"شم النسيم" منذ الفراعنة وحتى الآن.. الطقوس واحدة

كتب: صفية النجار

"شم النسيم" منذ الفراعنة وحتى الآن.. الطقوس واحدة

"شم النسيم" منذ الفراعنة وحتى الآن.. الطقوس واحدة

يحتفل المصريون اليوم بعيد شم النسيم كبداية لفصل الربيع، الذى يعود الاحتفال به إلى ما يزيد عن  4700 عام، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية.

وترجع تسميته إلى الكلمة الفرعونية "شمو" التي يرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، ثم أطلقوا على هذا العيد اسم "عيد شموش" وحُرف الاسم على مر الزمن، خاصة في العصر القبطى إلى "شم"، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.

والاحتفال بشم النسيم عند المصري القديم كان يبدأ بمهرجان شعبي مع طلوع شمس اليوم، وما زال المصريون يحافظون على تلك طقوس، حيث يقومون بعادات للاحتفال بهذا العيد لا تتغير من عام إلى عام، ومن أبرزها الخروج إلى المتنزهات والحدائق وتحضير الأطعمة، مثل تلوين البيض وتجهيز الرنجة والفسيخ والبصل والسردين.

وتوضح النقوش على المعابد أن المصري القديم تعود أن يبدأ صباح هذا اليوم بإهداء زوجته زهرة اللوتس، وكانوا يطلقون على هذا اليوم عيد الربيع ويحتفلو به رسميا، حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل للغروب مقتربا تدريجيا من قمة الهرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.

ويبدأ الفراعنة في الليلة الأولى بمظاهر الاحتفالات الدينية، التي عرفت بـ"ليلة الرؤية" التي تُعلن مولد الزمان، ثم يتحول العيد مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب حتى فرعون نفسه وكبار رجال الدولة.

ويخرج المحتفلون بعيد شم النسيم في جماعات إلى الحدائق والمتنزهات، ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، حاملين طعامهم وشرابهم، وتتزين الفتيات بعقود الياسمين ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، وتُقام حفلات الرقص على أنغام الناي والمزمار والقيثار، وتصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع.

وكان الفراعنة ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار، لتحظى ببركات الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، كما أن الفسيخ كان من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل، حيث كانوا يهتموا بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ.

وترتبط الأعياد عند الفراعنة دائما بالظواهر الفلكية، لذا احتفلوا بعيد الربيع في معاد الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في الـ25 من شهر برمهات، وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع بداية الربيع في الـ21 من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً.

 

 


مواضيع متعلقة