"العدوان الثلاثي" ضد مصر وسوريا.. مفارقات استدعاء التعبير بعد 62 عاما

"العدوان الثلاثي" ضد مصر وسوريا.. مفارقات استدعاء التعبير بعد 62 عاما
- العدوان الثلاثي
- العدوان الثلاثي على سوريا
- سوريا
- أمريكا
- ترامب
- ضربة عسكرية
- روسيا
- الهجوم الكيميائي على الغوطة
- الهجوم الكيماوي على الغوطة
- العدوان الثلاثي
- العدوان الثلاثي على سوريا
- سوريا
- أمريكا
- ترامب
- ضربة عسكرية
- روسيا
- الهجوم الكيميائي على الغوطة
- الهجوم الكيماوي على الغوطة
"العدوان الثلاثي"، المصطلح الذي أطلق على العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على سوريا فجر اليوم السبت، فور بدءها، وهو اللفظ المُستدعى منذ 62 عامًا، حيث أُطلق على تلك الحملة العسكرية ضد مصر.
سببان الأول مادي مباشر والآخر سياسي بحت هما وراء إطلاق التسمية نفسها على الغارتين، يشير إلى ذلك دكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديثه لـ"الوطن"، ففي 29 أكتوبر 1956 شنت ثلاث دول (بريطانيا ـ فرنسا ـ إسرائيل) عدوانها على مصر والذي تشابه من الناحية الرقمية مع العدوان ضد سوريا اليوم والذي نفذته أول بلدين أيضًا وحلت الولايات المتحدة الأمريكية محل إسرائيل.
البُعد السياسي متقارب كذلك بين العدوانين فبينما كان مبرر العدوان على مصر تأمين قناة السويس، كذلك في سوريا فإن المبرر هو استخدام أسلحة محرمة دوليًا حسب ما أعلن المشاركون في العملية العسكرية، وبالماضي اتخذت الدول الثلاث الإجراءات ذاتها تقريبًا ففي الحالتين قدمت الدولة الدلائل من وجهة نظرًا واتخذت الحكم بالعقاب ونفذته دون الرجوع إلى الأمم المتحدة ودون الاكتراث بالقانون الدولي، مع اختلاف احتلال جزء من الأراضي المصرية.
في العدوان الثلاثي على مصر حرضت إسرائيل الدول وتبنت بريطانيا الأمر وأقنعت فرنسا به، على أن تكون بريطانيا وفرنسا في مقدمة التحرك العسكري وتعمل إسرائيل على احتلال جزء من سيناء والسيطرة على قناة السويس، وكان هناك دول مؤيدة وأخرى معارضة، ونفس الأمرر تكرر بخلاف أن الولايات المتحدة الأمريكية حرضت بريطانيا وكانت الأخيرة مستعدة استعداد كامل للتماهي مع التحركات الأمريكية.
واعتبر "أبو طالب"، أن المفاجأة في هذه المرة هو مشاركة فرنسا والتي لا يوجد مبرر لديها للمشاركة ومشاركتها غير منطقية غير سعيه رئيسها إيمانويل ماكرون إلى استرضاء الولايات المتحدة، في حين يوجد ترابط عدواني مصيري بين بريطانيا وأمريكا، ومتماشي مع موقفهما ضد روسيا في قضية العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال الذي أصيب مع امرأة في مركز تسوق "ذا مالتينجس" بمنطقة "سالزبري" ببريطانيا، بمادة مجهولة، لإثبات أن روسيا تدافع عن نظام يستخدم نفس الأسلحةالكيمائية التي تستخدمها موسكو وبالتالي تفقد روسيا أي تقدير معنوي للوقوف أمام العدوان، حسب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم، القوات الأمريكية بتوجيه عدة ضربات دقيقة لمواقع عسكرية داخل سوريا قال إنها تحوي أسلحة كيماوية، وقالت تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا إنه لابديل عن استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، فيما أمر إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي قواته بشن ضربات على سوريا.
واستهدفت الضربات مستودعات للجيش في مدينة حمص، ومطار المزة ومركز البحوث في برزة بدمشق، كما أعلن "البنتاجون" أنهم أطلقوا من 100 إلى 120 صاروخا، وأشار التليفزيون السوري إلى أنهم أسقطوا 13 صاروخا في منطقة الكسوة.
فيما اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أن ضرب سوريا "إهانة لبوتين"، وأنها جاءت في الوقت الذي كان لدى سوريا فرصة للسلام.