كرداسة من «غزو الكويت» إلى «غزو الإرهابيين»

كرداسة من «غزو الكويت» إلى «غزو الإرهابيين»
لا شىء يأتى من الغرب يسر القلب، مثل ينطبق إلى حد بعيد على حال البازارات السياحية بمنطقة كرداسة التى منيت بالعديد من الخسائر والتى بدأت قبل وقت طويل، تحديدا مع غزو الكويت، وامتدت منذ هذا التاريخ، حتى يومنا هذا، حيث تدهورت الأمور من سيئ لأسوأ، حتى انتهى الأمر بالبازارات التى كانت تمتد على طول الشارع السياحى إلى التقلص واقتصار عددها على 3 بازارات يعانى أصحابها من ضيق المعيشة وتدهور الأحوال.
الحاج حنفى سليمان، صاحب أحد البازارات بالمنطقة، لم يتخيل فى أسوأ كوابيسه، حين افتتحه عام 1985، أن تتدهور الأحوال إلى هذا الحد، الرجل الذى يقطن خارج نطاق كرداسة لم يذهب إلى محله منذ بدء الأحداث الخميس الماضى، حتى اليوم، وقبل ذلك لم يكن ذهابه إلى المنطقة إلا مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع، فحركة البيع والشراء متوقفة تماما، والحال من سيئ لأسوأ: «الحركة مش واقفة من ساعة اقتحام القسم بس، دى واقفة من قبله، من ساعة 25 يناير، مفيش سياحة خالص، وقبلها الأحوال مكانتش أحسن، بسبب غزو الكويت وحرب العراق، وتدهور الأحوال فى الدول العربية ككل».
المحل الذى يشترك فى ملكيته اثنان لم يعد يدر أى دخل: «إحنا بنقدم كشوف الضرايب بتبين قد إيه إحنا خسرانين، المحل مابيجيبش مصاريفه، فلوس المواصلات منه وليه بدفعها من جيبى» يتابع الرجل الأحداث من خلال شاشات التليفزيون، يخاف كغيره من المواطنين الاقتراب من كرداسة، خاصة بعد أن قام ببيع سيارته الخاصة بعد الخسائر المتوالية التى منيت بها السياحة بشكل عام، وكرداسة بشكل خاص.
«بنطلب من ربنا يهدى الناس والبلد تهدا وتستقر، السايح هاييجى إزاى وفيه توتر، السايح عاوز ييجى عشان يروح هنا ولا هنا بحرية وهو شايف الدنيا مستقرة» ببساطة يلخص الرجل الكهل ما يجب أن يكون لأجل عودة السياحة، سنوات طويلة قضاها بالعمل بالمنطقة، يرى أن أفضلها كان فى فترة الثمانينات، حين كان العرب فى عزهم، مؤكدا أن السائحين الذين يزورون كرداسة من العرب فى المقام الأول لتقديرهم للعباءات والسجاد والكليم والمشغولات، التى يتم إنتاجها محليا فى كرداسة.