«الجمعة العظيمة»: ترانيم ومراسم دفن وجنازة و400 سجدة.. المجد لله دائماً

«الجمعة العظيمة»: ترانيم ومراسم دفن وجنازة و400 سجدة.. المجد لله دائماً
- أحد الشعانين
- الآباء الكهنة
- الجمعة العظيمة
- السيد المسيح
- الورود الحمراء
- صباح اليوم
- صورة المسيح
- فى مثل هذا اليوم
- مجسم صغير
- آلام
- أحد الشعانين
- الآباء الكهنة
- الجمعة العظيمة
- السيد المسيح
- الورود الحمراء
- صباح اليوم
- صورة المسيح
- فى مثل هذا اليوم
- مجسم صغير
- آلام
«عجباً يا رب ماذا قد جرى، وعلام كرههم فيك علام، عشت يا مولاى حيناً بينهم تنزع البغضاء منهم والخصام»، كانت هذه الكلمات تتردد فى أرجاء الكنيسة، تصدر من منتصف الخورس، وسط إضاءة خافتة، حيث كان أحد الشمامسة واقفاً، يرفع يديه إلى الأعلى، ومن أمامه كانت مقصورة الصلبان، (قاعدة خشبية مرتفعة)، أحيطت بالشموع والورود الحمراء، وفى أعلاها كان ثلاثة صلبان مضيئة، بينما فى واجهة المقصورة من الداخل كانت صورة السيد المسيح مصلوباً، توضع من أجل تذكير المصلين بما احتمله «يسوع» لأجلهم، حسب العقيدة المسيحية، ومن أمامها يوضع الإنجيل وصليب متوسط الحجم ومجسم صغير لتابوت من الخشب وجميع كتب التلاوات الخاصة بأيام أسبوع الآلام، وفى صحن الكنيسة من أمامها وقف المصلون يرددون ترنيمة الشماس بحزن ظهر على وجوههم: «كنت يا قدوس قلباً مشفقاً فملأت الكون حباً وسلاماً، كنت رجلاً للكسيح ويد الأشل وأباً بين اليتامى».
«الجمعة العظيمة»، هكذا يطلق عليها، فهى أقدس أيام العام كله فى العقيدة المسيحية، تكون لها طقوسها الخاصة، وترانيمها التى لا تقال إلا فيها، وأجواء دينية تدوم لنحو 9 ساعات كاملة، تبدأ فى السابعة من صباح اليوم، وتنتهى فى الرابعة عصراً، يظهر الآباء الكهنة على الهيكل فى بداية قداس هذه «الجمعة العظيمة» بملابس الكهنوت السوداء، فى إشارة منهم إلى الحزن على ما حدث للمسيح فى هذا اليوم، فحسب العقيدة المسيحية، صُلب المسيح ومات ودفن فى مثل هذا اليوم قبل نحو 20 قرناً من الزمان، فكان الخلاص والفداء، ويرتدى الشمامسة الجانب الأسود من «البطرشيل» أيضاً ليكون لون السواد هو اللون الغالب على الخورس والهيكل.
نحو ثلاث ساعات مرت على بداية القداس، تخللتها صلوات وترانيم وطقوس مختلفة حول «مقصورة الصلبان»، إلى أن أدخل الكنيسة ميتاً فى نعشه ومن خلفه ذووه يرتدون ثيابهم السوداء، ليضفوا أجواءً أكثر حزناً على الكنيسة ومن فيها، فهو تجسيد حى لمشهد الدفن الذى يتذكرون أحداثه، لم يستمر لأكثر من 10 دقائق، ردد فيها كبير الكهنة بعض التلاوات على الميت ورش عليه ماء التجنيز، التى تم تجهيزها فى «أحد الشعانين» لمثل هذا الموقف، فلا صلاة على ميت فى أسبوع الآلام، وبعد خروجه يعود الآباء الكهنة مرة أخرى إلى طقوس القداس.
تجسيد مراسم الجنازة يبدأ مباشرة بعد الانتهاء من السجدات، يلتف الشمامسة والآباء الكهنة حول المذبح، فينقسمون إلى ثلاث فرق تجوب الكنيسة ثلاث مرات، فرقة من الشمامسة تمسك مجموعة الرايات السوداء، وفرقة أخرى من الكهنة وبعض الشمامسة يمسكون بصورة المسيح مصلوباً والإنجيل وقطع التابوت الخشبى والصليب، بينما كان رئيس الكهنة وحده، وفى كل لفة يتهافت المصلون على لمس ما فى يد الآباء الكهنة والشمامسة، أما رئيس الكهنة فيطوف وحده يبارك المصلين بالصليب الذى فى يده، وبعد الانتهاء يعود الآباء الكهنة والشمامسة إلى الهيكل مرة أخرى، لتبدأ عملية التكفين، فيوضع مجسم التابوت على قطعة من القماش بيضاء، وفى داخله ومن حوله توضع الورود المنزوعة من مقصورة الصلبان، كما يوضع فى داخله الصليب الخشبى، كرمز للسيد المسيح، ثم يغطى التابوت ويكفن ويترك على المذبح بعد أن يضع رئيس الكهنة فوقه الإنجيل، فى انتظار ليلة القيامة (ليلة الأحد)، من أجل فك الكفن وإخراج ما فيه والطواف به مرة أخرى إشارة إلى قيامة المسيح من قبره، حسب العقيدة المسيحية.