تساؤلات مشروعة حول النور المقدس
- ابراهيم باشا
- الاقباط الأرثوذكس
- الحروب الصليبية
- الروم الأرثوذكس
- بداية الربيع
- بطريرك الروم الارثوذكس
- عيد الفصح
- عيد القيام
- أربعة
- أسباب
- ابراهيم باشا
- الاقباط الأرثوذكس
- الحروب الصليبية
- الروم الأرثوذكس
- بداية الربيع
- بطريرك الروم الارثوذكس
- عيد الفصح
- عيد القيام
- أربعة
- أسباب
لا يمكن الجزم بأن ظاهرة النور المقدس التي تحدث سنويا في كنيسة القيامة، غير حقيقية ولا يمكن أيضا التسليم بصحتها بشكل مطلق، وهنا تظهر عدة تساؤلات مشىوعة، حول تلك الظاهرة، خاصة وأن مدينة أورشليم دمرت بالكامل عام ٧٠ ميلاديا، أى بعد حوالى ٤٠ عام من قيامة المسيح، لم يذكر التاريخ الأثري أو حتى الكنسي، طوال هذه الفترة، شيئا عن ظهور نور مقدس في موضع قبر المسيح، أيضا سفر أعمال الرسل بالإنجيل، الذي يروى رحلة بناء الكنيسة الاولى، وكذلك الرسائل التى كتبها رسل المسيح أنفسهم، لم تذكر أبدا مثل هذا الأمر.
في عام ٧٠م قام الإمبراطور الروماني أورليانوس بتدمير أورشليم، وطرد منها المسيحيين واليهود، وقام ببناء معابد للإلهة عشتاروث في موضع صلب المسيح، وقبره، وتحول عيد عشتاروث إلى عيد رسمي لأورشليم في بداية الربيع والذي تحول فيما بعد إلى عيد القيامة لطوائف الارثوذكس، لذك يقال عن القيامة "easter"، وهو الاسم الغربي لعشتاروث فعبارة "Happy easter" تعني عيد عشتاروث سعيد.. فتاريخ قيامة المسيح غير معروف وان كان يحدد تقديريا عقب عيد الفصح ولكن مع تباين التقويمات فليس بالضرورة أن يأتى عيد القيامة بإستمرار مع عيد الفصح، وهنا نستنتج أن تاريخ خروج النور المقدس هو تاريخ عيد عشتاروث وليس تاريخ قيامة المسيح خاصة وان هناك تاريخان للاحتفال بالقيامة تاريخ غربي وأخر شرقي، والنور المقدس يظهر على التقويم الشرقي الذي لا علاقة له بتاريخ القيامة الحقيقي أصلا!، وبذلك فإن ظاهرة النور المقدس ترتبط بعيد عشتاروث.
ظل قبر المسيح معبدا لعشتاروث طوال أربعة قرون، لذلك فإن أي ذكر لظهور النور المقدس في مكان عبادة عشتاروث هو أمر غير منطقي، وغير مقبول أيضا، ويعتبر إهانة للمسيح، وحتى بعد ان بنت هيلانة الملكة كنيسة القيامة، لم يذكر اي مصدر كنسي وجود تلك الظاهرة، حتى المجامع المسكونية الكبرى الأولى نيقية وخلقدونية وافسس، لم يكن بها اي ذكر لهذه الظاهرة ولا حتى على هامش تلك المجامع.
والواقع أنه لم يظهر اي ذكر حقيقي لتلك الظاهرة قبل القرن التاسع الميلادي، اي بعد حوالي ٩٠٠ عام من قيامة المسيح، حتى مع الفتح العربي لفلسطين في القرن السابع، لم يكن هناك اي إشارة لوجودها، ولا حتى على سبيل الإنتقاد.
والدلائل التاريخية ترجح أن هذه الظاهرة بدأت في الظهور في القرن التاسع الميلادي مع سيطرة البيزنطيين على كنيسة القيامة بالإتفاق مع الدولة العباسية، تجنبا للحرب، هذا ما تؤكده شهادات الراهب برنارد اللاتيني عام ٨٦٥م، والمؤرخين العرب أمثال الجاحظ عام ٨٤٣م، و احمد بن قسا ٩٤٦م وابو العباس احمد حاكم القدس، ٩٤٠ م، والمقريزي.
واختفت الظاهرة مع الغزو الفاطمي للشام، وهدم الحاكم بأمر الله لكنيسة القيامة، عام ١٠٠٩م، وبعد اختفاء ٣٠عاما عادت الظاهرة مرة اخرى مع إعادة البيزنطيين بناء الكنيسة عام ١٠٣٩، نجاح البيزنطيين في الترويج لهذه الظاهرة، شجع على جذب الحجاج المسيحيين من جميع انحاء اوربا وهو ماحقق دخلا مذهلا، هذا المصدر الإقتصادي كان أحد أسباب إشتعال الحروب الصليبية عام ١٠٩٩م. وبرغم زعامة كنيسة روما لهذه الحملات إلا أن الروم الارثوذكس استمروا في ادارة الكنيسة، برغم العداوة بين الطرفين، وهذا يفسر لنا سر إحتكار طائفة الروم الأرثوذكس لتلك الظاهرة التي يتوارثون سرها منذ قرون، فهذه الظاهرة لا تحدث إلا مع الروم الارثوذكس فقط، فلا يظهر النور إلا لهذه الطائفة، وفي تاريخ احتفال هذه الطائفة، وهناك وقائع لطوائف أخرى أرادت أن تقود الصلاة في سبت القيامة ولم يظهر النور لهم مثل ما حدث في القرن الثاني عشر، في حكم السلطان مراد الخامس العثماني، عندما قام كهنة من الطائفة اللاتينية بمحاولة قيادة الصلاة، ولم يظهر النور، وأيضا عندما تولى ابراهيم باشا نجل محمد على، حكم الشام اراد ان يقود الصلاة بطريرك الاقباط الأرثوذكس، بطرس السابع، و لم يظهر النور الا بعدما شارك في الطقوس بطريرك الروم الارثوذكس وكأن المسيح ينتمى فقط لهذه الطائفة.
بنظرة عامة إن تلك الظاهرة، لا قيمة لها ولا نفع، ولا تأثير، (ليس أكثر من وسيلة للتربح)، فحتى لم نسمع يوما عن معجزة شفاء تمت بالنور المقدس، هي أيضا لا تثبت شئ أو تنفيه، ولا يمكن أن تكون ركيزة للإيمان من عدمه، فسواء كانت حقيقة او تأكد زيفها، فهي لا تغير بالزيادة او النقصان، في قيمة شخص المسيح، أو الإيمان به من عدمه، فإن وجود عبادة عشتاروث حيث ذبح الأطفال وممارسة الجنس والشذوذ، في موضع صليب وقبر المسيح لأربعة قرون، لم تنتقص من قداسة المسيح، فما قيمة تلك الظاهرة المشكوك في صحتها من الأساس، التي لا يجب ان يعتمد عليها في تشكيل عقيدتك، أو تؤثر في مكانة المسيح الذي يقدره المسيحي والمسلم، مع تباين العقائد.