"حلم برسم خريطة بلاده".. مواقف إنسانية لشهيد غزة على لسان أصدقائه
"حلم برسم خريطة بلاده".. مواقف إنسانية لشهيد غزة على لسان أصدقائه
- مسيرة العودة الكبرى
- يوم الأرض
- قطاع غزة
- غزة
- فلسطين
- شهيد فلسطيني
- الاحتلال
- إسرائيل
- السياج الفاصل
- مسيرة العودة الكبرى
- يوم الأرض
- قطاع غزة
- غزة
- فلسطين
- شهيد فلسطيني
- الاحتلال
- إسرائيل
- السياج الفاصل
"أنا راجع"، عبارة نحتها شاب فلسطيني اعتاد مصادقة البحر ورمال قطاع غزة، قبل استشهاده بساعات، لكنه لم يكن يعلم أنه سيعود شهيدا قبل إنهاء رحلة العودة إلى ديار الأجداد.
مسيرة العودة الكبرى خرجت من غزة مستهدفة السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، كان في صدرها الفنان الشاب محمد نعيم أبو عمرو، الذي أتى من حي الشجاعية شرق القطاع.
"رحم الله الشهيد، كان متواضعا ووضعه المادي صعب للغاية رغم أنه حاصل على شهادة في الخط العربي"، بهذه الكلمات بدأ محمود أبو سمرة، صديق محمد أبو عمرو، حديثه لـ"الوطن"، حيث إنه لم يكن لديه مصدر رزق ثابت، فلجأ إلى كتابة اللافتات لكسب قوت يومه، ورسم على البحر وطور موهبته من أجل حلمه.
محمد كان يذهب إلى شاطئ غزة يوميا ويرسم على رماله، عبر طلبات لمناسبات مختلفة، لجمع أموال كان بحاجة لها لكي يرى حلمه النور واستشهد قبل تحقيقه، الحلم الذي تمثل في رسم خريطة فلسطين بطول البحر على امتداد 300 متر.
بصوت خافت امتزجت به الدموع، استرجع أبو سمرة آخر موقف جمعه مع صديق عمره الذي تعرف عليه منذ 8 سنوات، "كان معه حقيبة هدايا وأراد إهدائي إياها وبداخلها قارورة للمياه، كنا بالمساء، وكان يشغل أغاني وطنية، وأخرى للجهاد ضد الصهاينة".
يوم الجمعة كان ذا طابع خاص لمحمد، فلم يتأخر على أي مسيرة ضد الاحتلال، لكنه لن يستطيع المشاركة في فعاليات أخرى لنصرة قضية فلسطين، لقد رحل بهدوء مثلما عاش - حسب وصف صديقه أبو سمرة.
الفنانة التشكيلية الفلسطينية، ريهام العماوي، روت لـ"الوطن" آخر مكالمة هاتفية بينها وبين الشهيد محمد أبو عمرو، حيث كان يريد أن يعمل معها بمجال "الحرق على الخشب"، وحين سؤالها عن الجهاز الأصلي المستخدم في هذه العملية أكدت له أنه غير متوفر بقطاع غزة.
"موجود بمصر، ومن الممكن أن توصي أحد الفلسطينيين الذين سيعبرون من معبر رفح، لأنه حال إدخاله عن طريق معبر إيرز ستسحبه قوات الاحتلال الإسرائيلي"، هكذا جاء رد ريهام على أبو عمرو حينما وجدته متحمسا للعمل معها.
"الشهيد محمد كان مهذبا جدا وخلوق ويخدم بدون مقابل"، فرأي الفنانة التشكيلية الفلسطينية في أبو عمرو لم يختلف عن رأي صديقه، ويبدو أنه لن يكون باستطاعته الالتزام بالميعاد الذي كان بينهما لبدء العمل خلال الأسبوع المقبل.
اختتمت ريهام حديثها عن محمد بالقول: "محمد كان يقف وسط المواطنين بشكل طبيعي وبعيد عن أماكن المواجهات، وأصيب برصاصة في رأسه، والمسيرة كانت سلمية ولم يكن أي مشارك بها مسلحا".
نيفين أبو هربيد، مقدمة البرامج في تليفزيون فلسطين، رأت صورة لرسومات أبو عمرو على صفحة إحدى صديقاتها التي أشارت إليه فيها، لتبحث عنه وتجده مدشنا صفحة خاصة لأعمالة الفنية.
نيفين تحدثت لـ"الوطن"، عن أول حديث بينهما، "أرسلت له رسالة ورد مرحبا بالظهور معي في إحدى فقرات البرنامج، واتفقنا أنه خلال يومين سنرتب للقاء".
خبر استشهاد "أبوعمرو" كان بمثابة صدمة لنيفين، حيث إنها من صاغته قبل عرضه على تليفزيون فلسطين، لتختتم حديثها بالقول "بين الحلم واللا حلم في غزة لحظة".