سوريا تتجاوز «العدوان الثلاثى» وتستعد لمعركة «جنوب دمشق».. ودول القصف تعود للدبلوماسية

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

سوريا تتجاوز «العدوان الثلاثى» وتستعد لمعركة «جنوب دمشق».. ودول القصف تعود للدبلوماسية

سوريا تتجاوز «العدوان الثلاثى» وتستعد لمعركة «جنوب دمشق».. ودول القصف تعود للدبلوماسية

بعد ساعات من الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية على سوريا التى وقعت فجر أمس، تقدمت الدول الثلاث إلى شركائها الـ 12 الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى بمشروع قرار يتضمن إنشاء آلية تحقيق جديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية، فى الوقت الذى تجاوزت فيه «دمشق» -فيما يبدو- آثار العدوان الثلاثى لتستعد لبسط سيطرتها على باقى مناطق جنوب دمشق، عقب إعلان تحرير «الغوطة الشرقية» بالكامل.

وقال مسئول عسكرى سورى، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الوطن»، إن «الضربات الأمريكية البريطانية الفرنسية لم يكن لها تأثير على الإطلاق، واليوم أعلنا تحرير منطقة الغوطة الشرقية بالكامل من المجموعات الإرهابية والمسلحة».

وأضاف المسئول العسكرى: «الآن ستكون المرحلة المقبلة هى مرحلة تأمين العاصمة ومحيطها بالكامل من تلك الجماعات الإرهابية، وهى بالنسبة لخططنا حجر زاوية للانطلاق إلى مناطق أخرى ومن بينها القلمون وإدلب». وتابع: «عام 2018 بالنسبة لنا هو عام استعادة الغوطة الشرقية وقد تم، وتأمين العاصمة، واستعادة إدلب».

{long_qoute_1}

وقال العميد المتقاعد بالجيش السورى تركى الحسن، فى اتصال لـ«الوطن»، إنه «بعد الانتهاء من تحرير مدينة الغوطة الشرقية بالكامل من الإرهاب والمجموعات المسلحة، فإن الاتجاه سيكون مباشرة إلى مناطق جنوب العاصمة، وهى مناطق بيت سحم وباب ببيلا وقسم من السيدة زينب ثم هناك مخيم اليرموك والحجر الأسود، وأعتقد أن العملية الأولى الآن التى تتجه القوات الحكومية السورية إليها هى تحرير جنوب دمشق مباشرة».

وأضاف الباحث والخبير الاستراتيجى السورى: «هناك بعد جنوب العاصمة أولويات وفى تقديرى يمكن الذهاب نحو القلمون، ثم بعد ذلك يكون الذهاب باتجاه إدلب، لا بد أولاً من إنهاء كل الإرهاب حول العاصمة أو ما نطلق عليه فى دمشق أن الغوطة الشرقية انتهت، فنتجه نحو جزء من الغوطة الغربية، لتأمين العاصمة بشكل نهائى».

وتابع: «أعتقد أن هذه العملية فى جنوب دمشق لن تطول، لأن هناك البلدات الأربع الأولى تطلب تسوية بدون معركة، أما فى منطقة اليرموك أو مخيم اليرموك والحجر الأسود، فيوجد بهما الفصيلان الأخطر وهما تنظيم داعش الإرهابى وتنظيم جبهة النصرة أو القاعدة، سيعرض أولاً إجراء تسوية دون معركة وهذا مرجح فى المناطق الأربع، وفى مخيم اليرموك والحجر الأسود ستعرض تسوية، وإذا تم الرفض وهو احتمال كبير من قبل داعش والنصرة ستكون هناك معركة». من جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان من «وقوع كارثة إنسانية» فى مدينة «إدلب» السورية التى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتى قد تكون الهدف التالى للجيش السورى، على حد قوله، وفق ما نقلت قناة «سكاى نيوز».

وحول مشروع القرار المقدم إلى «مجلس الأمن الدولى» من قبل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، يدعو مشروع القرار المشترك أيضاً إلى إيصال المساعدات الإنسانية وبدء محادثات سلام سورية برعاية الأمم المتحدة.

وتشير هذه الخطوة إلى سعى الغرب للعودة إلى الدبلوماسية بعد توجيهه ضربات لليلة واحدة إلى مواقع، قال إنها مرتبطة بالبرنامج الكيميائى السورى، وفق ما ذكرت وكالة أنباء «فرانس برس». وهذه هى المرة الأولى التى يتم فيها اقتراح مشروع قرار داخل مجلس الأمن يجمع الجوانب الكيميائية والإنسانية والسياسية للنزاع السورى المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

وقالت مصادر دبلوماسية إن المفاوضات حول النص يفترض أن تبدأ، غدًا، ولم يتم حتى الآن تحديد موعد للتصويت على النص، لأن «باريس» تريد إعطاء الوقت لإجراء «مفاوضات حقيقية»، وفق ما أوضح أحد الدبلوماسيين.

فيما قال دبلوماسى طلب عدم الكشف عن اسمه إن الهدف «ليس تغيير معادلات» ولا «تجميع» نصوص موجودة أصلاً، بل البرهنة على أن التدخل العسكرى الغربى فى سوريا هو «فى خدمة استراتيجية سياسية».

ويدين مشروع القرار «بأشد العبارات أى لجوء إلى الأسلحة الكيميائية فى سوريا وخصوصاً هجوم السابع من أبريل فى دوما». كما يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، فى الوقت الذى تنفى فيه «دمشق» الاتهامات الموجهة لها باستخدام الكيميائى فى منطقة «دوما» بالغوطة الشرقية القريبة من العاصمة «دمشق».


مواضيع متعلقة