كواليس أول قمة عربية: الملك عبدالله وقّع بـ"الروب" وقلم هدية للملوك

كتب: سلوى الزغبي

كواليس أول قمة عربية: الملك عبدالله وقّع بـ"الروب" وقلم هدية للملوك

كواليس أول قمة عربية: الملك عبدالله وقّع بـ"الروب" وقلم هدية للملوك

"كواليس" عدة تقف خلف حدث يذكره التاريخ كل عام منذ 73 عامًا، حين انعقدت أول قمة عربية تشهدها المنطقة في مدينة أنشاص بمحافظة الشرقية، وعُرفت باسم "قمة أنشاص"، حيث شاركت فيها 7 دول فقط هي الدول المؤسسة للجامعة العربية، وكان موضوعها الأساسي وقف العدوان على فلسطين والدعوة لتحرير الدول العربية من الاستعمار.

واليوم تنعقد القمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين بالمملكة العربية السعودية.

اقترح تنفيذها كريم ثابت، المستشار الصحفي للملك فاروق، وأقنع بها الأخير، حسب ما أورد في كتابه "10 سنوات مع فاروق"، وذكر كواليس انعقادها حيث أسرع فاروق في تنفيذ فكرة تجميع الدول العربية في مصر وأنه حلقة وصل بين المختلفين، وأرسل عبدالعزيز بدر، الأمين الأول في القصر، في زيارة خاطفة إلى العواصم العربية بالطائرة الملكية الخاصة، ليوجه دعوة باسمه إلى ملوك العرب ورؤسائهم، فيما عدا اليمن لبعدها وصعوبة مواصلاتها، فيتم الاتصال بالملك لاسلكيًا، وتم تعيين موعد 26 مايو 1946 موعدًا لبداية الاجتماع على أن يدوم 3 أيام.

الطائرات التي أقلت المدعوين هبطت بهم في مطار "بلبيس" وهو أقرب مطار إلى "أنشاص"، ورتب فاروق كل شيء دون أن يخبر الحكومة التي يرأسها إسماعيل صدقي، وكان الملك عبدالله أول مَن قَبِل الدعوة، ورحب بها الملك عبدالعزيز وأثنى فكرة الاجتماع واعتذر عن عدم الحضور بنفسه بسبب حالته الصحية، وأناب عنه الأمير سعود ولي العهد آنذاك، وأراد أمير العراق عبد الأله تأجيل الموعد بضعة أيام لوجود عذر قاهر، لكن لم يرد فارق ذلك وبعد اتصالات عربية نجح الملك عبدالله والشيخ بشارة الخوري، رئيس لبنان، في إقناع الأمير بقبول الموعد الذي يريده فاروق.

لم يكن الصحفيين مسموح لهم بالدخول، حسب "كريم ثابت"، وكان الأمير سعود أول مَن وصل إلى أنشاص، وكان الجلوس على المائدة بالترتيب الهجائي للدول العربية، وأقيمت بعد ظهر يوم الاستقبال حفلة شاي على ظهر الذهبية "إستار" وكانت راسية على مقربة من السراي، وعادو إلى السراي مشيًا.

أمر الملك فاروق أن يوضع أمام مكان كل واحد من ضيوفه في حجرة الجلسات "قلم حبر" نقش على غطائه الذهبي اسم أنشاص، وإلى جانبه تاريخ الاجتماع، ولما علم بعد سفر الأمير عبدالإله أن نسي قلمه أمر بإرساله إليه ليحتفظ به تذكارًا لهذه المناسبة التاريخية.

أول ميثاق أمضي بـ"الروب دي شامبر"، هكذا قال "المستشار الصحفي لفاروق"، ففي اليوم الأخير من الاجتماع لم تعط "مسودة" الميثاق للخطاطين إلا في السهرة، فكان من الطبيعي أن يتأخروا في إنجاز مهمتهم وشعر الملك عبدالله، ملك الأردن، بالنعاس فاتفق مع فاروق وسائر المجتمعين على أن يأذنوا له بالذهاب إلى فراشه وخصوصا أنه سيسافر في ساعة مبكرة من الصباح وقال انه سميضي الميثاق عندما يستيقظ، وكانت الساعة قاربت من الثانية صباحا حيث انتهى الخطاطون من إعداد النسخة الرسمية النهائية للميثاق فدعا فاروق المجتمعين إلى إمضائها وتبودلت التهاني، وذهب فاروق وأيقظ المللك عبدالله وجلس وأمضى الميثاق وهو مرتدي "الروب دي شامبر".


مواضيع متعلقة