أبطال دراما رمضان.. «سبع صنايع والبخت ضايع»

أبطال دراما رمضان.. «سبع صنايع والبخت ضايع»
من يتأمل دراما رمضان هذا العام تستوقفه سيطرة سمات ومعالم البيئة الشعبية على عدد كبير من مسلسلات، واللافت للنظر أنه إلى جانب انتعاش وانتشار لهجة ومصطلحات الوسط الشعبى، تفرض المهن والحرف نفسها على الأعمال الدرامية، فهناك أكثر من 15 عملاً أبطالها يمارسون حرفاً مثل النقاشة والميكانيكا. على سبيل المثال يلعب آسر ياسين فى مسلسل «البلطجى» دور ميكانيكى، ويقدم عمرو سعد نفس المهنة فى مسلسل «خرم إبرة»،
ويقوم نور الشريف بدور صياد فى «عرفة البحر»، وفى «الهروب» بدأ كريم عبدالعزيز بدور ميكانيكى وانتقل مع تتابع الحلقات إلى مندوب مبيعات، كما تقدم «يسرا» فى «شربات لوز» دور خياطة.[Image_2]
عن الموضوع قال المخرج على عبدالخالق: قد تكون الظاهرة لافتة للنظر بحكم أن الأعمال التى تُعرض الآن كثيرة، ولكن لا يجب أن ننسى أن مجتمعنا ملىء بالحرفيين الذين يمارسون أعمالاً مهمة وحياتهم غنية بالأحداث، وأتصور أن ظهور الميكانيكى والسائق والصياد فى دراما هذا العام بشكل مفرط سببه ثورة يناير التى اشترك كل طوائف وطبقات الشعب فى القيام بها وإنصافها، فقد ظلت العشوائيات على مدار سنوات طويلة مهملة ومهمشة بسبب سياسة النظام القديم الذى اختزل أحلام الجميع فى لقمة العيش فقط، وكانت النتيجة أن تحولت العشوائيات إلى ألغام قابلة للانفجار، وأمر طبيعى أن يلتفت صناع الدراما بعد الثورة إلى الحرفيين وأصحاب المهن الشريفة لإنصافهم.[Image_3]
وتقول الفنانة صفية العمرى: بكل تأكيد زحفت مفردات البيئة الشعبية ومعالمها هذا العام على خريطة الدراما، ومن أجل إضفاء المصداقية على الأحداث وتقديم العشوائيات بشكل واقعى وبعيد عن الخيال، اهتم كتّاب الدراما بتقديم الحرفيين فى أدوار البطولة، وكلها مهن مشرفة، وحياة أصحابها مليئة بالألغاز والمصاعب التى تثير بداخلنا غريزة الفضول والمعرفة، والهدف هو إنصاف البيئة الشعبية.
ويرى الناقد مصطفى درويش أن الكتاب يتأثرون دائما بالواقع المحيط، وأمر طبيعى أن يكون أبطال عدد كبير من المسلسلات الدرامية من الحرفيين، فالثورة خلقت داخل الكتاب شهوة للانتقام من النظام الذى قهر أحلام البسطاء، لذا سنجد أعمالاً كثيرة تروى قصة شاب تعلم ونال قسطا كبيرا من التعليم، لكن الفشل فى العثور على فرصة عمل مناسبة دفعه إلى ممارسة مهنة أو حرفة بعيدة عن الحلم الذى يسكن عقله، والدراما انعكاس لما يدور فى الحقيقة، والواقع يؤكد أن البيئة الشعبية فرضت نفسها على الأحداث وبات أصحاب الحرف الشريفة يحتلون مساحة كبيرة على خريطة الدراما، والهدف هو إنصاف العشوائيات التى أسقطها النظام السابق من حساباته.