العرائس، والذى نال الإعجاب الشديد من الجمهور»، مضيفاً: «الأبنودى كان أقل تواصلاً مع سيد مكاوى، حيث اتفق أكثر مع بليغ حمدى وكمال الطويل، وذلك لتشابهه معهما أكثر من سيد مكاوى»، ويختتم كلامه بقوله: «سيد مكاوى بيئة شعبية متكاملة، قام بأداء أغان دينية وريفية، واستمع إلى كبار المشايخ، وإلى كثير من الأسطوانات». ويقول محمد توفيق، الكاتب الصحفى، عند حديثه عن علاقة عبدالرحمن الأبنودى وصلاح جاهين: «صلاح جاهين أحد مكتشفى الأبنودى، ويوجد فارق عمرى بينهما يقدر بـ8 سنوات، وهو أول من نشر قصيدة للأبنودى فى مجلة صباح الخير»، ويتابع بقوله: «فى الستينات أنشأ جاهين دار نشر، لتنشر ديوان الأرض والعيال للأبنودى»، مضيفاً: «استمرت الصداقة بين الأبنودى وجاهين طويلاً، ولكن حدث خلاف بينهما فى السبعينات بسبب قصيدة كتبها صلاح جاهين، ولكن لم يدم الخلاف طويلاً، فطيبة صلاح جاهين جعلته يمحو الخلاف بعزومة الأبنودى عنده فى جريدة الأهرام، وبالفعل زال الخلاف ورجعت الصداقة من جديد»، يواصل «توفيق»: «الأبنودى وسيد مكاوى كان بينهما صداقة عادية وليست قوية كالتى ربطت بينه وبين صلاح جاهين»، وينتقل لحديثه عن علاقة جاهين ومكاوى، فيقول: «علاقة صلاح جاهين وسيد مكاوى كان يطلق عليها علاقة العسل والطحينة، لقوة ترابطهما وصداقتهما التى جمعتهما فى كثير من الأعمال الغنائية».

«الأبنودى وجاهين تركا بصمة واضحة فى مجالى الشعر والأغنية»، بتلك الكلمات بدأ الكاتب الصحفى والمؤرخ صلاح عيسى، حديثه عن الأبنودى وجاهين وطبيعة العلاقة بينهما، فيقول: «هناك مشتركات تجمع بين الأبنودى وجاهين ومكاوى، فكان صلاح جاهين من طلائع شعراء الجيل الثانى، بينما الأبنودى كان من طلائع شعراء الجيل الثالث»، موضحاً: «صلاح جاهين هو أول من قدم الأبنودى للرأى العام، وكان سبباً فى هجرة الأبنودى من الصعيد والانتقال إلى القاهرة، واتصفت العلاقة بين جاهين والأبنودى بالقوة، وتأثر الأبنودى بصلاح جاهين كثيراً»، موضحاً أن الأبنودى لم يهتم بالغناء إلا بعد انتشاره بين الناس وعمل مدرسة لهذا اللون من الغناء، وكان جاهين السبب الرئيسى فى ذلك، منتقلاً للحديث عن سيد مكاوى، قائلاً: «سيد مكاوى رمز للتراث الشعبى، حيث كان ينتمى لمدرسة قريبة لهذا اللون الغنائى، وتأثر بالأجيال السابقة له فى مجالى الغناء والتلحين».


مواضيع متعلقة