صرخة أولياء الأمور: الجلسات المدعمة «محدودة».. والخاصة «مكلفة»

كتب: جهاد مرسى

صرخة أولياء الأمور: الجلسات المدعمة «محدودة».. والخاصة «مكلفة»

صرخة أولياء الأمور: الجلسات المدعمة «محدودة».. والخاصة «مكلفة»

طفولتهم ربما تمنعهم من إدراك حجم الكارثة التى حلت فوق رؤوسهم، فلا يعنيهم التحدث مع الآخرين، ولا يستوعبون مسميات فرط الحركة وتشتت الانتباه وخلافه، أما المعاناة الحقيقية فيعيشها آباؤهم، الذين يتكبدون مشقة نفسية بسبب نظرات الآخرين لأطفالهم، ومادية لاستنزاف جلسات التخاطب وملحقاتها لجيوبهم.

تفاصيل مريرة رواها لـ«الوطن» أهالى الأطفال المصابين بتأخر الكلام فى جولاتهم بين أروقة مراكز وعيادات التخاطب.. من بينها رحلة «مصطفى الصيرفى»، التى بدأت منذ عام تقريباً، حين لاحظ عدم تفوه ابنه «ماهر» بأى كلمات سوى «ماما»، وكان وقتها تخطى السنتين من العمر، وبمقارنته بأقرانه قرر على الفور الذهاب إلى معهد السمع والكلام بمنطقة إمبابة، خوفاً من أن يكون لديه مشكلة فى اللسان، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تأكدت سلامة اللسان، واتضح أن السبب وراء تأخره فى الكلام هو إصابته بفرط الحركة، لتبدأ رحلته مع جلسات التخاطب.

{long_qoute_1}

«حولونى على مركز شلل الأطفال فى إمبابة خوفاً من أن يكون ماهر يعانى من مشكلة فى المخ تسببت فى تأخر الكلام، واتضح سلامته فيما بعد، وقرروا أن أبدأ جلسات تخاطب فى معهد السمع والكلام بمجرد أن يتم ابنى الثلاث سنوات، وبالفعل خضع لعدة جلسات تخاطب، لكننى قررت أن ألجأ إلى مركز خارجى»، حسب «مصطفى».

كثافة أعداد المترددين على المعهد، وعدد الجلسات المحدود المسموح به فى اليوم الواحد، هو السبب فى انصراف «مصطفى» عن جلسات معهد السمع والكلام: «أنا ساكن فى الحوامدية، وكنت بضطر أخرج من بيتى فى الفجر عشان أوصل إمبابة وألحق أحجز لماهر، وللأسف ساعات كنت بفشل لأنهم بيقبلوا 7 حالات تقريباً يومياً، والجلسة بتكون 10 دقايق بس».

تكلفة مادية كبيرة يتكبدها «مصطفى» لعلاج ابنه، حيث لجأ إلى أحد مراكز التخاطب الخاصة، ويخضع «ماهر» إلى 4 جلسات أسبوعياً «2 تخاطب و2 تنمية مهارات» نظير 200 جنيه، لإضافة إلى علاج أسبوعى بـ100 جنيه تقريباً، ما يشكل عبئاً مادياً كبيراً عليه، ويدفعه للمطالبة بدعم الدولة لمراكز تأخر الكلام: «يا ريت يكون فيه عدد مراكز أكتر نتوجه ليها، وتكون إمكانياتها أفضل عشان الطفل يستفيد».

«إيناس أنور» بدأت مشوارها مع جلسات التخاطب حين أتم ابنها الثلاث سنوات، حيث شعرت بقلق بالغ عليه، فهو على وشك الالتحاق بالمدرسة «رياض الأطفال» ولم يتكلم بعد، وهنا قررت اللجوء إلى متخصصين: «رُحت لطبيب شهير فى المهندسين كشف على ابنى واتأكدت إنه طبيعى، لكن بيعانى من تأخر فى الكلام، وكان بيخضع لجلستين كل أسبوع على يد إخصائيين شباب يعملون فى المكان».

{long_qoute_2}

رحلة «إيناس» لم تنته سريعاً، إنما استمرت لما يقرب من العام والنصف، تنقلت خلالها بين أكثر من مكان، بحثاً عن علاج أمثل لابنها: «ناس نصحونى أروح معهد السمع والكلام، وبالفعل رُحت وشعرت بتحسن حقيقى ظهر على ابنى، لكن حسيت إنه مش كفاية ورُحت مراكز تخاطب قريبة من البيت، خاصةً إن ابنى اترفض فى اختبارات التقديم لكى جى وان فى إحدى المدارس، وكنت خايفة يتكرر الموضوع، وبحاول أحسن مستواه».

أما «آسيا» فتأخرها فى الكلام كان نتيجة لمعاناتها من الضعف العام منذ الولادة فى 2014، وفقاً لكلام والدها «محمود رشدى»: «ما كانتش بتمشى ولفيت بيها فى كل حتة، أبوالريش ومعهد الشلل، ورُحت لدكاترة علاج طبيعى لحد ما مشيت، وفضل الكلام».

«آسيا» تبلغ من العمر أربع سنوات ولا تزال صامتة لعدة أسباب، منها وجود مياه خلف الأذن، وتعانى من وجود لحمية والتهاب فى اللوزتين، ما استدعى خضوعها لجلسات تخاطب فى معهد السمع والكلام: «أنا فنى ألومنيوم والحال على القد لكن هفضل ورا بنتى لحد ما تخف وأشوفها طبيعية زى إخواتها التلاتة».


مواضيع متعلقة