الحبة الزرقاء تحتفل بعيد ميلادها العشرين

الحبة الزرقاء تحتفل بعيد ميلادها العشرين

الحبة الزرقاء تحتفل بعيد ميلادها العشرين

{long_qoute_1}

يحتفل العالم بعيد ميلاد الفياجرا العشرين، التى كتب منها حتى الآن فى الروشتات الرسمية 65 مليون علبة، وصار أكثر دواء يتم تزويره فى العالم، وبعدما كان يباع القرص بخمسين دولاراً صار يباع الآن بأقل من دولار! يحتل هذا الخبر مانشيتات الجرائد العالمية وكافة نشرات الفضائيات، فى نهاية شهر مارس وبالتحديد يوم 27 مارس 1998 سمحت الـFDA هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بتداول الفياجرا بعد أبحاث طبية مضنية كانت مثالاً رائعاً على منهج التفكير العلمى حتى فى الجنس، بعدما ظل الجنس بعيداً عن معمل العلماء يحتكره الدجالون والعرافون والعطارون مدة طويلة، فهل تستحق الحبة الزرقاء كل هذا الاهتمام؟ نعم تستحق، فهناك نوعان من الأقراص غيّرا مسار وتاريخ العلاقة الجنسية، وأحدثا ثورة فى مفهوم الجنس نفسه كسلوك إنسانى واجتماعى؛ القرص الأول هو قرص منع الحمل، الذى استخدم على نطاق واسع فى بداية الستينات وفصل بين مفهومين كان الجميع قد تصور أنهما متلازمان وهما: الجنس والإنجاب، وبدأت العلاقة الجنسية تُمارس بين الأزواج دون خشية الإنجاب غير المرغوب، فزادت المتعة واختفى الفزع المصاحب للضيف الذى كان لا يستأذن، أما القرص الثانى فهو السيلدنافيل، أو ما أطلق عليه تجارياً «الفياجرا»، وكانت ثانية الثورات فى عالم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، فلم يعد الجنس، أو العجز الجنسى، بشكل أدقّ، متروكاً للظروف، فقد أصبح الجنس إرادياً وبالأمر، وكأننا نضغط على مفتاح الكهرباء فيضىء المصباح، وكانت الثورة رداً على ثورة أخرى صرخ بها أكثر من 30 مليون أمريكى رفعوا لافتة (نحن عاجزون جنسياً ولا نفع لأدويتكم النفسية ووصفاتكم الغذائية التى تضحكون بها علينا)، ودقّ ناقوس الخطر.. وكانت الصدفة التى خدمت نيوتن فى قانون جاذبيته وأسقطت التفاحة على رأسه هى نفس الصدفة التى خدمت أحد باحثى شركة (فايزر)، الذى كان يجرى تجارب على السيلدنافيل لمعرفة تأثيره فى علاج شرايين القلب والذبحة الصدرية عام 1992 وأصابه اليأس عندما فشل هذا الدواء فى علاج هذه الأعراض، وقبل أن يرفع راية الاستسلام لاحظ ملاحظة غريبة وهى أن المرضى عينة الدراسة يراوغون فى تسليم بقية الأقراص التى فى حوزتهم! وبالبحث والسؤال والتحرى اكتشفوا أن القلب أحياناً لا يهمّ إذا كانت دقاته تضيع سدى ولا تترجم إلى علاقة جنسية صحية، وأول شروط العلاقة بالطبع هى الانتصاب، وكان المفتاح السحرى لثورة الفياجرا هو نجاح هذه الأقراص، التى فشلت من قبل فى علاج الذبحة، فى علاج الضعف الجنسى، وارتفعت أسهم الشركة فى البورصة، فها هى تمتلك العصا السحرية الزرقاء التى كُتب منها مائتا ألف روشتة فى أول ثلاثة أسابيع من طرحها، ويمثل العجز الجنسى أو العِنة مشكلة كبيرة بالنسبة للمرضى والأطباء على السواء، فهو بالنسبة للمريض فقدان لرمز فحولته، الذى تضخمت قيمته بفعل ثقافة المجتمع المحيط، التى تلخص الرجولة فى مجرد عضو تناسلى، أما بالنسبة للطبيب فهو متاهة تتعدد فيها الطرق وتتشعب فيها المسالك ما بين أسباب غامضة وعلاجات متباينة ونتائج لا تمنح على الدوام الإشباع النفسى الكامل، ولكى ندرك حجم المشكلة بالأرقام لا بد أن نعرف أن أكثر من عشرة ملايين أمريكى فى إحدى الإحصائيات فى ثمانينات القرن الماضى كانوا يعانون من العجز الجنسى، وتمت متابعتهم من خلال أربعمائة ألف زيارة فى العيادات الخارجية فى ثلاثين ألف مستشفى، بتكلفة علاج إجمالية قدرها مائة وستون مليون دولار!! وقد تضاعف هذا العدد الآن، أما عن الأرقام عندنا فى مصر فهى متروكة لتقديرات الخيال وتخمينات حسن النية، تطبيقاً لقانون العيب ونظرية عدم نشر الغسيل القذر، ولكن بغض النظر عن الأرقام فهى مشكلة عندنا أضخم وأفدح من أمريكا و«مفيش حد أحسن من حد» وأعتقد أن هذه هى المسألة الوحيدة التى يتساوى فيها الجميع تحت مظلة النظام العالمى الجديد!

 

النساء أيضاً لهن فياجرا!

بعد صراع وجدل طويل ومنهك ستخرج فياجرا النساء إلى النور، وافقت منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية مؤخراً على عقار الـFlibanserin أو ما سيعرف تجارياً بالـAddyi، وبالطبع سيكون الجدل هنا فى مصر والوطن العربى أكثر عنفاً وشراسة، لأنه لن يحمل طابعاً علمياً بل سيحمل طابعاً قبلياً نابعاً من ثقافتنا التى ترفض أساساً الاعتراف بأن المرأة أيضاً من حقها أن تعالج اضطراباتها الجنسية وأن تكون لها رغبة وألا تمارس الجنس مع زوجها وكأنها قطعة جليد، فالثقافة المصرية التى تبارك ختان المرأة متخيلة وراغبة فى وأد رغبتها الجنسية، وهى لا تعرف أنها فى الحقيقة تغتال إشباعها وتبقى على رغبتها فيزداد العذاب ويتضخم الألم، هذه الثقافة من الصعب أن تتقبل علاجاً لضعف الرغبة الجنسية، لأنه أساساً ما يصحش أن يكون عندها رغبة من أصله!! فهى وإن طلبها زوجها فى أى وقت ولو على ظهر بعير إياها أن ترفض وإلا سيلعنها الجن والإنس والملائكة حتى الصباح وتعذب فى قاع نار جهنم إلى أبد الآبدين!! الجدل هناك جدل علماء صحى، والجدل هنا جدل رجال مرضى، تعالوا نسمع ونشوف كلام العلماء اللى بجد عن هذا الدواء الذى احتل مانشيتات الصحف العالمية وكان الخبر الأول فى نشرات الأخبار الأمريكية والأوروبية منذ فترة، ما يطلق عليه الفياجرا البمبى من باب التسهيل وليس من باب التطابق، فالبمبى لا يعمل مطلقاً مثل الأزرق وميكانيزم التأثير مختلف تماماً، فهو يعمل على مستوى الموصلات العصبية للمخ وليس بتدفق الدم إلى العضو مثل الفياجرا الرجالى، هذا الدواء إنتاج شركة Sprout ومخصص للنساء ما قبل سن انقطاع الدورة الشهرية واللاتى يعانين من قلة الرغبة الجنسية أو ما يسمى اختصاراً HSDD أو ما نسميه نحن تجاوزاً البرود الجنسى، وهو اضطراب يؤثر نفسياً وجسدياً بصورة كبيرة على صحة المرأة وعلاجه ليس على الإطلاق بجاحة ولا مياصة ولا قلة أدب!! الجرعة قرص يومى مساء قبل النوم وهناك محاذير كثيرة، أهمها تفاعلاته الخطيرة مع الكحول التى تسبب الدوخة والإغماء وانخفاض الضغط بصورة ملحوظة، ونفس الكلام ينطبق على مضادات الفطريات الممنوع تناولها مع هذا الدواء، والمدهش أنهم هناك وافقوا على إدراجه فى التأمين الصحى بتكلفة من 30 دولاراً إلى سبعين دولاراً فى الشهر!! ويتوقع أن ينزل إلى الأسواق فى نهاية ٢٠١٨، الطريق إلى تسجيل الدواء ورحلة الحصول على موافقة المجتمع العلمى كان فى منتهى الصعوبة والمشقة، فالدواء كان مسجلاً فى البداية كدواء مضاد للاكتئاب من شركة Boehringer Ingelheim وتم رفضه من هيئة الدواء فى يونيو 2010 بنسبة رفض عشرة إلى واحد!! ثم اشترت حق تصنيعه وتطويره شركة Sprout وأجرى المزيد من الأبحاث ورُفض مرة أخرى، وفى اجتماع لرابطة علمية كبيرة تضم أطباء النساء والعظام والمسالك والاضطرابات الجنسية وهيئة لدراسة أمان الأدوية تمت الموافقة بنسبة 18 إلى 6 لمراجعة الدواء فى يونيو 2015 إلى أن تم القبول النهائى فى هذا الأسبوع.

 

 

 

 

 

 

 

هل الفياجرا هى الحل؟

السؤال الذى يفرض نفسه هو هل الفياجرا وأخواتها مثل السياليس والليفترا استطاعت حل المشكلة الجنسية للرجال؟ الإجابة معقدة وصعبة وصادمة خاصة من أطباء الأمراض النفسية وعلماء الاجتماع، فقرص الفياجرا يعالج ضعف الانتصاب ويحسن الأداء بالفعل ولكنه لم يعالج أو يحسن العلاقة! جملة مؤلمة ولكنها حقيقية أقولها من واقع تخصصى الطبى وأيضاً من واقع همى الاجتماعى، فبالرغم من أن علاج الضعف الجنسى هو حجر زاوية مهم فى بناء العلاقة الجنسية إلا أنه جزء من العلاقة وليس كل العلاقة، فلسوء الحظ أثبتت الأبحاث أن الرجال الذين يصابون بالضعف الجنسى أغلبهم يقلعون عن ممارسة الجنس ويزهدون فيه خوفاً أو قرفاً أو كحيلة هروبية، والمشكلة أنهم عندما يمارسونه كأداء واجب تتفاقم المسألة وتزيد الفجوة وتسود مساحة الصمت والخرس، وعندما يقلع الأزواج عن الممارسة يقلعون بالتالى عن رسائل التواصل ونبضات العواطف ومشاعر الحب والحميمية، ولذلك كثيراً ما تفشل الاستشارات الطبية التليفونية أو الكشوفات التيك أواى التى تكتفى بكتابة الروشتة وقبض الفيزيتة، لأن الطبيب وقتها يتناسى إصلاح العلاقة وترميمها قبل أن يصف قرص الدواء كحل سحرى ووحيد برغم أهميته التى لا أنكرها.

المأساة هى أن الرجل يظن أن هذه الأدوية هى الحل وليست بعض الحل أو بداية الحل، وهى ليست بالتأكيد نهايته، وبالتبعية يظن أن الجنس هو الممارسة واختراق الحدود والحواجز البيولوجية والدخول إليها والخروج منها فقط بدون تأشيرة حب أو حنان، وينسى أو يتناسى أن مفهوم الجنس أوسع بكثير من مجرد هذه المتعة البيولوجية اللحظية التى تنتهى بدفقة سائل أو رعشة عضلات، إنه حياة كاملة وتواصل إنسانى واهتمام وجدانى ولغة فهم وترجمة إحساس، تنشطه كلمات الغزل ولمسات الدفء وأحضان الأمان وطبطبة التعاطف وقبلة الوصال، إن حل الفياجرا الذى يستمر للحظات لا يحل السؤال العويص وماذا بعد؟ كيف سنتواصل ونحن بعيدون عن السرير وغرفة النوم، إنه يكرس ما يسميه الأمريكان QUICK- FIX MENTALity، إنه أداء الواجب الذى يتم بمصريتنا المعهودة حماها الله المرصعة بالفهلوة والسلق والكلفتة، إن الجنس المسلوق الذى تقدمه الفياجرا وأخواتها خالٍ من الطعم والتوابل والمشهيات، وبلغة أبلة نظيرة فى كتاب الطهى فإن الرجل والمرأة يحتاجان معاً إلى الجنس «المسبك» المطبوخ على مهل، الذى يحتفظ بالنَفَس ويخلو من المواد الحافظة.

{long_qoute_2}

أداء جنسى أفضل يؤدى بالضرورة إلى علاقة أفضل، هذا هو المفهوم الخاطئ الذى يحكم تفكيرنا جميعاً، فالرجل يعتقد أنه بمجرد تدفق الدم فى عضوه التناسلى ستتدفق العواطف والأحاسيس والمشاعر، فيفقد مع الوقت حسه بأهمية التحاور والتواصل تحت سقف البيت البارد الذى سيؤدى حتماً إلى نجاح اللقاء فوق السرير الساخن، الفياجرا وأخواتها ومنافساتها للأسف تمنح الرجل إحساساً زائفاً بالأمان، ويفهم أنه لا بد محبوب ومطلوب ومرغوب ما دامت الحبة الزرقاء أو البرتقالى أو الكاروهات فى جيبه أو فى درج مكتبه أو حتى مخبأة تحت جوربه، ولأننا قوم تشوه لدينا مفهوم الجنس نتيجة الجهل وانعدام الثقافة الجنسية وانتشار المفاهيم السادية والمشوشة عن علاقة الرجل بالمرأة، فإن الفياجرا للأسف ساهمت فى مزيد من التشوه الجنسى فى عقولنا التى رضعت الأخطاء تلو الأخطاء والتشوهات تلو التشوهات من غرف الدراسة حتى غرف النوم، التى تلخصها عبارة واحدة هى أن الرجل يقلص العلاقة الجنسية ويضيق مفهومها حتى تصبح مجرد القدرة على الفعل الجنسى الذى إذا تم بنجاح فإنه يعتبر أن كل ما تطلبه المرأة من عواطف أخرى وحميمية أكثر هو إزعاج متعمد وغلوشة وغلاسة ودوشة مع سبق الإصرار والترصد.

 

هل الترامادول البديل؟

نحن فى مصر نتعامل مع الترامادول على أنه بديل الفياجرا أو معاونه ومساعده، وقد تعبت من تكرار تلك العبارة وهى أن الترامادول أخطر من الهيروين، ومن الممكن أن يسبب الصرع، وأن قدرته المزدوجة على اللعب والتحفيز لمناطق المزاج والنشاط تجعل زيادة جرعاته أسهل وأعراض انسحابه أخطر، ولن أملّ من تكرار هذا التحذير حتى ينصلح الحال وتصبح الشرطة ووزارة الصحة والدولة كلها قادرة على كبح جماح هذا الشيطان الذى حوّلناه من مسكّن سحرى إلى مخدر وطنى مطلوب لتحفيز نشاط السواق وتطويل زمن متعته وتقصير أعمارنا نحن الغلابة الذين نقابله على الطريق فنجده عكس الاتجاه أو بطىء رد الفعل، يدوس على الفرامل بعد ضعف الوقت المطلوب أو تأخذه تقييلة وسِنَة نوم تحدث خلالها كوارث، إلى آخر نزيف الدم وجنازات الأسفلت اليومية التى يتصدرها قرص الترامادول، كتبنا من قبل محذرين من أن الترامادول اللعين صار كارثة وبائية أحاقت برجال مصر، وأطاحت بأدمغتهم، فقد أصبح الترامادول أكبر وأهم دواء يُستهلك فى مصر المحروسة، «يبلبعه» ثلاثة أرباع الرجال بحثاً عن وهم الفحولة وإطالة اللقاء الجنسى، وعندما يبحث عنه المحتاج المتألم فعلاً، الذى يبحث عن مسكّن قوى لآلامه، لن يجده، لأن الأستاذ طرزان الفحل قد سبقه واقتنص الترامادول من صيدلى، للأسف، معدوم الضمير. الترامادول أو الترامال أو الأمادول أو الترامكس أو الألترادول... إلخ، مسكّن شبيه بالمورفين، ويُستخدم فى الأصل لتسكين الآلام الشديدة، وله جرعات محددة المفروض ألا يتعداها، خاصة مرضى الكلى والكبد وما أكثرهم فى مصر، وإذا وصل إلى درجة التعود يضطر الشخص إلى مضاعفة الجرعة للحصول على التأثير، ولا بد أن يُسحب تدريجياً بعد هذه النقطة، وأعراضه الجانبية تبدأ من الصداع والدوار والغثيان وتصل إلى التشنجات وصعوبة التنفس وخلل وظائف الكبد، وله تفاعلات خطيرة مع أدوية أخرى مثل الأمفيتامين والسيميتدين ومضادات الاكتئاب وحتى الكولا! باختصار هو دواء لا يُستعمل إلا بمنتهى الانضباط، وليس حبة نعناع أو باكو لبان نبلبعه متى شئنا! ولذلك أدخلته وزارة الصحة المصرية ضمن جدول المخدرات فى الصيدليات. سائق المسافات الطويلة، على الطرق السريعة، هو بداية القصة، فهو يتناوله بهدف احتمال قيادة السيارة لهذه المسافة الطويلة، ولكى يتحمل هذه الجلسة المملة المرهقة ويواصل ليله بنهاره وينقل حمولته رايح جاى دون نوم! نهاية القصة أو قمتها المتألقة النارية المتوهجة هى وهم علاج الترامادول لسرعة القذف، صار معظم رجال مصر، للأسف، يستخدمون الخلطة السحرية المكونة من الفياجرا والترامادول وكريم «أملا» المخدر لصناعة جنة جنسية خيالية، لا يهم المشاعر ولا تهم العواطف ولا يهم الحوار ولكن المهم صناعة ماكينة جنسية بأزرار باردة تحول الجنس إلى خرس وجليد واغتصاب مقنن ومهمة صيد بين صياد وفريسة!! يعنى مصر باختصار عاملة دماغ، شهريار يبحث عن ليلة جنس ممتدة بقرص ترامادول لا بقرص حب أو حنان وود وتواصل، من الممكن بعد هذه السهرة الحمراء الطويلة أن يضرب الأستاذ الفحل زوجته المسكينة التى تعامل معها كمجرد مخزن نفايات جنسية، لا يهم عنده، فالمهم فقط هو إرضاء غروره الأسطورى الطاووسى، الذى يجعله يحكى لأصدقائه بفخر على المقهى وهو يلعب الدومينو عن غزواته العنترية على سرير الزوجية! البعض يطحن المخدرات مع الترامادول، والبعض يسحقه ويسخنه ويحقنه، والبعض يبلبع ثلاثة أقراص دفعة واحدة، الترامادول صار خبزاً يومياً للمصريين، انتشر الترامادول بصورة سرطانية فى ربوع مصر من الإسكندرية إلى أسوان، بما ينذر بوباء سيأكل الأخضر واليابس، ويجعل المسطول هو النموذج، والدخان الأزرق هو الزاد، ومساء الخيييير هى النشيد القومى! «البحث عن وهم مزعوم وجنة بديلة ومتعة مصنوعة ولذة سابقة التجهيز».. هذه هى مفاتيح شفرة الترامادول، لا أحد يبحث عن علاج مصدر الألم، لكنه يبحث عن الحل السهل.


مواضيع متعلقة