"زينب" عمرها 84 عاما تحدت مشقة الصيام لتنتخب: "صوروا صباعي بالفسفور"

كتب: عبدالله عويس

"زينب" عمرها 84 عاما تحدت مشقة الصيام لتنتخب: "صوروا صباعي بالفسفور"

"زينب" عمرها 84 عاما تحدت مشقة الصيام لتنتخب: "صوروا صباعي بالفسفور"

 

تهتف وهي على بعد أمتار من لجنتها الانتخابية، تنادي على الموجودين بإفساح الطريق لها للدخول، فيلمحها فرد أمن وهى تتكئ على عكاز قديم، فيسندها ولا يتركها حتى تتتهى من الإدلاء بصوتها.

ورغم سنها الكبير البالغ 84 عامًا، إلا أن زينب عبدالخالق رفضت الجلوس في منزلها أول يوم للانتخابات الرئاسية، ورغم تقديم البعض لها بعض العصائر لتروي ظمأها إلا أنها رفضت بأدب: «معلش النهاردة الاتنين وأنا صايمة».

رغم حرارة الجو وكبر سنها وصيامها، نزلت زينب التي ولدت في زمن الملكية، وعاصرت كل الرؤساء من محمد نجيب وصولا إلى السيسى، إلى لجنتها الانتخابية في منطقة الجمالية.

وفي صباح اليوم، خرجت وحدها من المنزل وهي تقبض على بطاقتها الشخصية، وتتحرك ببطئ إلى اللجنة قائلة: «جيت واحدة واحدة مع نفسي، ليا ابن اتوفى وقاعدة مع بنتي».

وتحكي زينب التي قابلها رئيس اللجنة بود، وساعدها في الوصول إلى الصندوق، وقبل أن تلقي بورقتها داخله، قالت له بصوت منخفض: «ممكن والنبي يا ولدي تشوفني اخترت مين لاكون غلطت ولا حاجة»، فيخبرها باختيارها لتبتسم وتدع له بما جاد لسانها، ثم تمسك يد فرد الأمن الذي ساعدها في الدخول ليخرجها: «أنا بحب السيسي وبدعيله ربنا يخليه لولاده، وعايزاه يخلي باله من الغلابة، عشان هما اللى في ضهره».

على باب اللجنة جلست السيدة الثمانينية تنظر إلى الحبر الفوسفوري في يدها وعلى وجهها ابتسامة كبيرة: «أنا عايشة من أيام الملك، وفاكرة أيام نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك وعدلي منصور والسيسي، ونزلت كل الاستفتائات والانتخابات، ومبسوطة بالفسفور»، فتخبرها شابة وقفت إلى جوارها بأنها نسيت اسم مرسى، فتتحول ابتسامتها لنظرات غاضبة: «لا منستهوش، بس ده مبعتبروش رئيس أصلاً.. سيبك منه وصوري صباعي بالفسفور».

وتنتظر السيدة بعض الإصلاحات الاقتصادية الفترة المقبلة، وتأمل أن تستقر الأسعار وتنتهي البطالة، فيخبرها شاب عن أمنيتها الشخصية: «كان ليا بيت في الخواص ووقع على بعضه باللي فيه، ونفسي في أوضة ليا»، فتبكي السيدة وهي تجلس أمام اللجنة، ثم تمسح دموعها قبل أن تنطق: «أنا بحب مصر أوي والله، وعشانها هنزل أي حاجة ومكان».

وانطلقت اليوم، الانتخابات الرئاسية، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتستمر لثلاثة أيام.

ويتنافس في الانتخابات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.

ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات.

وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.

 


مواضيع متعلقة