وداعًا أحمد خالد توفيق

على عمر

على عمر

كاتب صحفي

تجمعت عبراتي وانقبض قلبي لوهلة.. انكمش وجهي عند سماع خبر رحيلك رغم أنني لم أقابلك يوما أو جمعتنا صدفة.. فلست وحدي هكذا.. لما لا وكنت رفيق الدرب.. كبرت أجيال معك وتربت على قصصك وكلماتك.. منذ الصبى وحتى الكبر عرفوك دون لقاءك.. أحبوك بلا مقابل كيف لا وكان عطاءك بلا مقابل.

لقبوك بالعراب فكم تنبأت وصدقت حتى في ميعاد وفاتك، رحلت في هدوء فقبلها أمتعتنا بلقاءك الأخير مع الكاتب المتميز عمر طاهر وكأنك تودع محبيك حينها.. كأنك توجه رسائل لتلاميذك تبتسم فيها في ود وتضحك فيها في كبرياء.

وداعا من النداهة إلى ما وراء الطبيعة حتى استقرت بشآبيب، بينما "قهوة باليورانيوم" تتنبأ بتفاصيل بموعد رحيله.. حتى ختمها بأفراح المقبرة والتي لم تصدر بعد رغم رحيله.. وكأنه يحتفل بنبؤته ويتنبأ بفرحته الكبرى!

تجملت الكلمات والقصص مدى حبهم وإخلاصك.. تجمع الجميع لرثاءك والحكايات التي لم ترو.. أخرجت أجيال بنوا ثقافتهم وأدبهم وعشقهم للقراءة من كتاباتك فلتخلد ذكراك مع رحيلك ليتوارثها الأبناء والأحفاد.. فكم ذكرت أن هذا يثير النشوة بداخلك وداخل كل كاتب يشعر للحظة أن كلماته أثرت بغيره وتلقى محاسنه.

وداعا حتى نلقاك أيها الطبيب الكاتب.. فلتشفي جراح الفراق كلماتك كبلسم تطيب كل ألم عميق وتمسح كل دمعة صدق لم ترى منك إلا كل جميل.

أبلغ سلاما لكل من رحلوا وتركوا أثرًا طيبًا.. سلامًا لكل من فر من حبره حروف صدق انكب عليها أجيال يتداولوها ويتربى عليها أجيال كيف يكون العلم كيف تكون الثقافة كيف يكون الرقي كيف تكزن الحياة!

وداعا الدكتور أحمد خالد توفيق.. فعزائك واجب وعزائنا فيك ما سعيت للوصول إليه وقد كان!