بعد طرد دبلوماسيين.. القصة الكاملة لاغتيال الجاسوس الروسي سكريبال

كتب: محمد علي حسن وسمر صالح

بعد طرد دبلوماسيين.. القصة الكاملة لاغتيال الجاسوس الروسي سكريبال

بعد طرد دبلوماسيين.. القصة الكاملة لاغتيال الجاسوس الروسي سكريبال

اتهامات وتحذيرات مستمرة تبادلها الطرفين الروسي والبريطاني، بسبب محاولة قتل الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا، الأمر الذي دفع لندن بتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو.

وأعلنت الشرطة البريطانية، مؤخرًا، أن العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته تعرضا للتسميم بغاز الأعصاب في منزلهما بمدينة سالزبوري.

بداية الأزمة

القصة الكاملة لأزمة تسميم الجاسوس الروسي، ترجع إلى إصابة الجاسوس البريطاني السابق سيرجي سكريبال البالغ من العمر 66 عاما، وابنته يوليا، 33 عاما بالإغماء، بعد تعرضهما لمادة مشبوهة ونقلا إلى أحد المستشفيات يوم 5 مارس الجاري.

قالت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، إن موسكو على الأغلب تقف وراء تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال، وابنته جوليا باستخدام عنصر كيماوي يستهدف الأعصاب.

ولفتت "ماي" إلى وجود احتمالين وراء ما جرى، الأول يتمثل بأن موسكو مسؤولة بصورة مباشرة عن هذا العمل الذي نفذ بواسطة مادة كيماوية من فئة عسكرية طورت في روسيا، أو أن الروس فقدوا سيطرتهم على هذه المادة وسمحوا بوصولها لأيدي آخرين.

وكشفت "ماي" أن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، استدعى السفير الروسي لبريطانيا، حول هذه القضية، مشيرة إلى أن حكومتها تريد إجابة من الدولة الروسية بنهاية غدا الثلاثاء.

رد الجانب الروسي

واعتبرت الخارجية الروسية تصريح رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، حول تورط موسكو المزعوم في تسميم العميل السابق في الإدارة الرئيسة للاستخبارات الروسية، سيرجي سكريبال، حملة استفزازية.

ويأتي تصريح الخارجية الروسية ردًا على كلمة رئيسة الوزراء البريطانية أمام أعضاء مجلس العموم التابع للبرلمان البريطاني، حيث قالت "ماي" إن "من المرجح جدًا" أن موسكو تتحمل المسؤولية عن تسميم العقيد السابق في الإدارة الرئيسة للاستخبارات الروسية، سيرجي سكريبال، وابنته يوليا.

وذكرت "ماي" أن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، استدعى، صباح الإثنين، السفير الروسي لدى لندن إلى مقر الوزارة وطالبه بتقديم توضيحات حول ما إذا كانت روسيا اتخذت خطوات مباشرة ضد بريطانيا ودبرت تسميم سكريبال، أم لم تتمكن من ضمان الرقابة اللازمة على المادة المشلّة للأعصاب المصنوعة في روسيا، والتي تم استخدامها في محاولة اغتيال الضابط الاستخباراتي السابق.

وأضافت ماي، أن جونسون طالب السفير الروسي بتقديم الجواب حتى نهاية يوم غد، وكذلك تسليم تقرير شامل حول هذه المادة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وتعهدت ماي بتحديد "دائرة شاملة" من الإجراءات، التي ستتخذها بريطانيا للرد على روسيا حال تبين أنها تقف وراء تسميم سكريبال.

تصاعد الاتهامات وطرد دبلوماسيين

تصاعدت حده التوتر بين البلدين ووصل لذروته وأعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" طرد سبعة من الدبلوماسيين العاملين في البعثة الروسية في مقر الحلف ردا على محاولة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، وأعلن أمين العام للحلف، يانس شتولتنبيرغ، رفضه منح 3 روس آخرين تصاريح للعمل في البعثة الروسية، و أكثر من 20 دولة، بينما تنفي روسيا بشدة علاقتها لتسميم الجاسوس الروسي وابنته.

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن القرار "استفزازي"، مؤكدا أن بلاده سترد بشكل مناسب، واتهمت الخارجية الروسية في بيان رسمي الدول التي اتخذت قرارات بإبعاد ديبلوماسييها "باتباع" بريطانيا "بشكل أعمى".

تدخل الجانب الأمريكي

وفي خطوة تصعيدية، أعلن البيت الأبيض، الإثنين الماضي، أن الرئيس دونالد ترامب قرر طرد 60 دبلوماسيا روسيا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتلو، وقالت واشنطن إن القرار جاء على خلفية قضية سكريبال إضافة إلى اتهامها عددا من الدبلوماسيين الروس بممارسة أنشطة استخباراتية تحت غطاء وظائفهم الدبلوماسية.

وبعدها انضمت إسبانيا للدول التي أعلنت طرد دبلوماسيين روس، عقب ساعات من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طرد 60 دبلوماسياً روسياً من الأراضى الأمريكية.

وانضمت أستراليا، لنحو 20 دولة أوروبية طردت دبلوماسيين روسيين خلال الأيام الأخيرة، على خلفية محاولة اغتيال الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال، فى بريطانيا أوائل الشهر الجارى.

فيما أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا أنها ستتبع  أمريكا، واتفق زعماء الاتحاد الأوروبى، الأسبوع الماضى، على أنه من المرجح أن تكون موسكو ضالعة فى التسميم.

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، على أنه من المرجح أن تكون موسكو ضالعة في تسميم سكريبال وابنته جنوبي إنجلترا، لكن موسكو تنفي أي دور لها فيما تعرض له.

وفي استمرار الأزمة، أرسلت بريطانيا غواصة نووية إلى القطب الشمالي، اليوم، للمرة الأولى خلال السنوات العشر الأخيرة، وسط تصاعد التوتر مع روسيا بسبب وجودها العسكري هناك، فضلا عن قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في بريطانيا.

وحسبما أفاد موقع سكاي نيوز العربية، لحقت الغواصة البريطانية "إتش إم إس ترينشانت" بقطعتين بحريتين أمريكيتين، لتنقيذ تمرين عسكري يشمل تطوير القدرات القتالية أثناء الحروب، في المياه شديدة البرودة.


مواضيع متعلقة