"مرصد الأزهر": "داعش" وجه نظره نحو الحروب الإلكترونية

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

"مرصد الأزهر": "داعش" وجه نظره نحو الحروب الإلكترونية

"مرصد الأزهر": "داعش" وجه نظره نحو الحروب الإلكترونية

كشف مرصد الأزهر في تقرير له، عن لجوء داعش في الفترة الأخيرة إلى السلاح البديل المتمثل في  الأداة الإعلامية التي أولاها التنظيم في الآونة الأخيرة عناية خاصة، فنشر التنظيم مؤخرًا مقطعًا مرئيًا بعنوان "إليك أيها المناصر"، يحمل رسالةً واضحةً قويةً إلى كل المؤمنين بفكره في أنحاء العالم، بشحذ الهمم وتوجيه النظر نحو الحروب الإلكترونية.

وقال المرصد في تقريره: "منذ أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي، عن إقامة دولته المزعومة في عام 2014 على أرض سوريا والعراق، عبر الانتشار والتوسع على الأرض، استخدم أسلحته كلها معًا لنقل فكره المختل إلى البلاد المجاورة وغيرها ممن تصل إليها يده الغادرة، وفي سبيل ذلك اعتمد ضمن آلياته الأداة الإعلامية كمؤثر سريع وقوي، فانتشرت الكتب والمجلات، ومقاطع الفيديو والصوتيات، كلها تؤسس لأفكار التنظيم، وتهاجم كل من يخالف منهجه، وتضرب بالوقيعة بين أبناء الأمة الواحدة؛ سعيًا وراء تحقيق هدف منشود لا يعدو كونه أحلام يقظة.

وأضاف: "لعل المتابع لنشاط داعش يرى أنه أولى جميع أدواته وآلياته نفس القدر من الاهتمام، فساحة الإنترنت كساحة المعركة سواءٌ بسواء، هنا تُخاض المعارك والحروب.

وتابع: "تنبأنا سابقًا في أكثر من تقرير، عن انحسار داعش عسكريًّا وانتشاره إعلاميًّا على فضاء الإنترنت؛ لتجميع وتجديد الدماء في عروق هذا التنظيم الذي شعر بخطورة موقفه الحالي، ولأن الخسائر التي أصابت التنظيم لم تكن في الأرواح فقط، وإنما أيضًا في التمويل والتسليح؛ فكان لا بد من سلاح بديل يضمن بقاء هذا الجسد المترنح على أرض المعركة، فقد نشر التنظيم مؤخرًا مقطعًا مرئيًا بعنوان إليك أيها المناصر، يحمل رسالةً واضحةً قويةً إلى كل المؤمنين بفكره في أنحاء العالم، بشحذ الهمم وتوجيه النظر نحو الحروب الإلكترونية.

وقال المرصد: "كانت هذه الرسالة واضحة في المشهد الذي تكرر كثيرًا في ذلك المقطع، الذي يعرض شابًّا لا تظهر ملامحه، بجواره جهاز لاب توب ينتشر منه الضوء في الصورة كلها، في إشارة إلى أن هذا السلاح الإلكتروني هو الذي يحل بديلًا مؤقتًا عن السلاح العسكري والبشري، وفي الخطاب الذي وجهه التنظيم للمناصرين لفكره، صورة أخرى من توظيف الدين كعنصر رئيسي في دعم أدوارهم المتغايرة التي يؤدونها، كما أكد الخطاب أن أي نصر يحرزه المناصرون له على الأرض، هو نصر أحرزه الإعلاميون الدواعش بالمشاركة كذلك. كما ضم هذا المقطع المرئي التأكيد على أن يقوم المناصرون والمؤمنون بفكره، بالعكوف على وسائل التواصل الاجتماعي كمواقع فيس بوك، وتويتر، لنشر وترويج أفكار التنظيم لكسب أعضاء جدد".

وفي خطوة جديدة، حث التنظيم أتباعه أيضًا في هذا المقطع على عدم تصديق الأخبار التي تنشر عن التنظيم، إلا التي تُنشر عبر منصاته الإعلامية الرسمية التي ذكرها تحديدًا وتفصيلًا بالاسم، وغير خافٍ أن هذه الخطوة ما هي إلا محاولة بائسة من التنظيم ليحفظ لأتباعه تماسكهم النفسي، بعدما حاقت بهم الهزائم الحسية والمعنوية على حد سواء.

ومن الجدير بالملاحظة أن هذا المقطع هو الأول من نوعه الذي يخاطب فيه التنظيم "المناصر"، بعد أن كانت استراتيجيته في توجيه خطاباته، تستهدف بالدرجة الأولى أتباعه وأفراده، وفي هذا إشارة واضحة إلى ضعف التنظيم وفقره وقلة أفراده وأتباعه، وأنه بدأ بالفعل إستراتيجية تجنيد واستقطاب أعضاء جدد يؤمنون بالفكر التكفيري.

 


مواضيع متعلقة