إزالات طريق «الكباش» بالأقصر تفجر أزمة مع الكنيسة

كتب: مصطفى رحومة

إزالات طريق «الكباش» بالأقصر تفجر أزمة مع الكنيسة

إزالات طريق «الكباش» بالأقصر تفجر أزمة مع الكنيسة

اصطدمت حملة الإزالات التى تنوى الحكومة تنفيذها فى الأقصر لإتمام مشروع إعادة إحياء طريق «الكباش» الفرعونى، بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التى تعقد اجتماعاً غداً الاثنين مع المسئولين فى الدولة لبحث اعتراضها على المساس بكنيسة العذراء التى تصفها بـ«الأثرية»، رغم إعلان الطائفة الإنجيلية التوصل لاتفاق مع الجهات المسئولة يتضمن إزالة كنيستها بالأقصر من أجل إتمام المشروع.

ويربط طريق «الكباش» معبدى الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وتبلغ ميزانيته أكثر من 500 مليون جنيه، وظهرت فكرته عام 2005، لتحويل الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح، إلا أنه اصطدم بعدد من العراقيل منعت استكماله رغم أهميته السياحية، ثم عاد الحديث عنه العام الماضى بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وباشتراك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى بدأت فى تنفيذ المشروع، قبل أن يصطدم تخطيطه مع وجود بعض الكنائس التى يتطلب تنفيذ الطريق إزالتها. {left_qoute_1}

وقال القس الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، لـ«الوطن»، إن الطائفة مؤيدة لخطة الدولة فى التنمية، ومن ضمنها إحياء طريق «الكباش»، مشيراً إلى أن الجهات المعنية تواصلت مع الطائفة وتم التوصل لاتفاق يقضى ببناء كنيسة إنجيلية جديدة، ويتم بعدها تسليم مبنى الكنيسة الإنجيلية الواقع على طريق الكباش لإزالته من أجل إتمام الطريق.

من جانبها، اعترضت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، منتصف الأسبوع الماضى على هدم السور الحجرى الخاص بالطريق بجوار الكنيسة خوفاً من تأثير الأعمال الإنشائية على مبنى الكنيسة، وطلبت من المسئولين عدم استخدام الحفار وهدم السور بالطريقة اليدوية وهو ما تمت الاستجابة له، قبل أن تصطدم الكنيسة مع الدولة مجدداً بعد تردد أنباء عن إزالة أجزاء من الكنيسة الأثرية، رغم أن الكنيسة وافقت على هدم جزء من ملحقات الكنيسة عام 2010 تشمل مبنى خدمات ومبنى كنسياً بمساحة 600 متر.

وتواصلت «الوطن» مع القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، للرد على ما تردد، فطلب الرجوع إلى إيبارشية الأقصر قبل التعليق، فيما كشف مصدر كنسى، عن عقد اجتماع غداً الاثنين بين ممثلين عن إيبارشية الأقصر التى يتولى خدمتها الأنبا يوساب الأسقف العام بالكنيسة، ووزير الآثار خالد العنانى ومحافظ الأقصر محمد بدر، وعدد من القيادات الرسمية والأمنية لبحث الأزمة، حيث تطالب الدولة بإجراء بعض الإزالات فى كنيسة العذراء لفتح الرؤية البصرية للسياح داخل الطريق ومشاهدته بالكامل، وهو ما ترفضه الكنيسة بحجة أن الكنيسة أثرية والأجزاء التى تطالب الدولة بإزالتها يقع أسفلها أجساد بعض القديسين.

فى سياق متصل، قام خالد العنانى، وزير الآثار، يرافقه اللواء كامل الوزيرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومحمد بدر محافظ الأقصر، بزيارة المشروع الذى تم الانتهاء من مرحلته الأولى، الأسبوع الماضى، فيما لم يصدر قرار رسمى حتى الآن بخصوص كنيسة العذراء الأثرية من أجل حل الأزمة ودياً.

وأكد محمد بدر، محافظ الأقصر، أن مشروع إعادة إحياء طريق الكباش من أهم المشروعات التى تتم على أرض الأقصر ويجرى المضىّ قدماً لإنهائه قريباً، مضيفاً أنه حتى الآن لم يصدر قرار نهائى حول كنيسة العذراء، وتنتظر المحافظة نتيجة الاجتماع للوصول إلى صيغة وآلية توافقية ترضى جميع الأطراف.

من ناحية أخرى، أكد عدد من المسئولين بوزارة الآثار عدم تسجيل كنيسة العذراء الواقعة بجوار طريق الكباش ضمن الآثار القبطية، رغم تصريحات مسئولين كنسيين أن عمرها يتخطى 115 عاماً، وأرسل بعض أقباط الأقصر استغاثات لرئيس الجمهورية لطلب عدم المساس بالكنيسة وطالبوا بالبحث عن حلول تحافظ على كيان الكنيسة، فيما دشن البعض الآخر حملات على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان: «لا لهدم كاتدرائية العذراء مريم الأثرية بالأقصر».

من جانبه، علق الدكتور لؤى سعيد، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، على الأزمة بالقول: «هناك شروط لتسجيل الأثر، منها أن يكون المبنى أثرياً فعلاً وله قيمة أثرية، أو أن يتم تسجيلها ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، والواقع أن ثلثى الآثار القبطية فى مصر غير مسجلة، وهذه إشكالية، لأنه لا ينطبق عليها قانون الآثار، لأن المبانى المسجلة فى وزارة الآثار لا تستطيع أى جهة فى الدولة أن تزيلها ويعاقب مرتكبها حتى لو كان الوزير شخصياً بالسجن».

وتابع «سعيد»، لـ«الوطن»: «أما فى حالة كنيسة العذراء فالسلطة الكنسية تقول إنها أثرية، ونحن لا نستطيع أن نتأكد من ذلك إلا عبر قيام وزارة الآثار بتشكيل لجنة فنية للتأكد من أثريتها من عدمها، وتحسم الأمر، فحتى لو كانت الكنيسة غير مسجلة ولديها ما يثبت أثريتها فستبدأ الوزارة فى تسجيلها، أما إذا ثبت أنها ليس لها قيمة أثرية فسيتم حسم الأمر».

وقال «سعيد» إن الكنيسة لو كانت أثرية وتمت إزالتها ستصبح كارثة لأن مشروع إحياء طريق الكباش ليس قومياً ولكنه إحياء لطريق قديم، ووجود كنيسة أثرية فى المنطقة سيضفى أهمية ويخدم المشروع ولن يضره أو يعيقه.


مواضيع متعلقة