"الحوت الأزرق" بوابة الموت.. لعب ينتهي بانتحار

كتب: سمر صالح

"الحوت الأزرق" بوابة الموت.. لعب ينتهي بانتحار

"الحوت الأزرق" بوابة الموت.. لعب ينتهي بانتحار

أحدثت لعبة "الحوت الأزرق" الإلكترونية ضجة عالمية وعربية واسعة، وأثارت مؤخرًا جدلاً واسعًا في مصر، بعد تسجيل أول حالة انتحار فعلية نتيجة ممارستها، حيث قالت الدكتورة ياسمين الفخراني، ابنة البرلماني السابق حمدي الفخراني، إن السبب الرئيسي في وفاة شقيقها الأصغر "خالد"، أنه كان يمارس لعبة "الحوت الأزرق"، وهو ما دفعه للدخول في حالة نفسية صعبة دفعته للانتحار داخل غرفته.

هذا النوع من الألعاب الافتراضية، يعتمد على أساليب معينة لجذب الشباب إليها، والتأثير عليهم وصولاً إلى الهدف الأكبر للعبة.

الدكتور محمد الجندي، الخبير في الجرائم الإلكترونية بالجامعة البريطانية، قال إن لعبة الحوت الأزرق بدأت في الأساس من جروبات السوشيال ميديا مثل "فيس بوك" وتطبيق "واتساب" تستقطب في الأساس الأطفال والمراهقين والشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، وذلك من خلال ما يتداولونه عبر صفحاتهم الشخصية من منشورات تعطي لقائد الجروب معلومات عن الشخص، ولذلك من الخطورة أن يكتب الأشخاص أمور حياتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لايقعوا صيدًا سهلا لصانعي هذه الألعاب.

تعتمد اللعبة على أسلوب التدرج في إدماج وجذب الأشخاص إليها، وحسب قول الجندي لـ"الوطن" تبدأ بجذب مجموعة من الأشخاص يعانون من مشكلات نفسية ثم يبدأ قائد الجروب بإعطاء أوامر أو تحديات معينة يجب خوضها يوميا ويسعى الأفراد لتنفيذها كنوع من التحدي والمنافسة فيما بينهم ومنها يتدرج إلى إعطاء أوامر أكثر خطورة تصل إلى أوامر بالانتحار، دون الحاجة إلى التركيز على تصميم "جرافيك" جذاب.

وأوصى خبير الجرائم الإلكترونية بضرورة تكثيف حملات التوعية بخطورة مواقع السوشيال ميديا والألعاب الإلكترونية كحل أساسي لتفادي وقوع كوارث بسبب هذا النوع.

من ناحية أخرى أكد المهندس طلعت عمر، نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات، أن هذا النوع من الألعاب الافتراضية يرتكز في المقام الأول على شد انتباه الشباب ودمجهم في اللعبة ومن ثم يسهل الاستجابة لكل أوامر قائد اللعبة، وهي عملية وصفها بـ"غسيل مخ" للأشخاص لإلغاء قدرتهم على التفكير.

عمر أكد في حديثه لـ"الوطن" أن دور الجرافيكس والألوان في هذا النوع من الألعاب لا يقع عليه الاعتماد الأكبر في تحقيق الهدف، وإنما يكون الاعتماد الأكبر على إعطاء اللاعب معلومات وتأثيرات معينة لإفقاده السيطرة على نفسه والانغماس في جو اللعبة يدعم ذلك المؤثرات السمعية والحسية والبصرية، ومن هنا فالتطور التكنولوجي الهائل لا يمكن التغلب عليه إلا بالتوعية والفهم الجيد.


مواضيع متعلقة