يوليو يعشق الربيع «17».. «حمقائي الجميلة»

وقابلت شخصًا أحبك قبلي، أراد أن يحذرني من خوض هذه المعركة مع عينيك الجامدتين، وقلبك الذي أوصد أبوابه أمام كل طارق، وقطع الطريق على كل ساعٍ للظفر بخصلة من شعرك.

قال أنه أحبك بشده.. فابتسمت، هو يعتقد أنه بمجرد الحب قد أوفاك حقك، فقلت له يا عزيزي هذه امرأة لا تُحَب؛ إنها مسألة رياضية معقدة، هل تتذكر الجمع والطرح، والضرب بمجرد النظر.. هكذا هي، تُعشق بمجرد النظر.

أخبرني أيضا أنه ظل يعاني من قسوتك ستة أشهر، فابتسمت أكثر؛ لأنه لم يوف حق الوقوع في شباك عينيك، لم يستطع الصبر على هجرانك سوى ستة أشهر، عاد بعدها للمارسة روتين حياته. هكذا يقدرونك! ها هم عشاقك أيتها «الحمقاء» الجميلة.

يخبرني أحدهم أنني أحببتك فوق قدرك، وأعطيتك أكبر من حجمك، فما عرف قدرك ولا مكانتك، لم يعرف أني جعلت منك ملكة على عرش عرش قلبي، وأنني خلدت ذكراك بالكتابة عنك، لا يعلم أني أحببتك كما يليق بك، وأنك لم تفعلي من أجلي القليل، لكنك فعلت الكثير من الأمور، لا لتحتفظي بي، بل لتبعديني عنك، وتتخلصي من ثرثرتي المزعجة عن العشق، وحكاياتي التي تفوق إدراكك عن الغرام.

هو فقط يعلم أني عشقتك حتى لم أعد أرى غيرك في الدنيا، ويلومني على الإسراف في مدحك وإعلاء قدرك، وهو يظن أن حبي لك يقابله حب منك، فما باله لو عرف كم أعاني جراء هذا العشق الذي لا حيلة لي فيه، أعاني مرضًا لا يوجد له دواء إلا بعينيك، أحتاج ترياقًا يكمن في صوتك، صوت الناي الذي تطرب له أذني.

اقترب الفجر.. وأنا في الثلث الأخير من الليل، لن أطلب من الله إلا أن يجمعني بك على النحو الذي يرضيه، وأن يزدني حبًا فيك وتعلقًا بك، وأن يقذف حبي في قلبك كما قذف حبك في قلبي، فصرتِ حديثي وأنفاسي، وجريت مع دمائي، وسكنت شراييني.