الأصوات الباطلة «الثانى».. وخبراء: البعض إما جاهل أو يرفض التوجيه

الأصوات الباطلة «الثانى».. وخبراء: البعض إما جاهل أو يرفض التوجيه

الأصوات الباطلة «الثانى».. وخبراء: البعض إما جاهل أو يرفض التوجيه

للمرة الثانية فى تاريخ مصر، استمرت ظاهرة تفوق «الأصوات الباطلة» على منافس المرشح الرئاسى المنتخب؛ فبعدما تفوق «إبطال الأصوات» على حمدين صباحى، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية التى جرت عام 2014، بأكثر من ربع مليون صوت، حيث بلغ وقتها إجمالى عدد الأصوات الباطلة مليوناً و40 ألفاً و608 أصوات، مقارنة بـ757 ألفاً و511 صوتاً لـ«صباحى»، أظهرت المؤشرات المبدئية لفرز أصوات الناخبين فى «الانتخابات الرئاسية» التى انتهت مساء أمس، أن الأصوات التى حصل عليها المرشح موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، أقل من «الأصوات الباطلة».

وقالت مصادر لـ«الوطن»، إن الأصوات الباطلة بلغت قرابة مليون و700 ألف صوت، فيما حصل «موسى» على أكثر من 700 ألف صوت، أى أقل من «الأصوات الباطلة».

وتباينت وسائل ظاهرة «إبطال الأصوات»، حيث عبّر بعض الناخبين عن رغبتهم فى تولى شخص آخر للمنصب الرئاسى حتى ولو كان بعيداً عن المجال السياسى، ودوّن البعض اسم اللاعب محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادى ليفربول الإنجليزى، وشيكابالا لاعب الزمالك المعار فى السعودية، وآخرون كتبوا أسماء فنانين ورياضيين، وكان أحد أشكال الأصوات الباطلة دون قصد هو تعبير الناخبين عن حبهم للرئيس، أو حتى تدوين ملاحظات على أداء مصر فى عهده مع التصويت له، فيما رفض آخرون المرشحين الاثنين معاً.

وعلى الرغم من تصريحات قيادات جماعة «الدعوة السلفية» فى الإسكندرية، بوقوف الجماعة وذراعها السياسية «حزب النور»، صفاً واحداً مع الدولة ومع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتنظيم مؤتمرات الدعم والحث على المشاركة فى التصويت، إلا أن المؤشرات الأولية فى دوائر معاقل «الدعوة السلفية»، أكدت أنها صاحبة أعلى معدلات مقاطعة العملية الانتخابية، وأعلى معدلات الأصوات الباطلة بين كل دوائر الإسكندرية.

وتصدرت دائرتا «العامرية أول، وثان»، أحد أهم معاقل «الدعوة»، أعلى نسبة مقاطعة بالإسكندرية، كدليل على موقف الجماعة السلفية الحقيقى من الانتخابات.

ولم يكتف أعضاء «الدعوة السلفية» بعدم التوجه إلى لجان الاقتراع فى الانتخابات، بل شهدت دائرة الرمل ثان أعلى النسب فى «إبطال» الأصوات، رغم أنها المعقل الأهم لمشايخ الدعوة، ويعيش فيها الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الجماعة، وعبدالمنعم الشحات، القيادى البارز فيها.

وأظهرت المؤشرات الأولية تصدر حى «الزهور» معقل السلفيين فى بورسعيد، قائمة الدوائر الأعلى تصويتاً، فضلاً عن التصويت لـ«السيسى» بـ 64437 من إجمالى حضور بلغ 80187 ناخباً، كما أظهرت المؤشرات أن الدائرة نفسها مثّلت أعلى نسبة فى الأصوات الباطلة بإجمالى 13233 صوتاً انتخابياً، الأمر الذى يؤكد عدم توافق الدعوة السلفية، أعضاء وقيادات، فيما يخص التوجه السياسى.

وقال الدكتور جمال عبدالمطلب، أستاذ الاجتماع السياسى فى جامعة بنى سويف، إن «الشعب المصرى أوضح أن لديه إرادة حقيقية، وهو شعب لا يقبل التوجيه، لا سيما أنه كان لديه إصرار شديد على المشاركة»، مشيراً إلى زيادة نسبة الأصوات الباطلة، والتى بطل معظمها بسبب عبارات ثناء على الرئيس السيسى، مثل «بحبك يا ريس مصر، أمانة عندك يا ريس»، فأى عبارة تكتب فى ورقة التصويت يعد معها الصوت باطلاً، وبعضها كان يحمل صوتاً معارضاً يحاول توصيل فكرة المعارضة على بعض الإجراءات الاقتصادية أو غيرها، علاوة على أن هناك نسبة أمية عالية جداً تدل على أن هناك من لا يعرفون كيفية التصويت.

وأضاف «عبدالمطلب» لـ«الوطن» أن ظهور بعض العبارات المؤيدة للاعبى الكرة أو الفنانين وحلمهم بالحصول على كأس العالم أو غيرها من الأمنيات، تمثل فئة الشباب من سن 18 إلى 22 عاماً، وهو شباب غير مدرب على المشاركة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل وتثقيف فى المرحلة الجامعية، وقالت الدكتورة إيمان عباس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط، إن «المهم فى كل الأحوال هو أن يشعر المواطن بأهمية وقيمة المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية»، مشيرة إلى أن «الأصوات الباطلة يمكن تقسيمها إلى عدد من الفئات، وقد يرجع بعضها لأسباب تتعلق بالأمية وعدم إدراك كيفية التصويت بشكل صحيح، فترى هؤلاء يضعون علامة (صح) أمام المرشح الذى يريدونه بينما يضعون علامة خطأ أمام منافسه، وهو ما يبطل الصوت».


مواضيع متعلقة