إرهاصات عن «قصف سوريا» و«قمة الظهران»
- أراضى الدولة
- أزمة السياسية
- أسلحة الكيماوية
- أسلحة دمار شامل
- أمين عام الجامعة العربية
- إعداد قانون
- إقامة منطقة عازلة
- استثمارات جديدة
- الأجواء السورية
- آلية
- أراضى الدولة
- أزمة السياسية
- أسلحة الكيماوية
- أسلحة دمار شامل
- أمين عام الجامعة العربية
- إعداد قانون
- إقامة منطقة عازلة
- استثمارات جديدة
- الأجواء السورية
- آلية
كان مقدراً أن يكون مقال اليوم (إشكاليات تسوية الأزمة السياسية فى ليبيا «5»)، ختاماً لملف «ليبيا، والأمن القومى المصرى»، لكننى اضطررت لتأجيله، تسجيلاً لبعض الإرهاصات المتعلقة بقصف سوريا والقمة العربية بالظهران.
كلمة الرئيس فى القمة كانت توصيفاً مريراً لواقع عربى مخزٍ، استنكر فيها ما تقوم به دول المحور الثلاثى «روسيا، إيران، تركيا» من تسويات سياسية تتعلق بالمنطقة، دون مشاركة عربية، فمصير شعوبنا صار رهناً بتوازنات القوى، ولعبة الأمم.. احتلال تركيا لأراضٍ سورية وعراقية، وتوسيع إيران لمناطق نفوذها، فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وتورط بعض الأشقاء العرب فى دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية، تفرض استصراخ النخوة والتضامن العربى، الذى حقق نصر أكتوبر 1973.. العرب جمدوا المبادرة المصرية بإنشاء قوات الدفاع المشترك، التى طُرحت فى شرم الشيخ، ولو تم تنفيذها ما اجترأت علينا القوى الإقليمية، ولوضعت فى حساباتها عناصر القوة العربية، العسكرية والاقتصادية، خاصة استثماراتنا وودائعنا بالخارج.. التدنى العربى بلغ مرحلة لم تعد تحتمل غير المصارحة، حتى لو غضب البعض.
القمة انعقدت بعد ساعات من القصف الأمريكى، البريطانى، الفرنسى، على سوريا، خلفياتها جد مخجلة؛ فهى عقاب للجيش السورى على استرجاع الغوطة الشرقية، التى تمترس فيها نحو خمسين ألف مسلح محتجزين نصف مليون مدنى.. «تميم» و«بن سلمان» تزامنت زيارتهما لواشنطن، وذلك قبل أربعة أيام من القصف، الأخير أعلن عن 200 مليار دولار استثمارات جديدة للمملكة بالولايات المتحدة، التمويل الخليجى للقصف تجاوز مرحلة الشائعات، فالداعمون للتنظيمات المسلحة المنهزمة لا يريدون للنظام السورى الخروج منتصراً.. الطائرات المهاجمة انطلقت من قواعد «العديد» فى قطر و«أبوظبى» بالإمارات و«السلطى» بالأردن، بنفس توقيت انطلاقها من «إنجرليك» التركية و«أكروتيرى» بقبرص، ومجلس التعاون الخليجى سارع بتأييد القصف.. أما آن لنا أن نتوارى خجلاً من أنفسنا؟!.
انعقدت القمة بمشاركة فايز السراج، وهو لا يسيطر سوى على معسكر بوستة، حيث يقيم، داخل قاعدة طرابلس البحرية، تحت حماية البحرية الغربية، بينما غابت الحكومة السورية التى تسيطر على قرابة 75% من أراضى الدولة.. الخليج تبنى تجميد مقعدها خلال قمة بغداد 2012، باعتبار نظام بشار «غير شرعى»، ومنحه للائتلاف الوطنى لقوى الثورة السورية فى قمة الدوحة 2013.. إجراء غير مسبوق، يتناقض مع كونها جامعة للحكومات، لا للشعوب، ولا للمعارضات، حتى ولو كانت شرعية، فما بالك وهى مسلحة، مدعومة خارجياً، وتؤدى دوراً ضمن مؤامرة الخريف العربى؟!.. صمود النظام أجبرهم على التراجع عن قرار الدوحة، لكنهم تمسكوا بقرار بغداد.
مصر تبذل جهوداً حثيثة لعودة سوريا لمقعدها؛ حتى يتسنى تحريرها من النفوذ الإيرانى، وإدماجها بالحل السياسى، تؤيدها العراق، الجزائر، سلطنة عمان، تونس، لبنان، والأردن، لكن أمين عام الجامعة العربية لا يود إغضاب الخليج، خاصة بعد التهديدات السعودية، فتعلل بأن تعليق عضوية سوريا تم بالإجماع، وبالتالى فإن عودتها تتطلب الإجماع، رغم أن تجميد عضوية مصر بعد اتفاق كامب ديفيد لم يكن بالإجماع، ما يعنى أن المسألة مزاجية.. اختيار توقيت فبركة أزمة كيماوى الغوطة، والقصف الصاروخى كان مسيئاً، يطرح الشكوك، ويثير الشبهات، لكنه قطع الطريق أمام أى مبادرة لإثارة الموضوع بالقمة.. الجامعة، أو أى من دولها، لم تحرك ساكناً، عندما اعترف تونى بلير، رئيس حكومة بريطانيا السابق، بعدم وجود أسلحة دمار شامل فى العراق أو فى ليبيا، وأن العدوان قد بُنى على أكاذيب، وها هى نفس آلية الاتهام غير المؤسس تتكرر من جديد، وقبل إجراء أى تحقيقات، خرج البند 14 من البيان الختامى للقمة ليدين استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية.. نفس السيناريو مرشح للتكرار عندما يحرر الجيش السورى جنوب دمشق من آخر وجود للدواعش، قبل التوجه لإدلب.. أى خزى يعتادنا جميعاً؟!.
الحصار الذى فُرِض على النظام السورى كان محكماً، بعض العرب مُقاطع، والآخر متورط، حتى انحسر فى أقل من 40% من مساحة الدولة، وأصبح على وشك السقوط، ما فرض اللجوء لروسيا، رغم أنها ليست الحليف الأمثل، لم تستطع الحرب برجالها، فى مواجهات تتجاوز قدرات الجيش السورى، فتعاونت مع حليفتها إيران، وحزب الله.. محاولاتها للوصول لمياه المتوسط الدافئة كانت تجهضها تركيا، 13 حرباً خاضتها ضد الدولة العثمانية، آخرها الحرب العالمية الأولى، لكنها فشلت، تحالف موسكو مع إيران وتركيا حقق حلمها، وأسس قواعد ثابتة فى طرطوس وحميميم، ودور سياسى رئيسى فى رسم سياسات المنطقة، وتوزيع مناطق النفوذ.. تركيا أسقطت المقاتلة الروسية «سوخوى 24»، واغتالت سفيرها بأنقرة، وسرعان ما تصالحتا، موسكو استقبلت خلوصى آكار، رئيس هيئة الأركان، وهاكان فيدان، رئيس المخابرات، قبل أيام من انطلاق عملية «غصن الزيتون» فى عفرين، بعدها سحبت موسكو مراقبيها، وسمحت للمقاتلات التركية باختراق الأجواء السورية.. إسرائيل قصفت مطار التيفور العسكرى بريف حمص 9 أبريل، فوقفت روسيا متفرجة.. وعبرت 110 صواريخ أمريكية فوق دفاعاتها الجوية القادرة على ابتلاعها، لكنها تركت الدفاع الجوى السورى بقدراته المحدودة فى مواجهتها.. السياسة الروسية تنحصر فى المصالح، وتتصف بالخذلان.. لا تلوموا سوريا يا عرب إذا اضطرت لتحالفات كتلك، فنحن الملومون.
الاستثمارات الأجنبية التى تدفقت على تركيا منذ حكم الإخوان «العدالة والتنمية» 2002، بلغت 191 مليار دولار، نسبة الخليجية منها قرابة 30%، ما يعنى أنها مرتكز لأمنها القومى، مجرد التلويح بها يفرض احترام العرب، وعدم المساس بمصالحهم، لكن الاستسلام أطلق يدها لإعادة ترتيب الأوضاع شمال سوريا والعراق.. أمريكا طبعت علاقاتها بها منتصف فبراير، أقرت بحقها فى تأمين حدودها، وتجاوز حدود الدول المجاورة، لاتخاذ إجراءات عسكرية ووضع الترتيبات اللازمة لتأمين أراضيها، وإقامة منطقة عازلة داخل سوريا، واشنطن أعادت تركيا للناتو، بعد أن تصورت روسيا أنها حققت بأنقرة اختراقاً للحلف.. أمريكا نسقت مع أنقرة بشأن القصف، على مستوى رئاستى الدولتين والأركان، ولم تمانع فى قيامها بإعداد قانون التجنيد الإجبارى للسوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و42 عاماً، الموجودين على أراضيها، لتتمدد بالمنطقة، اعتماداً على أبنائها.. أى مصيبة تلك؟! وأى عار لحق بنا؟!
قصف سوريا حجّم الدور الروسى، وخلخل المحور الثلاثى، إنهاء ملف الغوطة يشجع دمشق على استعادة باقى المناطق، بما فيها شرق الفرات، حيث توجد القوات الأمريكية، ما يفسر إصرار «ترامب» على الانسحاب، تجنباً للصدام، نتفهم معارضة كبار قادته العسكريين، وفريق الأمن القومى، لكننا مندهشون من تمنى ولى العهد السعودى على «ترامب» إعادة النظر بالقرار، بعد تهديده لهم بأنهم دون أمريكا لن يستمروا فى مواقعهم، وسيضطرون للتخلى عن نمط حياتهم المترفة.. أى رحمة من الله تكفينا، لنحتمل كل هذا البلاء؟!.
- أراضى الدولة
- أزمة السياسية
- أسلحة الكيماوية
- أسلحة دمار شامل
- أمين عام الجامعة العربية
- إعداد قانون
- إقامة منطقة عازلة
- استثمارات جديدة
- الأجواء السورية
- آلية
- أراضى الدولة
- أزمة السياسية
- أسلحة الكيماوية
- أسلحة دمار شامل
- أمين عام الجامعة العربية
- إعداد قانون
- إقامة منطقة عازلة
- استثمارات جديدة
- الأجواء السورية
- آلية