تمثيل طالب وسيناريو وحوار معلم.. "مسرحة المناهج" أسلوب شرح لا يُنسى
تمثيل طالب وسيناريو وحوار معلم.. "مسرحة المناهج" أسلوب شرح لا يُنسى
ما لا يُفهم بالشرح يستوعبه الطلاب بـ"مسرحة المناهج"، ذلك النهج المتبع بعدد من مدارس محافظة الشرقية وأثبت جدواها مع طلابها، وهو ارتباط المواد الدراسية بالنشاط المسرحي، لتسهيل تحصيل الطلاب للدروس في المواد المختلفة التي تشكّل عائقًا بالنسبة إليهم، ويكون أبطالها من ذوي المواهب.
مشهد لا يتم دقائقه الأربعة، يُلخص درسًا نحويًا صَعُب على طلاب الصف السادس الابتدائي بمدرسة الجهاد بمحافظة الشرقية فهمه، وكان دور أخصائي الصحافة والإعلام المتخصص في التربية المسرحية، بتوصيل الدرس إلى عقولهم من خلال تجسيده على يد طلاب يؤدون أدوار القاضي ومستشاريه يجلسون على "دكة" على يمينهم "إن وأخواتها" وعلى اليسار المبتدأ والخبر، يتهمهم محامي الأخير بالعداوة مع المبتدأ لذلك ينسخونه وترد "إن" نيابة عن إخوتها بطبيعة عملها التي تتردد على ألسن الفئات الثلاثة في مشهد تمثيلي ينتهي ببراءة "إن وأخواتها" لأنهم يقومون بدورهم بعد الاطلاع على عدد من آيات القرآن الكريم وقصائد شعر وكتب علماء النحو.
مراحل عدة تسبق هذا المشهد التمثيلي، تبدأ حسب ما يقول نادر عبدالكريم، أخصائي أول صحافة وإعلام تخصص تربية مسرحية، بتوجه مُعلم المادة إليه بدرس في المنهج لا يستسيغه الطلاب ويحتاجوا إلى أداء مختلف لاستيعابه، فهنا يبدأ دور "نادر" والذي يجلس إلى المعلم ليشرح له الدرس أولًا ثم يكتب له سيناريو وحوار باللغة العربية الفصحى ويراجعه مع معلم اللغة العربية، والتي يحرص عليها حتى يستفاد الطلاب في جميع المناحي ولا يلجأون إلى اللغة العامية إلا مع الدروس التي يصعب إيصالها بالفصحى وستكون أسهل بالطريق الآخر على الطلاب، ثم تأتي مرحلة الإخراج واختيار الطلاب لأداء الأدوار.
لا يبحث "عبدالكريم" عن الطلاب "الأشطر" ولكنه يبحث عمن يمتلكون المواهب "ممكن يكون شاطر بس خجول مش هستفاد به"، فيختار الطالب المتكلم والمتحرك ومن لديه قدرة على التمثيل بشكل عام، ويبدأ التدريب الذي يستمر لمدة أٍبوعين يتم فيهم 5 أو 6 اجتماعات وقت "الفُسحة" ويقرأ على الطلاب النص أولا ثم يبدأ توزيع الأدوار حسب قراءة كل طالب للنص وهيئة كل طالب تليق على أي الأدوار.
لا يطبق "نادر" هذا في مدرسة الجهاد الابتدائية المشتركة بالشرقية فقط، ولكنه يطبق ذلك في عدد من المدارس التي ينتدبون إليها "التخصص نادر فممكن نشتغل في مدرسة واتنين في نفس الوقت"، وجميعها مدارس حكومية يذهبون إليها لتنفيذ مهامهم التي تتضن أيضًا إلقاء الشعر والخطابة والاشتراك بها في المسابقات.
"الفلزات واللا فلزات، المجموعة الشمسية، الجهاز الهضمي، الزكاة"، نماذج من الدروس التي حوّلها "نادر" إلى نشاط مسرحي يُعرض في طابور الصباح أو داخل الفصل الذي لدى تلاميذه مشكلة في فهم الدرس، ويصف "نادر" النتيجة بأنها تكون ممتازة "الطالب بيحب المادة والمعلومة بتترسخ في عقله عمره ما ينساها".
