سقطت كواكبه لكن شمسه ستظل تسطع.. موت أبطال أحمد خالد توفيق برحيله

01:09 م | الثلاثاء 03 أبريل 2018

لم يكن أديبا أو كاتبا عابرا، بل كان لدى أحمد خالد توفيق تلك الومضة التي تزيد شغفك بكل صفحة لتقرأ الأخرى، في متوالية لا تنتهي حتى بإتمام الرواية، هو بارع في خلق شغفك بكتاباته، هو كذلك "عراب" في توقع المستقبل، ورسم صورة تخيلية أٌقرب ما تكون للواقع عن أكوان وما ورائيات بصورة حية تقترب من الحقيقة، ما جعل معظم القراء يرتبطون بأبطاله وكأنهم شخصيات واقعية.

حزن قرائه على وفاة بعض الشخصيات المرتبطين بهم في مراحل حياتهم منذ الطفولة وحتى الشباب، فموت رفعت إسماعيل كان بمثابة الثورة على سلسلة "ما وراء الطبيعة"، كيف يموت هذا الرجل وكيف تستمر الحياة دون مغامراته المثيرة؟ أسئلة استنكارية طرحها دراويش السلسلة، وزادت المطالبات حينها للدكتور أحمد خالد توفيق بمد كتاباته وتأليف أجزاء لا تنتهي لرفعت إسماعيل، وكان عزائهم أنه طالما الأديب حي فأبطالهم ومغامراتهم بخير، لتأتي الفجيعة أمس، بأن كل أبطال مغامراتهم ورواياتهم المفضلة أصبحوا أموات ورحلوا إلى الأبد، بموت كاتبهم أحمد خالد توفيق إثر أزمة صحية أسكتت قلبه عن النبض، في 2 أبريل، في حدث شبهه الكثيرون بكذبة أبريل "أكيدة"، وكيف يصدق خبر موته وهم من رفضوا موت أبطال مؤلفاته.

رفعت إسماعيل، طبيب أمراض دم متقاعد بدأ الارتباط به بصدور سلسلة "ما وراء الطبيعة" عام 1993، وتنوعت بين حلقات الرعب والعوالم الموازية والمسافر وجانب النجوم، وبموته عام 2014 بآخر مغامرة "أسطورة الأساطير" وجد الكاتب أحمد خالد توفيق رفض تام لموت رفعت إسماعيل، ما جعله يعد بصدور مزيد من المغامرات التي وجدت في مذكرات الطبيب بعد وفاته، لكنها لن تصدر بموت أحمد خالد توفيق.

كان أول ظهور لماجي مكيلوب في العدد الثالث من سلسلة ما وراء الطبيعة، "وحش البحيرة"، خبيرة الفيزياء التي أحبها رفعت إسماعيل وكانت البطلة معه في السلسلة، لكنها لم ترغب في التقرب الشديد منه، وعلى الرغم من ذلك كانت شخصيتها طاغية، ماتت بانتهاء عمر المؤلف.

عادل كذلك صديق طفولة رفعت إسماعيل الذي يعمل ضابطا بالإسكندرية، انتهى رباطه الروحي برفعت إسماعيل الذي خفتت شمسه، وكان عادل توفيق ملازما في مغامرات "ما وراء الطبيعة" من العدد الرابع وحتى الـ69.

مات الشيطان لوسيفر، صاحب قراءات الأفكار في "جانب النجوم"، والذي مثل التضاد في السلسة ولرفعت إسماعيل، فهو المتأرجح بين القدرات الخارقة والبشري المنقذ.

عبير عبدالرحمن هي فتاة بسيطة حالمة، قرأت الكثير من الروايات التي جعلتها تدخل في عالم "فانتازيا"، المليء بالجسور والسحر والألوان والخيال، هي بطلة السلسة التي ماتت أمس مساء بموت أحمد خالد توفيق، وكان شريف إبراهيم خير عون لعبير للدخول في عالم "فنتازيا" باختراعه جهاز "دي جي تو".

دكتور علاء عبدالعظيم، صائد الأمراض في إفريقيا وسط الصراعات الشديدة في القارة السماء، الذي بدأ أحمد خالد توفيق في بث مغامراته عام 1996، في سلسلة تحمل اسم "سفاري"، وهي وحدة تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" اختارت أن تكون في إفريقيا لتقضي على الفيروسات، وتشفى المرضى من السحرة، وتحاول معالجة ما يفعله آكلي لحوم البشر، ومقابلة العلماء المخابيل، جميعها مغامرات ممتعة شاركت فيها برنادت الطبيبة التي تزوجها دكتور علاء والدكتور آرثر، وماتوا سويا مع دكتور أحمد خالد أمس.